العلاج بالتسوق

17 أغسطس 2025
17 أغسطس 2025

هو مصطلح يُستخدم لوصف عادة شراء الأشياء -وغالبًا ما تكون كماليات- كوسيلة لتحسين المزاج أو تخفيف التوتر. إذ يلجأ الشخص للتسوق ليشعر بالسعادة أو للتخفيف من المشاعر السلبية. فعند التفكير في الشراء أو الحصول على شيء جديد، يفرز الدماغ مادة الدوبامين (هرمون السعادة)، مما يمنح إحساسًا مؤقتًا بالفرح والنشوة، إضافةً إلى شعور بالتحكم والسيطرة على القرار، وهو شعور مريح خاصةً في الأوقات التي يشعر فيها الإنسان بفقدان السيطرة على مجريات حياته.

كما يستخدم البعض التسوق، سواء عبر تصفح المتاجر الإلكترونية أو على أرض الواقع، كوسيلة للإلهاء عن التفكير في المشاكل والضغوط اليومية. ويمنحنا الشراء إحساسًا بالإشباع الفوري والمكافأة السريعة، فيخفف من الضغط العاطفي، مثل شراء ملابس أو عطور بعد يوم عمل مرهق، أو التسوق عبر الإنترنت لمقاومة الشعور بالملل، أو حتى مكافأة أنفسنا بكوب قهوة فاخر بعد يوم طويل.

من خلال عملي، أسمع كثيرًا عن أشخاص يفقدون السيطرة أحيانًا على التزاماتهم المالية أو خطط الادخار التي وضعوها، بسبب انجرافهم وراء هذه العادة. وبشكل عام، هذا السلوك ليس سلبيًا بالمطلق إذا التزمنا قاعدة «لا إفراط ولا تفريط»، فهو بالفعل يمكن أن يكون وسيلة بسيطة وفعالة لتحسين المزاج إذا تم بوعي واتزان. لكن الإفراط في التسوق للهروب من المشاعر قد يؤدي إلى الإدمان الاستهلاكي، والتورط في الديون، وما يتبع ذلك من شعور بالندم لاحقًا.

والحقيقة أن الوقوع في فخ هذا الإدمان أصبح أسهل من أي وقت مضى، شأنه شأن إدمان السكر أو الأجهزة الذكية أو الطعام، وهو أمر لم يسلم منه كبير ولا صغير، مهما بلغ العمر أو مستوى الثقافة. فالكثير من قراراتنا يحكمها مزيج من المشاعر والبرمجات السلوكية التي اكتسبناها، ليس فقط من آبائنا، بل من سلسلة طويلة في سلالتنا البشرية، حتى أنها قد تكون محفورة في بصماتنا الوراثية.

خلاصة القول: إن العلاج بالتسوق قد يكون سلوكًا لا بأس به لتحسين المزاج، لكن من المهم ألا يتحول إلى وسيلة للهروب من المشاكل أو لتعويض النقص العاطفي. فكما ذكرت سابقًا: التوازن هو السر.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية