مقترحات متفائلة لإعادة الدراما العمانية إلى مسارها الصحيح وأهمها إنشاء أكاديمية للفنون
هدى حمد: الدراما ليست عملا فرديا لكي ندينه -
سليمان المعمري: لا وجود لمؤسسات ترفد الحركة الدرامية بالممثلين -
هلال الهلالي: كل صناعة فنية تحتاج إلى ثقافة ووعي -
إبراهيم الزدجالي: نحتاج إلى أكاديمية للفنون في عُمان -
محمد الحبسي:ما المانع من استدعاء كتاب نجحوا فيما سبق لعمل الورش؟!
شبير العجمي: حل مشكلة الدراما العمانية في القطاع الخاص -
سميرة الوهيبية: في الخارج يحدث تجاذب لأطراف الحديث بين الكاتب والمخرج وهذا ما لا نجده هنا -
خلصت الجلسة الحوارية «الدراما العمانية.. بين الواقع والطموح» إلى ضرورة وجود أكاديمية للفنون، وأقسام للمسرح سواء في الجامعات أو حتى في المدارس، لترفد الأعمال الدرامية العمانية بالممثلين وكتاب النص الدرامي والمخرجين على حد سواء. كما نوهت إلى ضرورة مساهمة القطاع الخاص في صناعة الدراما، إلى جانب إقامة ورش الكتابة الدرامية المفتوحة، ودورات «نص» خارجية على أيدي كتاب كبار.
وناقشت الجلسة التي أقامها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بمجلس مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي مساء الثلاثاء محاور عدة من بينها النص والتمثيل والإخراج وشركات الإنتاج ودعم قطاع الدراما وإعدادها للمستقبل. وتحدث في الجلسة التي أدارتها منى حبراس الإعلاميان سليمان المعمري وهدى حمد إلى جانب مجموعة من المعنيين بالقطاع الدرامي من ممثلين ومخرجين وكتاب وأصحاب شركات إنتاج.
واقع الدراما العمانية اليوم
وبدأ سليمان المعمري في حديثه بالإشارة إلى أن حديث الدراما حديث «يثار في رمضان وهذا ليس في عمان وحسب بل حتى في الدول التي تعدّ مراكز لإنتاج الأعمال الدرامية، لكن الفرق أن الحراك الدرامي هناك مستمر طوال العام ودرامانا موسمية للأسف، إما بمسلسل يتيم أو مسلسلين في أفضل الأحوال وهذا غير كافٍ لإيجاد حراك درامي، وهناك أسباب تتعلق بالنص والتمثيل فليس هناك مؤسسات ترفد الحركة الدرامية بالممثلين. كان لدينا رافد مهم مثل قسم المسرح بالجامعة لكنه أغلق».
وقالت الكاتبة والإعلامية هدى حمد: «الدراما ليست عملا فرديا لكي ندينه، بل هي عملية تكاملية. في الماضي لم يكن لدينا بديل، والمأزق الآن أن ما لدينا من أعمال درامية تقع ضمن حيز هائل من المقارنة، أضف على ذلك المسرح في المدرسة والجامعة لم يعودا فاعلين، فكيف نربي الشغف بالفن والتمثيل؟!»
ووصف هلال الهلالي الواقع بقوله: «المسرح بخير والدراما الإذاعية بخير أما الدراما التلفزيونية فليست بخير».
وأضاف: «مشاهير التواصل الاجتماعي لا علاقة لهم بالعمل الفني، وكل صناعة فنية تحتاج إلى ثقافة ووعي، حتى إذا ما نظرنا على أن مشاركة المشهور جزء من تسويق العمل. هناك مشكلة أيضا في إدارة المسلسل ومسار النص ككل وفكرة الخروج بشيء جديد أحيانا تسبب انتكاسة».
النص الدرامي
وفي سؤال طرحته منى حبراس: لماذا النص الدرامي ضعيف؟ أشار المعمري إلى أن النص هو أهم عنصر، تأتي بعده العناصر الأخرى، وأضاف: «في عمان ونحن في ذروة الدراما في الـ90 كان كتاب النصوص الدرامية قلة. كاتب النص الدرامي بحاجة إلى إعداد، لا بد من مصنع يهتم بهؤلاء، وقسم الفنون المسرحية يعول عليه كثيرا». وتابع: «كتاب الدراما بحاجة إلى ورش أو دورات نص خارجية على يد كتاب كبار وأقامت الهيئة سابقا قبل 10 سنوات بعض الورش لكنها غير كافية».
