عيون عذبة في العامرات تختلط بمياه الصرف الصحي!
عضو المجلس البلدي: جهود لإقامة متنزهات طبيعية والاستفادة من المياه في التشجير -
تواصل (عمان) فتح ملف الهدر المائي وموانع الاستثمار، حيث تنتقل هذه المرة إلى ولاية العامرات، بعد أن تناولت في الحلقة الأولى من الملف، الهدر المائي للمياه بروي والوادي الكبير مرورا بدارسيت الطويان، وصولا للبحر بدارسيت الساحل.
ففي العامرات، ثمة حكاية أخرى للهدر المائي، حيث تنحدر مياه عذبة تختلط في بعض المسارات بمياه معالجة، وتجري بين الجبال من العامرات إلى القرم، لتذهب إلى البحر كما تذهب مياه روي العذبة.
وعلى الرغم من أن ولاية العامرات تحتضنها الجبال من كل الاتجاهات وتتميز بأرض صخرية صلبة إلا أن المياه تنسل من بين صم الجبال وتنبع من عدة مصادر لتجري في مجرى الأودية وتشق طريقها بين الجبال مرورا بمجرى وادي عدي، وعند رابية القرم وبعد أن تقطع عدة كيلو مترات، يحافظ جريان المياه على غزارته عابرا من تحت الجسور إلى متنزه القرم الطبيعي ومن ثم للبحر!.
(عمان) زارت وتتبعت مصادر المياه، حيث اتضح من خلال الزيارة أن للمياه الجارية عدة مصادر، منها فتحات سد العامرات، وعدة عيون جارية من مواقع مختلفة بالولاية، وفي العامرات (الخامسة) اتضح أن الشركة العمانية لخدمات المياه والصرف الصحي قامت بمد أنبوب لمياه الصرف الصحي المعالجة لتصب في واحد من مجاري المياه العذبة لتلتقي المياه العذبة الصافية بالمياه المعالجة، وعند زيارة مجاري المياه العذبة من السد وغيرها من العيون المائية لا يشم الزائر أي روائح كريهة، وعند الاقتراب من موقع الشركة والأنبوب الذي تصب منه المياه المعالجة تفوح روائح كريهة بتلك المنطقة تدل على وجود مياه غير عذبة اختلطت بالمياه الصافية.
وعند منطقة البجرية بولاية العامرات، تتجمع مجاري المياه من عدة أماكن، لتذهب في مصب وادي عدي الذي بدوره يمر من تحت رابية القرم، ليصل إلى متنزه القرم الطبيعي ومن هناك يصل إلى البحر.
وعلى ضفاف المياه التي تجري شاقة طريقها من الجبال إلى البحر، تنبت أشجار (المسكيت) الضارة بكثافة، ونباتات وأحراش مختلفة، كما يتكاثر البعوض في تلك المناطق التي تعبر المياه من على جانبيها.
عدة مصادر
وقال راشد بن فقير البلوشي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية العامرات: لهذه المياه عدة مصادر أولها المياه الجوفية الطبيعية الناتجة عن الأمطار، وثاني مصدر للمياه الجارية من العامرات إلى القرم هي المياه المعالجة من الخزان الرئيس لمشروع الصرف الصحي بالولاية التابع للشركة العمانية لخدمات المياه والصرف الصحي (ديم ـ حيا)، حيث تقدر كمياتها من 16000 إلى 18000 متر مكعب.
وأكد البلوشي أن هناك جهودا تبذل للاستفادة من هذه المياه، حيث تم التنسيق وعقد عدد من الاجتماعات مع الجهات ذات العلاقة سواء كانت جهات حكومية أو قطاعا خاصا، ومن بين هذه الجهات محافظة مسقط وبلدية مسقط ولجنة الشؤون البلدية بالولاية ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني (لتخصيص موقع لإقامة متنزه طبيعي) والشركة العمانية لخدمات المياه (حيا للمياه) (لتزويد المواقع المقترح تشجيرها بالمياه المعالجة، ومشروع المليون نخلة ( لزراعة 10 ملايين نخلة) وشركة تنمية نفط عمان لتوفير شتلات من الأشجار البرية العمانية و جمعية سدر لتشجير عدد من المساحات والمواقع في الولاية.
وأشار عضو المجلس البلدي إلى أن عددا من المقترحات تم اقتراحها للاستفادة من المياه الفائضة ومنها إقامة متنزه طبيعي في مربع العامرات بولاية العامرات، وتشجير ممشى العامرات بمنطقة المحج، وتشجير ممشى المنطقة الخامسة، وتشجير عدد من المتنزهات القائمة، وزيادة الرقعة الخضراء في عدد من المواقع بالولاية، وتشجير جانبي الشوارع الرئيسة، و توصيل المياه المعالجة إلى محمية وادي السرين لتشجيرها وإضفاء المنظر الجمالي عليها، وتوصيل المياه المعالجة إلى الموقع المقترح لزراعة 10 ملايين نخلة في الولاية، ونقل المياه إلى ضفاف وادي الميح لتعزيز المياه الجوفية في الوادي، وإقامة مشروع لزراعة الأعلاف الحيوانية، وتزويد ملعب نادي العامرات بالمياه المعالجة وتشجير جوانب أرض المبنى، و تزويد المباني السكنية بشبكة المياه المعالجة.
وبين راشد بن فقير البلوشي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية العامرات بأن بعضا من هذه الأفكار والمشاريع المقترحة تم تنفيذها، والبعض منها جار متابعة تنفيذها، فيما تعذر تنفيذ بعضها بسبب التكلفة المالية الباهظة.
مياه جوفية
من جانبه قال ياسر بن بن سيف الحاتمي من سكان ولاية العامرات: العامرات تشهد زيادة في مناسيب المياه الجوفية، فهناك كميات مياه تظهر عند حفر المواطنين لأساسات منازلهم، حيث تطفو المياه إلى السطح بعد حفر أمتار بسيطة، وهذا دليل على كمية المياه الجوفية الموجودة في باطن الأرض بولاية العامرات، إضافة إلى وجود عيون مائية تنبع من عدة مواقع وتجري في مجاري الأودية وتذهب إلى البحر بلا فائدة.
وطالب الحاتمي بضرورة الاستفادة من هذه المياه، وتجميعها في مواقع للتحلية أو التصفية والاستفادة منها بعد التأكد من صلاحيتها، مشيرا إلى أن هناك مياها من مصادر عذبة ولكن احتمالية اختلاطها بمياه الصرف الصحي أو المعالَجَة واردة جدا.
ضرورة الاستفادة
وقال علي بن خلفان بن حميد الرحبي: تأتي هذه المياه من فتحات سد العامرات التي يتم فتحها لخفض منسوب المياه في السد إضافة إلى غيرها من المصادر بعضها معروف وواضح وبعضها غير معروف.
وأضاف: هذه المياه تشكل في بعض الأحيان تجمعات مائية وبركا يتجمع حولها البعوض ومن الضروري أن يتم الاستفادة منها وعدم استمرارية وضعها بهذه الطريقة.
وأوضح الرحبي: المياه عذبةٌ في معظمها، ولكنها في بعض المواقع اختلطت بمياه الصرف الصحي عبر مد أنبوب لهذه المياه.
وستواصل (عمان) زيارة عدد من المواقع بولاية العامرات وغيرها من الولايات، لكشف تفاصيل مصادر المياه العذبة التي من الضروري إيجاد حلول لاستغلالها والاستفادة منها والاستثمار فيها، خصوصا وأن الحاجة إلى مياه عذبة تزداد بشكل يومي.
