من تدشين أعمال المنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة   تصوير: شمسة الحارثية
من تدشين أعمال المنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة تصوير: شمسة الحارثية
عمان اليوم

مسقط تحتضن أعمال المنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة

30 يناير 2023
يركز على دور الباحثات العربيات في إعداد البحوث وتبادل الخبرات
30 يناير 2023

بدأت في مسقط أعمال الدورة التاسعة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ودُشنت أعمال الدورة برعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وشارك في المنتدى الذي يستمر على مدى يومين أكثر من 150 باحثة عربية وعمانية في مختلف المجالات.

وتأتي أهمية هذا المنتدى في إطار جهود منظمة "الألكسو"، والذي يهدف إلى تعزيز مساهمة المؤسسات والهيئات والجامعـات ومراكـز البحث العلمـي والباحثيـن والمبتكريـن فـي القضايـا التنمويـة العربيـة، وتشـجيع الباحثيـن والمبتكريـن العـرب وربطهـم بالشـركات المتخصصـة بهـدف تحويـل ابتكاراتهـم إلــى منتجــات ومشــروعات اقتصاديــة فعليّــة، والمسـاهمة فـي تعزيـز دور القطـاع الخـاص لدعـم وتشـجيع وتمويـل أنشـطة البحـث العلمـي فـي الـدول العربيـة، والاسـتثمار فـي رأس المـال المُسـتثمر لدعـم البحـث العلمـي، كما يهدف المنتدى إلى المساهمة في تطوير أدوات النشــر العلمــي العربية وتصنيع الوسائل والمسـتلزمات التعليميــة وصناعـة المحتـوى الرقمـي العربـي، مع عـرض التجارب والخبـرات العربية والعالمية التي نجحت في ربط البحــث العلمي بالتنمية المسـتدامة، وتمكين الدول والمؤسسات العربية من الاستفادة منها.

مراتب متقدمة

وقالت آمنة بنت سالم البلوشية، أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة، إن انعقاد المنتدى العربي للبحث العلمي في الدورة التاسعة بعنوان الباحثات العربيات لتحقيق التنمية المستدامة، يعد تقديرا للباحثات العربيات على جهودهن في البحث العلمي والابتكار والإبداع، وفي سلطنة عمان البحث العلمي يأتي في مقدمة أوليات رؤية عمان 2040، كما أن لدى السلطنة توجها بأن يكون البحث العلمي في مراتب متقدمة بخريطة سلطنة عمان، وهذا ما أثبته مؤشر الابتكار العالمي الأخير، وارتفع مؤشر الإنفاق على البحث والتطوير (19) مرتبة، لتصبح سلطنة عمان في المرتبة (71 عالميا) في هذا المؤشر مقارنة بالمرتبة (90) في عام 2021. وهذا يدل على الدعم الموجه للباحثين والبحث العلمي، كما أثبتت الباحثة العربية والباحثة العمانية بصفة خاصة جودة أبحاثها وحصولها على جوائز عالمية، وهذا يدل على أنها باحثة متمكنة وجادة في عملها وجدت البيئة الخصبة المناسبة للإبداع والإنجاز.

وأشارت البلوشية إلى حرص سلطنة عُمان على إدماج مجالات البحث العلمي، وأهداف التنمية المستدامة في استراتيجياتها وخططها التنموية لا سيما رؤية عمان 2040، التي تهدف سلطنة عمان من خلالها لأن تكون دولة رائدة في مجال الابتكار والثورة المعرفية. وبهدف بناء السعة البحثية المحلية، وتوفير بيئة بحثية محفزة للبحث العلمي والباحثين، تم تمويل (349) مقترحا بحثيا ضمن برنامج دعم البحوث "المؤسسي والمبني على الكفاءة" لعام 2022م.

وأضافت البلوشية: إنه تعزيزا لقدرات الباحثين الناشئين من طلبة المدارس في مجالات البحث والابتكار والإبداع فقد تم إطلاق العديد من المبادرات الوطنية كمهرجان عمان للعلوم والأسبوع الوطني للعلوم، ودعما للباحثين من أكاديميين ومختصين وطلبة الجامعات فقد تم في عام 2014م تدشين الجائزة الوطنية للبحث العلمي والتي تشتمل على ستة قطاعات هي: التعليم والموارد البشرية، ونظم المعلومات والاتصالات والصحة وخدمة المجتمع، والثقافة والعلوم الاجتماعية والأساسية، والطاقة والصناعة، والبيئة والموارد الحيوية، وقد شهدت الجائزة تنافسا كبيرا بين الباحثين منذ انطلاقتها، حيث وصل عدد الأوراق العلمية المتنافسة (1132) بحثا، فاز فيها (93) مشروعًا بحثيًّا منشورًا خلال الفترة الماضية (2014 - 2021)، وتعكس هذه الأرقام مدى الإقبال والتنافس بين الباحثين على الجائزة محققة عدد من الأهداف أبرزها زيادة الوعي البحثي والعلمي لدى الباحثين لإجراء أبحاث علمية رصينة ذات مخرجات عالية ونشرها في مجلات علمية محكمة، الأمر الذي أسهم في بناء كوادر بشرية قادرة على المنافسة في النشر العلمي.

