oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

خـطـر الـمـوت فـي كـل مـكـان

18 أبريل 2021
18 أبريل 2021

لقد كان أمس أحد أصعب الأيام منذ بدء جائحة كورونا، وأحد أشدّ الأيام ألمًا من تأثيراتها؛ فقد أعلنت وزارة الصحة رحيل 57 شخصًا جراء الوباء خلال 72 ساعة فقط، وبمعدل 19 وفاة في اليوم، وهذه أكبر إحصائية للوفيات في يوم واحد منذ بدء الجائحة. الرقم كان صادمًا جدًا على المستوى الشعبي وكذلك على مستوى المؤسسة الصحية في الدولة. وهذه الأرقام تعطينا مؤشرات خطيرة جدًا مفادها أننا في لحظة خطر حقيقي. والخطر هنا لا يقتصر فقط على أن العدوى كبيرة ولكن أيضًا أن عدد الوفيات صار كبيرًا جدًا وأكبر من أن نستطيع استيعابه. وهذا العدد الذي أحدث صدمةً كبيرةً في أوساط المجتمع العماني حدث والنظام الصحي في السلطنة ما زال متماسكًا، ويقدم خدماته الطارئة للجميع، فكيف إذا -لا قدر الله- وصل النظام الصحي إلى مرحلة لا يستطيع فيها أن يستقبل الحالات المحتاجة إلى عناية عاجلة، أو صار يختار لمن يقدم خدماته وفق الإمكانيات المتوفرة. هذه لحظة لا يمكن أن نتصورها، ولكنها يمكن أن تحدث، بل إن حدوثها بات ممكنًا جدًا. والتجارب التي حدثت في العالم خير شاهد على ذلك. وما يحدث في مستشفيات محافظة ظفار من كثافة كبيرة جدًا في أعداد الإصابات وكذلك أعداد الوفيات يمكن أن يحدث في كل محافظات السلطنة خلال المرحلة القادمة إذا لم تنبع رغبة مواجهة هذا الوباء من المجتمع. كما أن الدولة تبذل جهدًا كبيرًا في مواجهة هذا الوباء من خلال مؤسساتها ومن خلال طاقاتها فإن المجتمع مطالب الآن، وأكثر من أي وقت مضى، بأن يكون هو خط المواجهة الأول اتجاه هذا الوباء. لقد كثرت الوفيات بأكثر مما يمكن احتماله وما زال المجتمع يمسك بالكثير من أوراق المواجهة، وهي بسيطة ومتاحة للجميع، ولا تزيد أكثر من البقاء في المنازل قدر الإمكان والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي حددتها جهات الاختصاص؛ لأن ترك هذا السلام الذي يمسك به المجتمع يعني الدفع بالنفس والآخرين للتهلكة والتهلكة هنا لا تعني إلا الموت!

ولا يستبعد أن تطبق خلال الأيام القادمة إجراءات أشد عن تلك المطبقة حاليًا في سبيل حماية الناس من خطر العدوى وتأثيراتها القاتلة.