ويل سميث بين الأوفر حظًا للأوسكار عن دور والد سيرينا وفينوس وليامس في "كينج ريتشارد"
لوس أنجلوس، "أ ف ب": يتبع "كينغ ريتشارد" الصعود المذهل للبطلتين سيرينا وفينوس وليامس ، من ملاعب كرة المضرب في إحدى ضواحي لوس أنجلوس الفقيرة إلى الانتصارات في أهم الدورات العالمية.
ويرتكز الفيلم الذي تنطلق عروضه هذا الأسبوع في الولايات المتحدة على شخصية ثالثة بالإضافة إلى الشقيقتين هي والدهما ومدربهما ومدير أعمالهما ريتشارد وليامس، ويجسّد شخصيته الممثل ويل سميث، وهو دور يتوقع البعض أن ينال عنه جائزة أوسكار للمرة الأولى.
وقع ويل سميث "في حب ريتشارد وليامس" منذ مدة طويلة، عندما رآه يهبّ لنجدة ابنته فينوس التي لم تكن تتجاوز الرابعة عشرة خلال مقابلة كان يجريها معه صحفي كثير الإلحاح في أسئلته.
وأوضح الممثل في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت إن "صورة تعابير وجه فينوس (يومها) ... محفورة" في قلبه.
وأضاف ويل سميث، وهو أيضًا منتج هذا الفيلم الروائي من استوديوهات "وورنز براذرز"، "لقد أدركت أنني أرغب في أن أظهر للعالم أبًا يحمي ابنته بهذه الطريقة".
ولا يكتفي الفيلم بإبراز الإنجازات الرياضية للشقيقتين وليامس، بل يركز على الجانب المتعلق بكيفية تمكّن هذه العائلة الموحدة وغير العادية من الانطلاق من حي فقير تسكنه غالبية من السود للوصول إلى المجد والشهرة.
فريتشارد وليامس وضع مثلًا خطة من 78 صفحة، حتى قبل ولادة ابنتيه، ضمّنها الأسس الكفيلة جعل سيرينا وفينوس لاحقًا أفضل لاعبتين في العالم.
وخطرت هذه الفكرة للمدرب العصامي بعدما اكتشف حجم الجوائز المالية التي يحصل عليها الفائزون في بطولات كرة المضرب العالمية.
ويغلب على الفيلم حضور فينوس، مع أن ألقابها السبعة في بطولات الـ"غراند سلام" الأربع الكبرى حجبها فوز سيرينا بثلاث وعشرين دورة، إذ هي فتحت الطريق لأختها الصغيرة من خلال تحقيقها سلسلة من الانتصارات في دورات الناشئات.
وقالت سانيا سيدني التي تؤدي دور فينوس في "كينج ريتشارد" لوكالة فرانس برس "أحب حقيقة أن فينوس فتحت أبوابًا وأن شقيقتها دخلت من خلالها".
وأضافت الممثلة "يعني لي الكثير أن أكون (نشأت) وأنا أرى فتيات يشبهنني في لعبة هي في الأساس رياضة للبيض".
"ثورويتان"
ويبرز الفيلم جهود ريتشارد وليامس للعثور لابنتيه على مدرب محترف في نوادي كرة المضرب الراقية في كاليفورنيا، حيث قوبل بسخرية وأحكام مسبقة عنصرية.
وقاطعت عائلة وليامس أصلاً لمدة 14 عامًا بطولة "إنديان ويلز" النخبوية جدًا في كاليفورنيا، بعد صيحات استهجان اعتبرها ريتشارد وليامس عنصرية، وشبّهتها سيرينا في ما بعد بـ "إعدام من دون محاكمة".
وغالباً ما أدت شخصية سيرينا الحساسة إلى خلاف مع السلطات الرياضية. ففي بطولة رولان جاروس، مُنعت من ارتداء زي أسود بالكامل مستوحى مباشرة من فيلم "بلاك بانثر".
وقالت أونجانو إليس التي تؤدي في الفيلم دور والدة الشقيقتين البطلتين "في كل مرة كانتا تدخلان الملعب، كانتا أشبه بثورويتين".
وأضافت في حديث لوكالة فرانس برس: "لا تزال أوساط كرة المضرب تحاول حتى اليوم ضبط إبداعهما، وتسعى إلى أن تمارس دور الشرطية حيال عبقريتهما لكنها لم تنجح".
أما ويل سميث، وهو نفسه أب لثلاثة أطفال، فاستوحى دوره من كيفية حماية ريتشارد وليامس ابنتيه طوال مسيرتهما الرياضية.
وقال: "يبدو الأمر كما لو أن (فينوس) لديها أسد كانت تعلم أنه لن يدع أي مكروه يصيبها".
وشاركت فينوس وسيرينا وأختاهما غير الشقيقتين في الإنتاج، على عكس ريتشارد الذي يقدم الفيلم صورة إيجابية عنه لكن مع تلميحات إلى خيانات زوجية.
وكان مسؤولو الإنتاج يعتزمون في البداية جعل وجه ويل سميث يشبه وجه وليامس الأب بواسطة الماكياج، لكنهم قرروا في نهاية المطاف تركه يقنع المشاهد بمهاراته التمثيلية فحسب.
وقال زميله في الفيلم توني جولدوين" "لقد تمكن من تجسيد شخصية ريتشارد وليامس الذي يشبه بحماسته ويل سميث لكنّ له جانباً مختلفاً كلياً. لقد كان ذلك مدهشًا".
ويُعتبَر ويل سميث بفضل دوره في هذا الفيلم من بين الأوفر حظاً لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل في فبراير المقبل، بعدما فوّت مرتين فرصة الفوز بها، إذ سبق أن رُشح لها مرتين عن فيلمي "علي" و"ذي بورسوت أوف هابينس".
