am17
am17
أعمدة

نوافذ :فقط.. الرهان على الالتزام

19 أبريل 2021
19 أبريل 2021

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

لا صوت يعلو حاليا فوق صوت ارتفاع أعداد وفيات الجائحة التي تضرب أركان الدنيا في موجتها الثالثة، التي باتت أكثر فتكا وسرعة في الانتشار وأقل مدة في القضاء على أرواح الأبرياء.

وأعتقد أنه تمت تجربة العديد من الطرق والوسائل عبر الاحترازات والإجراءات والإغلاقات ومنع التنقل وإقفال أماكن التجمعات والأسواق والمطاعم والحد من الأعراس والمناسبات والعزاء والاحتفالات واللقاءات الأسرية، ويبدو أنها كلها لم يكن لها ذلك التأثير الذي يوقف أو يمنع أو يحد من انتشار الفيروس بين أفراد المجتمع.

لذلك فإن المحاولات التي تبذل هي للمحافظة على ما هو موجود من حالة صحية وليس القضاء على المسببات التي ترفع من مستوى مؤشرات الوفيات والإصابات، يعني التقليل منها وليس معالجتها من جذورها.

لماذا لايكتب النجاح بشكل تام لدينا وفي العالم في «تصفير» الإصابات والوفيات؟

لأن هناك أمرين مهمين جدا يغذيان وجود الفيروس بيننا ويسببان انتشاره، الأول عدم التزام القلة من أفراد المجتمع بالتعليمات، وهذه القلة تؤثر في الغالبية فتستمر الأمور في تصاعد مؤلم ويتساقط أحباؤنا يوما بعد الآخر، ومن كثرة أعداد من رحلوا أصبحنا نفسيا غير قادرين على استيعاب رحيل الجدد منهم.

والثاني، هو تأخر وصول دفعات اللقاحات إلينا وأيضا إلى العديد من دول العالم، وهو ما أعطى الفيروس فرصة زمنية أكبر للفتك بالذين لم يتناولوها وأدى إلى موجة الانتشار المقلقة جدا.

نهاية الأسبوع الماضي حققت الوفيات رقما قياسيا في السلطنة على المستوى اليومي، حيث بلغ معدلها 19 وفاة يوميا للأيام الثلاثة وهي الخميس والجمعة والسبت وبلغت الإصابات معدل 1320 إصابة.

هذه الأرقام تعني شيئا كبيرا، فهي ليست مجرد أرقام عابرة تضاف فقط إلى خانتي الوفيات والإصابات، هي تعني أن أفراد المجتمع ما زالوا غير قادرين على ضبط سلوكياتهم اليومية تجاه الجائحة ولا يزال هناك بعض من الاستهتار بخطورتها وعدم القدرة على التغير إلى الالتزام بالإجراءات والاحترازات المتبعة، وعدم تقدير بعض الأمور التي تتسبب في انتقال المرض وانتشاره؛ كالطلبات دون إجراءات تعقيم، واستلام الطرود، والمخالطات وزيارة المرضى في منازلهم، وجلسات التجمعات الليلية العائلية والعامة، أضف إلى التردد على الأسواق والمناسبات المختلفة.

التحدي الأكبر الذي علينا أن نواجهه هو كيفية إقناع بعض الناس في المجتمع، بأنه ليست كل الاحتياجات ضرورية ! وأنه يمكن التخفيف من الذهاب للأسواق وتقليل عدد الأفراد في التجمعات وعدم الذهاب للعزاء وأيضا الأعراس، وكيف يمكن أن تتشكل في دواخلنا كأفراد قناعة داخلية أن الجهود لن تنجح طالما أنه بيننا من يخالف التعليمات وأن الفرد الواحد يستطيع أن ينسف جهد المجموعة.