No Image
عمان العلمي

افتتاحية.. من الفضول إلى الحلول !

20 سبتمبر 2023
20 سبتمبر 2023

إن الفضول أو بالأحرى ذاك الإحساس الذي يعترينا حين يفاجئنا شيء أو لا يتفق تمامًا مع ما نعرفه، ويشعرنا بحالة أشبه بالحكة المزعجة التي نحتاج لخدشها هو في الغالب المحرك الرئيسي وراء الاستنتاجات التي كونت المكتشفات والاختراعات من حولنا. وهو بذرة فطرية ضمنها الخالق في طيات نفوسنا نغذيها بالتجارب والأسئلة والاطلاع حتى تنمو ونستظل بها.

ولعل الأطفال مثال حي لهذه الفطرة التي لم يطمرها «المنطق الشائع» بعد، لذلك يطرح الطفل في المتوسط أكثر من 107 أسئلة في الساعة الواحدة، قد يصيب ذلك الآباء بالجنون، ولكنها السمة الأولى التي نحتاجها كبشر لنفهم ما حولنا بشكل أفضل. الأقمار الصناعية مثالًا، نشأت من فضول قائد عسكري حول تحركات العدو، وهي اليوم ترصد التحركات في الفضاء والأرض لتجيبنا عن أسئلة أعمق كما ستقرأون في صفحات الفضاء. لننتقل بعدها إلى الدور الذي تلعبه التقنية اليوم في إشباع الفضول دون مخاطر من خلال مختبرات افتراضية بإمكانيات لامحدودة، وربما باستخدام التخاطر مستقبلا!

تقرأون أيضًا في الصفحات التالية كيف يمكن للضوء الذي نحاول تجنب أضراره غالبًا أن يحل تحدي شح المياه في العالم ودوره في تنقيتها بصورة مستدامة. نجيب في عددنا الرابع كذلك عن أسباب بعض الكوارث البيئية التي قد لا يكون منشأها طبيعيًا، وغيرها من الموضوعات التي قد تجيب عن أسئلة لم تكن في ذهنك.

وحين يُتخم فضولكم، مرروا هذا العدد لأبنائكم حتى يتوقفوا عن طرح مئات الأسئلة، وليتعرفوا على أثر الرياضيات التي يتجنبونها في بناء أدمغتهم، وحتى نجيبهم عن مصير الشمس بعد أن تغرق في البحر مساءً.