كما ثمنت البلوشية الدور الكبير الذي تقوم به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومبادرتها النبيلة لتشجيع البحث العلمي في الدول العربية، وتوسيع مجالاته من خلال إطلاقها للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة لمواكبة المستجدات الدولية والعالمية.

جهود الباحثة العربية

وفي كلمة لمدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر ألقاها عنه مدير إدارة العلوم والبحث العلمي الدكتور محمد سند أبو درويش: أكدت الألكسو أن هذه الدورة خصصت لإلقاء الضوء على جهود الباحثة العربية في تحقيق التنمية المستدامة وجاءت بتعاون وتنسيق مع اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم تثمينا لدور الباحثة العربية في تطور العلم والمعرفة وخدمة المجتمع العربي إذ يلتقي في هذا المنتدى ما يقارب 150 مشاركا يتحدث فيه 40 متحدثة ومتحدثا من شتى الدول العربية يقدمون فيه حصيلة نتاجهم الفكري والعلمي ومقترحات على سبعة محاور مختلفة تلامس الأولويات البحثية التي تحتاجها المجتمعات العربية في مجال البيئة والطاقة النظيفة والتغير المناخي والمياه والصحة والتعليم العالي والزراعة والهندسة، بالإضافة إلى استعراض قصص نجاح ملهمة لباحثات عربيات شكلن أنموذجا فريدا في التميز العلمي والبحثي وقدمن إبداعات وابتكارات متميزة للعالم أجمع.

وأشاد بالجهود التي تبذلها سلطنة عُمان لخدمة التربية والعلم والثقافة ليس في سلطنة عُمان فحسب بل في الوطن العربي والعالم أجمع، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان بثقافتها العربية الأصيلة التي تشكلت وامتزجت وتداخلت بغيرها من الحضارات العالمية وبما تزخر به من إرث وقيم نجحت في إدراج بعض عناصره في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية، مستذكرا كذلك دور الإنسان العربي في تطور العلوم والرقي الحضاري للإنسانية وازدهار كافة أشكال المدارس والمعاهد العلمية والإبداع والابتكار.

وتطرق الكلمة إلى الدور الكبير الذي تؤديه الألكسو في لتعزيز التعاون العربي في مجالات التربية والثقافة والعلوم ودفع عجلة البحث العلمي وتطويره في كافة البلدان العربية، بما يحقق التنمية العربية ودمجها في السوق العالمية، مؤكدا أن هذا المنتدى الذي أطلقته الألكسو منذ عام 2013 ويعقد أعمال دورته التاسعة في سلطنة عُمان كآلية من آليات الاستجابة للعديد من المرجعيات الهادفة إلى النهوض بقطاع العلم والبحث العلمي في الوطن العربي.

مشاركات الباحثات

قالت الدكتورة نهال بنت محمد الريامية، أستاذ مشارك واستشاري أول تخصص طب الأم والجنين بجامعة السلطان قابوس، إنها سوف تتطرق في المنتدى لدور الباحثة العمانية وإنجازاتها في مجال صحة المرأة والتحديات التي تواجهها، مضيفة أن أبرز ما توصلت إليه البحوث العلمية في القطاع الصحي يقوم على تشكيل قاعدة للبيانات الوطنية والمعلومات الصحية التي ساعدت في إدارة نظام صحي متكامل لكل مستويات الخدمات الصحية، مشيرة إلى أن المنتدى يعد عاملا إيجابيا لتحسين وتطوير الشراكة بين سلطنة عمان والدول الأخرى، والمرأة العمانية أصبح اليوم لديها العديد من الإنجازات والإبداعات على المستويين المحلي والدولي.

وتحدثت ريما بنت صادق الساجوانية، مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة مشاريع ريما المتكاملة، عن مشاركتها في الفعالية عبر ترشيح من غرفة تجارة وصناعة عُمان، معتبرة أن مثل هذه المشاركات تساعد على إيصال التجارب والخبرات للمجتمع والتعرف على الشخصيات الاعتبارية من القادة والمتحدثين، كما تعد المشاركة بوابة للاقتراب من المجتمعات الأخرى كون المشاركون من داخل وخارج السلطنة إلى جانب تطوير ظروف الواقع من خلال دراسة الماضي والاستفادة من الحاضر واستدامته في المستقبل،

وأوضحت شيخة الأخزمية الرئيسة التنفيذية لشركة WA للاستشارات والخدمات المتكاملة، أنها سوف تتطرق في المنتدى لنتائج مشروع منفذ من المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس حول "زيادة دور المرأة في الابتكار وريادة الأعمال" والذي كان يهدف إلى زيادة إسهامات المرأة في براءات الاختراع وتأسيس شركات ناشئة، مشيرة إلى أن البحوث العلمية التطبيقية ممكن أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال نقل التقنيات الحديثة الناتجة من البحوث وتحويلها إلى منتجات أو تقدم حلولا تقنية تسهم في تخفيض تكاليف الإنتاج وتعزيز الجودة وتقليل المخاطر على البيئة.