No Image
عمان اليوم

سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للملاريا وتستعرض جهود الاستئصال

25 أبريل 2023
تحديث سياسات تقصي وتشخيص المرض
25 أبريل 2023

"عمان": تشارك سلطنة عمان في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للملاريا، تحت شعار "حان الوقت للقضاء التام على الملاريا: الاستثمار، الابتكار و التنفيذ".

وأوضحت وزارة الصحة ممثلة بدائرة مكافحة الأمراض المعدية بأن الاحتفاء بهذا اليوم يهدف إلى زيادة الوعي بالجهود العالمية والمحلية المبذولة لمكافحة مرض الملاريا، حيث يتضمن استعراض الخطط التي تنتهجها الدول لضمان عدم تفاقم الوضع وحدوث تفشيات أو وفيات ناتجة عن الملاريا. كما يُعد هذا اليوم بمثابة فرصة لتقييم التقدم المحرَز في مجال السيطرة على مرض الملاريا، فضلا عن كون هذا اليوم فرصة سانحة لتسليط الضوء على الحاجة إلى مواصلة الجهود وحشد الالتزام المستمر للوقاية من الملاريا ومكافحتها، إضافة إلى زيادة وعي الأفراد بالملاريا وبكيفية تجنب الإصابة بها.

وتُعد سلطنة عمان من أوائل الأقطار العربية التي تم توثيق مرض الملاريا بها عام 1916، حيث كانت السلطنة من الدول التي تعاني من وطأة توطن هذا المرض وكان يعتبر من أهم المشاكل الصحية التي تهدد المجتمع. تم تدشين البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا عام 1975 باعتبار الملاريا إحدى أهم مشاكل الصحة العامة في سلطنة عمان. ويهدف البرنامج للسيطرة على المرض من خلال استخدام مجموعة من الاستراتيجيات وهي: الكشف المبكّر، والعلاج الجذري للحالات، والمكافحة المتكاملة للبعوضة الناقلة للمرض.

وأضافت الوزارة إنه قد توالت الجهود لأجل السيطرة على المرض، ففي نهاية 1991 تم العمل بنظـام الاستئصال بدلا من نظــام المكافحة كمشروع تجريبي في محافظتي جنوب وشمال الشرقية، وارتكز البرنامج على ركيزتين أساسيتين: الأولى، تعزيــز وحدات المراقبـة للاكتشاف المبكر لحالات الملاريا، ومن ثم علاجها علاجا جذريا للقضاء على مصدر العدوى، والثانية مكافحة البعوض الناقل للملاريا مكافحة موسعة وخفض كثافته للحد الذي يصعب معه نقل المرض.

وظهرت بوادر نجاح التجربة متمثلة في انخفاض الحالات بدرجة كبيرة؛ بل وتلاشت تماما عملية نقل المرض محليا في فترة معينة ما شجع على تعميم التجربة تباعا لتشمل كافة المحافظات.

وبعد استئصال الملاريا في سلطنة عمان تم تسجيل بعض بؤر النقل الثانوي المحدودة للمرض كان آخرها في عام 2012. بعد ذلك توقف نقل المرض تماما لذلك قامت وزارة الصحة بوضع استراتيجية مواكبة لتلك المرحلة لضمان عدم حدوث نقل محلي ناتج عن الحالات الوافدة وذلك لضمان عـدم توطـن المرض مـرة أخرى في السلطنة.

وفي الوقت الحالي فإن مرض الملاريا في السلطنة يكمن في الحالات الوافدة من الخارج من دول يتوطن فيها مرض الملاريا مما شكل تحديا تم تجاوزه عن طريق الاكتشاف المبكر للحالات الوافدة وإخضاعها للعلاج الفوري قبل أن تمثل بؤرا لنقل المرض، ووضع الإجراءات الاحترازية حيز التطبيق، ودقة نظام التقصي حالت دون وجود حالات نقل محلي للمرض.

أما عن الدور المؤسسي والمجتمعي للحفاظ على إنجاز استئصال الملاريا في سلطنة عمان قالت الوزارة أنها قامت بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات الصلة التي يقع على عاتقها دورا مفصليا في تحديث سياسات التقصي والمتابعة والتشخيص والعلاج والتدريب المتعلقة بالملاريا، غير أن الدور الأكبر يقع على عاتق المجتمع في الحفاظ على ما تم إنجازه حتى الآن وذلك من خلال تسهيل مهام فرق مكافحة الناقل، وتفريغ أحواض الزراعة مرة أسبوعيا على الأقل لكسر دورة حياة البعوضة الناقلة للمرض، والتخلص من التجمعات المائية وإزالة المستنقعات والتخلص من المخلفات قدر الإمكان، وتطبيق الإجراءات الاحترازية في المنازل مثل تركيب شبكات سلكية للحماية من البعوض على النوافذ، والحرص على إخضاع الأيدي العاملة الوافدة لفحص الملاريا عند ظهور أي أعراض أو عند العودة من السفر للمناطق التي تنتشر بها الملاريا، مراجعة أقرب مؤسسة صحية قبل السفر لبلاد تتوطن فيها الملاريا لتلقي النصائح الإرشادية والأدوية الوقائية، ومراجعة أقرب مؤسسة صحية بعد العودة من السفر للبلاد الموبوءة بالمرض للفحص في حالة ظهور أعراض المرض. وبعد الجهود التي بذلت من قبل الحكومة على مدار سنوات في مجال استئصال الملاريا ينبغي الأخذ في عين الاعتبار أن إمكانية عودة المرض لا تزال قائمة وذلك بسبب توفر العوامل مثل وجود ناقل المرض والطفيل المسبب له ومن هنا فإن جهودا مؤسسية ومجتمعية متواصلة لابد أن تبذل.