فيما رأى أحمد الكلباني أنه ليست لدينا أزمة نص ولكن ينقصنا تجويد الحكاية، وقال: «العملية الدرامية تحصل في وقت ضيق فكيف نتوقع ناتجا نهائيا إيجابيا؟ لدينا إشكال في الإنتاج التلفزيوني وعلى الرغم من قربه من الاشتغال المسرحي، إلا أن الناتج في المجالين مختلف تماما، لماذا لا نأتي بكاتب من الخارج؟!». وعبرت هدى حمد عن مخاوف الروائي العماني بقولها إنه: «يواجه مخاوف كبيرة من الدراما فهو لا يجازف بنصه في ظل المستوى المتراجع الذي تعيشه الدراما في عمان، لكن لو وضعت اشتراطات ومعايير جديدة لربما سيغامر الكاتب، والسيناريو عمل شاق، ومهم جدا أن نبدأ بالورش على مختلف الأصعدة». ونوه د.محمد الحبسي إلى ضرورة وجود التنافسية والتجديد، وقال: «هناك أسماء تتكرر، واستبعدت شركات إنتاج، لكن من الأهمية أن تكون هناك مجموعة من النصوص سواء نصوص جديدة أو بتحويل الأعمال الروائية الموجودة. إلى جانب وجود لجنة محايدة تقرر ما يصح وما لا يصح، فما المانع من استدعاء كتاب نجحوا فيما سبق لعمل الورش؟!».
مصنع الدراما الوحيد
ووصف د.سيف المعولي واقع الدراما بالمحزن، وأضاف: «كانت هناك دراسة لإنشاء معهد وجمعنا بيانات من دول سبقتنا وسلمت الدراسة لديوان البلاط السلطاني. نحن لا نرمي الحمل على وزارة الإعلام، لأنها كانت وما زالت المصدر الوحيد الذي اعتمدنا عليه في إنتاج الدراما».
وشاطره شبير العجمي الرأي بقوله: «حل مشكلة الدراما العمانية في القطاع الخاص ووزارة الإعلام قامت بدورها».
فيما قال إبراهيم الزدجالي: «ما يصنع الفنان هو العمل الدرامي نفسه وسط الكوكبة التي يعمل معها، إذا ما نظرنا إلى الكويت أو مصر فإن من يتولى التسويق للأعمال هي شركات محترفة، والقطاع الخاص هو من ينتج العمل، التلفزيون الكويتي وكذلك المصري لا ينتجان أعمالا، وفي عُمان تولت وزارة الإعلام هذه المهمة خمسين عاما».
التمثيل والممثل
وفي سؤال: لماذا يقبل الممثل العمل في عمل ضعيف، أجابت سميرة الوهيبية بقولها: «أعذر المشتغلين في الدراما، وأحمد الله أنني لم أعد معهم، فبالنسبة لممثل في عُمان، إذا لم يكن جزءا من «منا وفينا» مثلا، فما العمل الذي سيكون جزءا فيه؟».
وأضافت: «في الخارج عندما تناقش كاتب النص أو المخرج يحدث تجاذب لأطراف الحديث ونقاش طويل وبروفات وأخذ رد، وهذا ما لا نجده هنا».
وأضاف إبراهيم الزدجالي: «خضت مجموعة من الأعمال الداخلية والخارجية لمدة 30 سنة، وما زلنا نتغنى بأعمال الدراما في الماضي، لكني أرى أنها أعمال قدمت في وقتها ولو عرضت هذه الأعمال الآن لا أشعر أنني أستطيع تقبلها. أما الوضع الحالي فهو «مأساة»، حتى عندما فتح الباب للقطاع الخاص لم نر أعمالا ذات مستوى.. فتوقفت الدراما، وعندما عادت لم تقدم ما نطمح إليه».
وتابع: «نحتاج في عُمان إلى أكاديمية للفنون، فكل ما نراه من ازدهار للدراما في الجوار ما هو إلا نتاج هذه المعاهد والأكاديميات».
وعن تطعيم الدراما بنجوم من الخارج قال: «تطعيم الدراما بنجوم من الخارج يساعد في التسويق للعمل؛ خاصة إذا كان العمل من إنتاج شركة خاصة ولكن في حال توظيف ذلك بشكل صحيح».
