455455555
455455555
رأي عُمان

أحمد بن ماجد يضيف لاحتفالات اليونسكو قيمتها

13 نوفمبر 2021
13 نوفمبر 2021

لم يكن اختيار منظمة اليونسكو للملاح العماني أحمد بن ماجد ليكون ضمن البرنامج الدولي للاحتفال بالشخصيات والأحداث التاريخية المهمة المؤثرة عالميا والتي تضيف بعدا حضاريا للإنسانية وتذكر بمنجزاتها إلا إضافة لبرنامج اليونسكو الاحتفائي السنوي نفسه وإلا فإن أحمد بن ماجد من بين أشهر الملاحين في المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأحمر، واسمه يأتي في رأس قائمة العباقرة الذين خلدهم التاريخ في علم الملاحة والفلك، وتعرفه أوروبا جيدا لأنها استفادت من عبقريته الفذة في مرحلة الكشوفات الجغرافية.

لكنّ الحدث يأخذ بعدا خليجيا يتمثل في فض خلاف جغرافي دار طويلا حول شخصية أحمد بن ماجد، ففي الوقت الذي يعرفه العالم أجمع بأنه ملاح عماني نشأ في كنف الإمبراطورية العمانية العظيمة المترامية الأطراف، أغرت شهرته البعض لنسبته لأماكن ومسميات لم تكن موجودة لحظة كان أحمد بن ماجد ملأ السمع والبصر، وحررت في هذا الموضوع الكثير من المؤلفات والقصص التي لم تنتبه لحقيقة التاريخ وواقع الجغرافيا.. على أن هذا الأمر مفهوم جدا نظرا لشهرة أحمد بن ماجد وآثاره الكبيرة التي يريد كل طرف أن ينسبها لنفسه ولكن كل هذا لا يستطيع أن يصمد أمام حقيقة كونه شخصية عمانية تقر بعبقريته كل الإمبراطوريات العظمى التي كانت سائدة في ذلك الوقت من القرن الخامس عشر الميلادي حيث كانت عمان بين أكبر أمبراطوريات العالم في ذلك الوقت وكانت مدعومة بإرث فكري في مختلف المجالات.

والعالم إذ يحتفي بالملاح أحمد بن ماجد فإنه يحتفي بالمساهمة العمانية في إنتاج المعرفة التي ساهمت في تطور علم الملاحة وكذلك المعرفة الفلكية؛ فعبر ثلاثين مؤلفا ساهم أحمد بن ماجد في التأسيس لعلم البحار وتطور أدوات الملاحة في العالم أجمع وفي الكشوفات الجغرافية ووضع أسسا مهمة في علم القياسات الفلكية.

وهذا العالم ليس الأول الذي تحتفي به اليونسكو وتقدمه للعالم ليكون ضمن عظماء الفكري الإنساني فقبل ذلك احتفت اليونسكو باللغوي الكبير الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب معجم العين ومخترع علم العروض، وبالطبيب راشد بن عميرة وبالشيخ نور الدين السالمي وبالطبيب والفيزيائي ابن الذهبي أبو محمد عبدالله الأزدي وبالشاعر الكبير أبي مسلم البهلاني. على أن هؤلاء رغم مكانتهم العظيمة كل في علمه وسياق معرفته لا يشكلون إلا النزر اليسير جدا من علماء عمان الذين كتبوا تاريخها العظيم طوال أكثر من عشرة آلاف سنة، وفي مختلف العلوم الإنسانية والطبية والفيزيائية والكيميائية وفي الجغرافيا وفي الفلك وكل المفردات التي تشكل مجتمعة الفكر الإنساني.. كان العماني حاضرا ومبدعا فيها، وما زال هذا العطاء مستمرا وما زالت الإرادة متوقدة.