شرح مفهوم السكينة والتقوى كأساس للزواج المستقر في أمسية
أكد الباحث طالب بن علي الراشدي خلال أمسية تفاعلية تناولت الأبعاد الدينية والاجتماعية والنفسية للزواج، أن السكينة التي وردت في القرآن الكريم تمثل الغاية الأسمى من الزواج، مشددًا على أن التقوى هي الضمان الحقيقي لعلاقة زوجية مستقرة قائمة على الاحترام المتبادل.
وأشار الراشدي إلى أن السعادة هي حالة ذهنية وقرار داخلي وليست سلعة يمكن الحصول عليها من طرف آخر، محذرًا من خطأ توقع أن يقوم الشريك بإسعاد الطرف غير السعيد؛ لأن ذلك يضع عبئًا نفسيًا ويؤسس لعلاقة هشّة.
وأوضح أن التقوى تعد صمام الأمان في العلاقة الزوجية، حيث تبعث الطمأنينة والثقة، وتضمن أن تحكم العلاقة مخافة الله، مما يحفظ الحقوق ويمنع الظلم حتى في أصعب الظروف.
على الصعيد الاجتماعي والعرفي، ركز الراشدي على أهمية فترة الخطبة واتباع الأعراف والتقاليد العمانية التي تحافظ على كرامة الطرفين، مشيرًا إلى دور الوساطة بين العائلتين لتسهيل التواصل ومنع سوء الفهم.
كما نبه إلى بعض الأخطاء الشائعة خلال مرحلة الخطبة، مثل عدم إعطاء الأسرة الوقت الكافي للبحث والتنسيق المباشر مع الفتاة دون علم ولي الأمر، معتبرًا ذلك تجاوزًا للأصول.
وختم بدعوة المقبلين على الزواج إلى تصحيح المفاهيم، والاهتمام ببناء الذات وتحقيق السعادة الداخلية، واختيار الشريك بناء على الدين والخلق، معتبرًا الزواج رحلة مشتركة مبنية على المودة والرحمة والسكينة وليس مجرد تحقيق مصالح شخصية.
