No Image
عمان العلمي

سماء 2025 تتزين بظواهر فلكية أخّاذة... استعدوا للمشاهدة! «أبرزها اصطفاف 7 كواكب يمكن مشاهدتها من الأرض في يناير»

22 يناير 2025
22 يناير 2025

يعد العام الجديد 2025 عاما مميزا لعشاق الفلك ومحبي التصوير الفلكي كونه يشهد العديد من الأحداث الفلكية المثيرة التي تستقطب اهتمام العلماء والهواة على حد سواء والتي يمكن رصدها بالعين المجردة أو من خلال التلسكوب. وتتنوع هذه الأحداث بين اقتران القمر بالعديد من الكواكب والنجوم، والخسوف والكسوف في بعض مناطق الكرة الأرضية، بالإضافة إلى واحدة من أكثر الظواهر النادرة سحرًا وهي اصطفاف الكواكب مرتين في شهر يناير وشهر أغسطس من هذا العام. هذه الأحداث المرتقبة لن يتكرر بعضها في الأعوام القادمة مما يجعلها لحظات مميزة لمن يتمكن من رصدها وتوثيقها للأجيال القادمة.

مع بداية العام الحالي شهدنا اقتران القمر مع كوكب الزهرة يوم 3 من شهر يناير وبعدها بيوم واحد شهدنا اقترانه مع كوب زحل، إضافة إلى اقترابه من كوكبي المشتري والمريخ يومي 10 و13هذا الشهر على التوالي.

وستشهد الأرض خسوفا كليا للقمر مرتين خلال هذا العام. الأول سيكون في شهر مارس في ظاهرة تسمى بـ(القمر الدموي) والآخر في شهر سبتمبر وسيكون مرئيا في سلطنة عمان والأجزاء الأخرى من الكرة الأرضية.

وتتميز نجوم الشتاء بانها أكثر تلألأً وإشراقا بفضل لمعانها الواضح وخلو الجو في هذا الفصل من الغبار مقارنة بفصل الصيف على سبيل المثال، فمن خلال العين المجردة فقط وطوال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام يمكن رصد كوكبة الجبار وهي نجوم لامعة ارتبطت بشكل كبير بالموروث الفلكي العماني وخاصة نجوم الدبران والعيوق والشعرى اليمانية.

ظاهرة اصطفاف الكواكب المنتظرة

يُعد أحد أبرز الأحداث الفلكية في عام 2025 ظهور ستة كواكب من المجموعة الشمسية وكأنها تصطف في خط واحد في السماء. هذا الحدث، وإن تكرر في أعوام سابقة، فإن هذا العدد من الكواكب يجعله حدثًا مميزًا خلال هذه الفترة من العام. ويحدث الاصطفاف عندما تتحاذى الكواكب على طول خط واحد أو تظهر قريبة من بعضها في السماء كما تُرى من الأرض. ويعود ذلك إلى الحركات المدارية للكواكب حول الشمس، والتي تختلف في سرعاتها وأبعادها. وعلى الرغم من أن الكواكب لن تصطف بدقة على خط مستقيم، إلا أن قربها الظاهري يجعلها تبدو مُصطفة.

وقد عرفت الحضارات القديمة ظاهرة الاصطفاف بارتباطها بالعديد من التأويلات في الميثولوجيات القديمة، فنجد أن الاصطفاف في حضارات بلاد الرافدين والحضارات الفرعونية يعطي إشارات بحدوث تغيرات تؤثر على حياة الناس في الأرض، أما في الدول الاسكندنافية فكان هذا الحدث إشارة إلى اقتراب نهاية العالم، ومع شعوب المايا في أمريكا اللاتينية فقد حملت تصاميم معابدهم إشارات فلكية كثيرة منها اصطفاف الكواكب، حيث يعتقد العلماء أن معابدهم مثل معبد تشيتشن إيتزا صُممت بحيث تتوافق مع أحداث كوكبية مثل الاصطفاف والخسوف والكسوف وهكذا في بقية الحضارات كحضارة بلاد الرافدين والحضارة الفرعونية وغيرها من الحضارات الأخرى،

وبالتالي فإن الاعتقاد السائد بأن هذا الحدث مرتبط بأحداث تلامس حياة الناس جعل منه محط اهتمام وترقب لحدوثه في الحضارات القديمة من نواح علمية واجتماعية.

اصطفاف يناير الجاري

في هذا العام، في شهر يناير، ستبدو ستة كواكب من كواكب المجموعة الشمسية ظاهريًا وكأنها مُصطفة في خط واحد. وهذه الكواكب هي:

• الزهرة: يُعرف عند العرب بنجمة الصباح والمساء بسبب سطوعه الفائق، وسيكون الأكثر وضوحًا خلال هذا الاصطفاف.

• كوكب زحل: الكوكب الأبعد عن الشمس من بين الكواكب الخمسة التي تُرى وتُشاهد بالعين المجردة على الأرض، ويتميز كوكب زحل بحلقاته البارزة، التي تتكون من جزيئات الجليد الممزوجة بكمية من الصخور المحطمة والغبار.

• كوكب المشتري: أكبر كواكب المجموعة الشمسية وهو خامس الكواكب بعدًا عن الشمس، يظهر لامعًا في السماء ويمكن رصده بالعين المجردة.

• المريخ: أو الكوكب الأحمر والجار الخارجي للأرض، وفي هذه الأيام يمكن رصده بالعين المجردة خلال المساء.

مع هذه الكواكب سوف يصطف كوكبا أورانوس ونبتون، لكن رؤيتهما بالعين المجردة ستكون صعبة للغاية، لذا يجب وجود تلسكوب لمشاهدة هذين الجُرمين السماويين.

يجب الإشارة هنا إلى أن الاصطفاف لن يكون على خط واحد تمامًا كما يتصوره البعض، ولكن تبقى إمكانية رصدها كاملة بالقرب من بعضها.

وهذه الظواهر تساعد العلماء والدارسين على دراسة الكواكب وتأثيراتها بشكل مُفصل، مما يُتيح فهمًا أعمق لكواكب المجموعة الشمسية.

ماذا بعد؟

إضافةً لهذه الأحداث الفلكية، يتوقع العلماء أن يشهد عام 2025 ذروة نشاط الدورة الشمسية الحالية (25)، مما يعني مشاهدة أعداد أكبر من البقع الشمسية وربما نشاط الانبعاثات الشمسية، والتي ستخلق مشاهدات رائعة للشفق القطبي في الدول الواقعة عند الأقطاب أو بالقرب منها. وتُعتبر الدورات الشمسية واحدة من الأساليب العلمية التي يعوّل عليها العلماء عند دراسة النشاط الشمسي، وتستمر الدورة الواحدة في مُتوسطها حوالي 11 سنة، وتختلف بين الدورات الشمسية الضعيفة، ويكون النشاط الشمسي فيها ضعيفًا، وبين الدورات الشمسية القوية، والتي يكون فيها النشاط الشمسي عاليًا مُعتمدًا على عدد البقع الشمسية في سطح الشمس. إن الظواهر الفلكية، سواء ما يتكرر منها كل عام وما هو نادر الحدوث، تُعتبر فرصة لهواة الفلك والعلماء لدراسة هذه الظواهر ومدى تأثيرها على الحياة على الأرض أو لزيادة المعرفة بخصائص النظام الشمسي وتفاعله مع بعضه البعض.

د. إسحاق بن يحيى الشعيلي رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية