ملاحق الصحف.. تعليم وتثقيف
تضم تلك الملاحق الأسبوعية ملاحق تروج لمشاريع عقارية وسياحية أو لفرص عمل أو لمنتجات سلعية مثل الأزياء والعطور وغيرها، هذا إلى جانب الملاحق الاقتصادية والثقافية، كما أن بعض الصحف تنشر ملاحق تختص بالتعريف بالإصدارات الجديدة من الكتب وتقوم فيها بعرض تلك الكتب ونقدها، وبعد ذلك تقوم بعض دور النشر باقتباس بعض مما كتبته الصحف عن الكتاب ووضعه على غلافه بقصد تزكية الكاتب والترويج للكتاب.
وفي سلطنة عمان كانت جريدة الرؤية تصدر ملحقا تعرض أو تعرّف فيه ببعض الكتب التي صدرت باللغة العربية أو بغيرها، ولعلّ الجريدة تستمر في إصدار ذلك الملحق، وذلك لأهميته في رفد الثقافة ونشر المعرفة.
وقد يكون الملحق العلمي لجريدة عمان من أهم ما تتميز به الجريدة عن كثير من الصحف العربية، إذ إنه إلى جانب ما يحتويه من معارف علمية مهمة فهو في بعض الأحيان ينشر أخبارا ومعلومات عن الاختراعات والابتكارات الحديثة.
ومن الفوائد الإضافية للملحق العلمي أنه قد يساعد في تعريب بعض مصطلحات التقنية الحديثة، التي لم تكن معروفة لدى العرب أو لا توجد مرادفات لها في اللغة العربية، خاصة وأن كثير من المقالات التي تنشر في الملحق هي مقالات مترجمة من لغات أخرى.
الملاحظ أن المقالات الواردة في الملحق ناقشت الموضوع من عدة جوانب، وهي بين مؤيد متحمس للطاقة المتجددة بأنواعها وبين مشكك في جدواها في الظروف الحالية.
هذا التنوع في الآراء أثرى الموضوع وجعله أكثر متعة وفائدة للقراء. كذلك الأمر في العدد السادس والعشرين من الملحق العلمي للجريدة، والذي صدر في الأسبوع الثالث من شهر يوليو الماضي، وتم تخصيصه لموضوع الطاقة النووية، ناقشت المقالات الواردة في الملحق هذا الموضوع من جوانبه العلمية الصرفة وناقشت بعض الجوانب السياسية والاقتصادية له، وكذلك تم تناول الموضوع من جانب أثر استخدام الطاقة النووية لاسيما على الإنسان والبيئية. المعلوم أن هذا الجانب من أهم المواضيع المثيرة للجدل في استخدامات الطاقة النووية.
وربما يتوفر لدى الجريدة من الأدوات والوسائل ما يمكنها من متابعة وقياس انطباعات القراء ورصد تعليقاتهم على ما تحتويه تلك الملاحق، والأخذ بما يناسب منها من أجل تطويرها وتحسينها ولنشر المعرفة لتستفيد منها شرائح أوسع من الناس.
ومن المناسب كذلك، وهذا هو الأهم، أن يتم التنسيق بين وزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم من أجل إيصال أو توزيع نسخ من تلك الملاحق على طلاب السنتين الأخيرتين في مستوى التعليم ما قبل الجامعي، وذلك على اعتبار أن الطلاب في تينك السنتين يبدؤون في تشكيل وعيهم العلمي والثقافي ويحاولون كذلك التخطيط لمستقبلهم على بصيرة.
كما أنه من المناسب إيصال نسخ من الملاحق الاقتصادية والثقافية والعلمية إلى الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة الصيفية التي تقيمها بعض المدارس وتشجيع المشاركين في تلك الأنشطة على قراءة ما تحتويه الملاحق من مقالات وبيانات.
وسواء تم إيصال الملاحق كنسخ ورقية أو كنسخ إلكترونية على الشبكة العالمية فإن إتاحتها للطلاب لقراءتها أو تصفحها ستكون له فوائد كبيرة لهم لاسيما على صعيد تشجيع البحوث العلمية والثقافية، بالنظر لما تحويه تلك الملاحق من معارف ومعلومات غزيرة.
