افتتاحية: الإنسان الخالد ذو القوى الخارقة
لم يعد حلم «الإنسان الخالد» حكاية خيالية تُروى في الأساطير، ولكنهُ الهدف الذي يشغل بال العلماء اليوم، ولا نقصد بذلك خلق أبطال خارقين بعباءات ملونة وأقنعة، إنما نشير إلى تمكين الإنسان ببساطة أن يحيا على أرض متجددة الخيرات، وأن يمتلك بفضل التقنية القدرة على التنبؤ بالأمراض وتفاديها قبل وقوعها، وتحريك الأشياء من حوله بمجرد فكرة!
إن هذا التصور للبشر بات أقرب مما نعتقد، بل إننا نقف اليوم على أعتابه، في حين ينشغل خبراء الهندسة الحيوية بإعادة كتابة الشفرات الجينية لخلايا الإنسان وتوازنه الكيميائي قبل حتى ميلاده، ليحظى بأفضل فرص الحياة، وليكون خالدًا، ما لم يتعرض لحادث مؤسف أو إطلاق ناري! فالعلم يقرأ الموت باعتباره مشكلة تقنية تواجه البشر أكثر من كونه لغزًا ما ورائيًا.
من الناحية التقنية نحن خارقون بالفعل، نصِل لأقصى الأرض في أجزاء من الثانية، ونتحكم بالأشياء من حولنا بأزرار. أما مستقبل ذلك فقد خصصنا له مساحة نقاش جيدة في العدد الثاني عشر من ملحق جريدة عمان العلمي الذي بين يديكم، والذي أكمل بفضل اهتمامكم عامًا كاملا هذا الشهر. تتعرفون من خلاله أيضًا على محاولات العالم في مزاوجة التقدم التقني وصون الأرض، وإذا ما كانت الطبيعة بقوانينها والعلوم من حولنا قادرة على الإجابة عن تساؤلاتنا الكبرى.
نعرج في عددنا هذا كذلك على نشاط الشمس وعواصفها التي بتنا نرى آثارها جلية على مناخنا، والأجهزة من حولنا، وحتى محاصيلنا الزراعية، في المقابل نقدم لكم حلولا لمقاومة النبات والأرض لعوامل الحرارة التي باتت تفوق توقعاتنا، ونهديكم المزيد من الأمل فيما يتعلق بإيجاد علاجات فعالة لأمراض مستعصية كسرطان الدماغ عند الأطفال. لا تترددوا في قراءة جميع صفحات هذا الملحق فلذلك تأثير إيجابي على عقولكم وعلاقاتكم مع الآخرين كما ستعرفون في الصفحات الأخيرة. قراءة ماتعة.
