ضبابية الأسواق العالمية تضغط على أسعار النفط والأسهم وسط توترات تجارية وتباطؤ الطلب
«وكالات»: تشهد أسواق الطاقة العالمية تذبذبا في الأسعار متأثرة بتراجع وتيرة الطلب في الولايات المتحدة واقتراب نهاية موسم القيادة الصيفي، وكذلك التوترات التجارية بين واشنطن ونيودلهي بشأن واردات النفط الروسي. ويواصل المستثمرون مراقبة مؤشرات المخزون الأمريكية والتحركات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على استقرار السوق.
النفط يتراجع بفعل ضعف الطلب
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر أكتوبر القادم 68 دولارًا أمريكيًّا و53 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا بلغ 92 سنتًا مقارنة بسعر يوم الأربعاء البالغ 69 دولارًا أمريكيًّا و45 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أغسطس الجاري بلغ 69 دولارًا أمريكيًّا و37 سنتًا للبرميل، مرتفعًا 5 دولارات أمريكية و75 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر يوليو الماضي.
على الصعيد العالمي انخفضت أسعار النفط اليوم بعد ارتفاعها في الجلسة الماضية في وقت يقيّم فيه المستثمرون توقعات بانخفاض الطلب على الوقود في الولايات المتحدة مع اقتراب نهاية موسم القيادة الصيفي. ويترقب المستثمرون أيضا رد الهند على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب مشتريات النفط الروسي.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 63 سنتا أو 0.91 بالمائة إلى 67.43 دولار، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 62 سنتا أو 0.97 بالمائة إلى 63.55 دولار. وارتفع كلا الخامين عند التسوية في الجلسة الماضية بعد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بسحب 1.9 مليون برميل.
وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا: «تتراجع أسعار النفط هذا الصباح مع إعادة المتعاملين تقييم الارتفاع الذي شهدته الأسعار اليوم مدفوعة بتقرير إدارة معلومات الطاقة». وأضافت: «في حين سجلت مخزونات الخام الأمريكية تراجعا آخر، تباطأت وتيرة الانخفاض مقارنة مع الانخفاض الحاد الذي شهده الأسبوع السابق مما أثر على زخم الصعود».
ويعكس هذا الانخفاض قوة الطلب قبل عطلة يوم العمل. وقال توني سيكامور محلل السوق لدى آي.جي: إن هذا عادة ما يمثل النهاية غير الرسمية لموسم القيادة الصيفي وبداية انخفاض الطلب في الولايات المتحدة.
ويترقب المتعاملون رد فعل نيودلهي على الضغوط التي تمارسها واشنطن عليها لوقف شراء النفط الروسي، بعد أن ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات من الهند إلى ما يصل إلى 50 بالمائة أمس.
وقال سيكامور: «من المتوقع أن تستمر الهند في شراء النفط الخام من روسيا على الأقل على المدى القصير، الأمر الذي من شأنه أن يحد من تأثير الرسوم الجديدة على الإمدادات العالمية». ومن العوامل المؤثرة على السوق أيضا زيادة المعروض مع إلغاء منتجين رئيسيين بعض التخفيضات الطوعية مما بدد تأثير عوامل تؤدي إلى ارتفاع الأسعار مثل تكثيف روسيا وأوكرانيا الهجمات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما. وتلقت سوق النفط دعما من احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية قريبا إذ قد يعزز ذلك النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.
تتباين الأسهم والنتائج
على صعيد الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم، وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 بالمائة إلى 556.53 نقطة.
وتباين أداء أسهم شركات أشباه الموصلات في المنطقة إذ قيم المستثمرون توقعات تتعلق بمركز بيانات إنفيديا بأنها جاءت أقل من تكهنات بعض المحللين. وهبط سهما (إيه.إس.إم.إل) و(بي.إي.إس.آي) لكن سهمي إنفينيون وإيه.إس.إم إنترناشونال ارتفعا بنحو واحد بالمائة لكل منهما. وجاءت نتائج الأعمال المالية لشركات أوروبية إيجابية إلى حد كبير. وارتفع سهم دليفري هيرو 3.8 بالمائة بعد أن أعلنت الشركة الألمانية المختصة في طلب الطعام عبر الإنترنت وتوصيله تسجيل نمو في الإيرادات أفضل قليلا من المتوقع للربع الثاني.
وزاد سهم بيرنو ريكار بنسبة أربعة بالمائة بعد أن أعلنت شركة المشروبات الكحولية نتائج أعمال الربع الرابع. كما صعد سهم رمي كوانترو بما يقارب اثنين بالمائة. وارتفع المؤشر كاك 40 الفرنسي 0.7 بالمائة ليعوض بذلك بعض الخسائر التي مني بها وتسببت في تراجعه 2.8 بالمائة هذا الأسبوع في ظل أجواء من الغموض السياسي بشأن احتمال انهيار الحكومة في تصويت بحجب الثقة.
على صعيد متصل أغلق المؤشر الياباني على ارتفاع اليوم، مدعوما بتوقعات فصلية قوية لشركة إنفيديا الرائدة في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي وتجدد ثقة المتعاملين بعد أن رفع المستثمر الملياردير وارن بافيت استثماراته في اليابان.
وتعافى المؤشر الياباني من خسائره المبكرة ليغلق مرتفعا 0.7 بالمائة عند 42828.79 نقطة. وأغلق مؤشر توبكس الأوسع نطاقا على ارتفاع 0.7 بالمائة أيضا.
وأسهم إنفيديا من المحركات الرئيسية للمؤشر الياباني الذي يعتمد بشكل كبير على أسهم شركات الرقائق.
وتوقعت إنفيديا، الشركة الأمريكية الرائدة في صناعة الرقائق، أمس أن تفوق إيرادات الربع الثالث تقديرات السوق بدعم الطلب القوي على رقائق الذكاء الاصطناعي، لكن السهم انخفض ثلاثة بالمائة في تعاملات ما بعد الإغلاق، إذ لا تزال الضبابية تكتنف أنشطة معلقة لها في الصين.
وكان المؤشر الياباني قد بدأ تعاملات اليوم منخفضا، لكنه عوض خسائره مع انتعاش سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق التي تورد لإنفيديا، الذي أغلق مرتفعا 1.5 بالمائة بعدما انخفض في وقت سابق 3.6 بالمائة.
وارتفع المؤشر الرئيسي بعد أن أعلنت شركة ميتسوبيشي كورب أن شركة ناشونال إنديميتي المملوكة لبافيت رفعت حصتها إلى 10.23 بالمائة من 9.74 بالمائة. وكان الملياردير الأمريكي رفع حجم استثماراته في خمس شركات تجارية يابانية رئيسية، بما في ذلك ميتسوبيشي، في مارس. وارتفع سهم ميتسوبيشي كورب بنحو اثنين بالمائة، فيما ارتفع سهم منافستها ميتسوي آند كو 1.2 بالمائة.
وارتفع سهم مجموعة سوفت بنك التي تستثمر في قطاع التكنولوجيا 3.2 بالمائة، مما ساهم في أكبر دفعة للمؤشر الياباني. وأغلق سهم طوكيو إلكترون المصنعة لمعدات تصنيع الرقائق على ارتفاع اثنين بالمائة.
وقفز سهم فوجيكورا المصنعة للكابلات، الذي يعد مؤشرا للاستثمارات في قطاع مراكز البيانات، 5.5 بالمائة.
وقفز سهم سومبو هولدنجز 3.3 بالمائة بعد أن أعلنت شركة التأمين اليابانية عزمها الاستحواذ على أسبن إنشورنس هولدنجز المدرجة في نيويورك مقابل نحو 3.5 مليار دولار. وصعدت أسهم شركات استكشاف الطاقة أربعة بالمائة، لتصبح الأفضل أداء بين المؤشرات الفرعية الثلاثة والثلاثين في بورصة طوكيو.
