1048065
1048065
المنوعات

تجارب تثبت الأثر الضار للمبيدات على النحل

30 يونيو 2017
30 يونيو 2017

واشنطن «أ.ف.ب»:- أكدت دراستان هما الأوسع في هذا المجال أجريتا في أوروبا وكندا الضرر الذي تلحقه المبيدات الحشرية الزراعية التي تطال النظام العصبي، على النحل وملقحات أخرى تتعرض لها.

ونشرت هاتان الدراستان في مجلة الجمعية الأمريكية للعلوم، وأظهرتا أيضا أن البيئة المحلية والحالة الصحية للنحل يمكن أن تعدّلا الآثار الناجمة عن استخدام المبيدات التي تطال النظام العصبي والمستخدمة على نطاق واسع في الزراعة، والتي توصف بأنها «قاتلة النحل».

وتؤثر هذه المواد الكيميائية على النظام العصبي للحشرات وتصيب النحل الذي يؤدي وظيفة لا بد منها في تلقيح النبات، بأضرار جسيمة، منها نقص في القدرة على التكاثر والنفوق المبكر، بحسب الباحثين.

وقال ديفيد غولسون أستاذ علوم الأحياء في جامعة ساسيكس البريطانية عن خلاصات هاتين الدراستين اللتين لم يشارك فيهما «لم يعد ممكنا أن نقول بعد الآن إن هذه المبيدات الزراعية لا تضرّ النحل».

أجريت الدراسة الأولى في مناطق تمتد مساحتها الإجمالية على ثلاثة آلاف هكتار، في بريطانيا وألمانيا والمجر، وجرى خلالها تعريض ثلاثة أنواع من النحل لأزهار عولجت بذورها بمادة «كلوتيانيدين» أو «تياميتوكسام، وهما مادتان حظرهما الاتحاد الأوروبي مؤقتا منذ العام 2013 نظرا لآثارهما الضارة على صحة النحل، وقد يحظرهما تماما في الحقول وليس في الخيام الحرارية، بموجب مشروع قانون جديد.

ولاحظ الباحثون أن هاتين المادتين قصّرتا أمد الحياة لدى النحل في اثنين من البلدان الثلاثة.

-أثر أضعف في ألمانيا- في المجر، انخفض عدد النحل 24 % في الربيع التالي على الدراسة، وفي بريطانيا كان معدل حياة هذه الحشرات متدنيا أصلا لكن تلك التي تعرضت لمادة «كلوتيانيدين» كانت حياتها أقصر.

في المقابل، كانت الآثار السلبية على النحل في ألمانيا محدودة. وقال البريطاني (بن وودكوك) المشرف على الدراسة إن هذه المادة «قلصت قدرة الأنواع الثلاثة من النحل على التكاثر في العام التالي، على الأقل في بريطانيا والمجر».

ورجّح أن يكون الفرق في الأثر بين البِلْدان الثلاثة سببه قدرة النحل على الوصول إلى أنواع نباتية أخرى لم تصبها المعالجة بالمادة الكيميائية، إضافة إلى الحالة الصحية لمجموعات النحل.

ففي ألمانيا، كانت مجموعات النحل أكبر وفي صحة جيدة، وقادرة على الوصول إلى أنواع كثيرة من الأزهار البرية.

- انتشار- أما التجربة الثانية فقد جرت في كندا، وأظهرت أن النحل العامل والملكات في المستعمرات القريبة من مبيدات كهذه كانت حياتها أقصر من غيرها، وأن الحالة الصحية للمستعمرة كلها أصيبت بالوهن.

فالنحل الذي تعرض للمبيدات على مدى الأيام التسعة الأولى بعد الولادة، كانت حياته أقصر بنسبة 23 % من غيره.

إضافة إلى ذلك، لم تكن الملكة في حالة صحية جيدة تسمح لها بالإنجاب. وراقب الباحثون في هذه الدراسة إحدى عشرة مستعمرة للنحل، خمس منها قريبة من حقول معالجة بالمبيدات، والباقية بعيدة عنها.

وقال عمرو زايد الباحث في جامعة نيويورك والمشرف على هذه الدراسة «تثير مسألة تعرّض النحل للمبيدات جدلا منذ وقت طويل». وعثر الباحثون على آثار للمبيدات مصدرها نبات لم يلقح بها، مما يعني أن المادة المتلفة للنظام العصبي التي تذوب في الماء تنتشر في البيئة، وفقا للباحثين.