am17
am17
أعمدة

نوافذ :صبرا جميلا

12 أبريل 2021
12 أبريل 2021

سالم بن حمد الجهوري -

يهلُّ علينا الشهر الفضيل استثناء للمرة الثانية هذا العام أيضا، بظروفه القاهرة التي تحد من الحركة والتجمع وتتسبب في الحرمان من اللقاءات بالأحبة وأجواء الشهر الفضيل الروحانية، بعد أكثر من عام من الانتظار لانفراجة نهائية يأملها الجميع نحو غد دون أوبئة أو مخاوف صحية.

رمضان هذا العام أقل مساحة من الماضي، بسبب تراجع مساحة الحركة فيه نتيجة تلك الصعوبات اليومية التي نواجهها في مقاومة الجائحة عبر إجراءات الإغلاق، وهي ضرورة ملحة من أجل أن نحافظ على قدر أكبر من الأرواح ووقف لنزيف الجنائز. الأرقام تتحدث عن مستجدات تتصاعد يوميا، بالأمس الإعلان عن 1480 إصابة و13 وفاة في يوم واحد فقط وهو رقم جديد ومخيف من القادم، ويعني الكثير في تحليل منحنيات المؤشرات، وقد يكون القادم أصعب خلال أبريل حتى نهاية مايو.

هناك أمران هما معركتنا القادمة التي لا خيار فيهما سوى الانتصار، هما التقليل من الإصابات والوفيات، بالإجراءات وقد تكون أكثر من ذلك، والتي يعتقد البعض أنها غير مجدية، والتسريع في تلقي اللقاح لجموع السكان قبل نهاية العام الحالي وهذا يحتاج إلى المزيد من الوعي في الإقبال عليه.

الأمر أخطر مما نتصور والجائحة تفتح أكثر من جبهة علينا، وهي التحور والتطور والمراوغة، والخوف مع قادم الأيام أن لا يكون لهذا اللقاح فعالية وهنا تكمن الإشكالية.

لكن ما يتوجب علينا كمواطنين ومقيمين هو أن نجتهد في مساندة القائمين على إدارة الأزمة خلال قادم الأيام، فجهود القائمين لا تكفي لوحدها، طالما أن لدينا قناعة بأن الجائحة لن تصيبنا.. البعض لديه قناعة أنه لا يمكنها أن تطول أي أحد فينا، لكنها في الواقع يمكن ذلك دون استثناء أحد، وقد تقضي على حياتنا خلال أيام؛ فليس منا من لم يفقد عزيزا عليه خلال الأشهر الماضية، ليس منا من لم يتألم من تساقط أصدقائه أمامه دون أن يشعر بالخطر على صحته في أي لحظة، نعم يمكن أن يصيبنا في أي وقت، ولن نستطيع أن نفعل له شيئا وسنكون رقما في أعداد المصابين والوفيات.

الأمر لا يتحمل أن نتعاطى معه بتلك السهولة، أو عدم الاكتراث، فمن لم يأخذ اللقاح غير محصن من العدوى القاتلة.

ما ذكر يوم أمس في سياق توضيحات المسؤولين عن مكامن الخطورة ليس حديثا عابرا أو تخويفا، بل تشخيصا لحالة عجز عن إيجاد نهاية سريعة لها، تحمينا جميعا من عواقب مؤلمة جدا، ليس فقط في السلطنة بل في العالم أجمع، الذي تتفاوت فيه المخاوف نتيجة نسب التلقيح فيه.

نحتاج جميعا إلى المزيد من الصبر والتفهم للحالة التي نمر بها، وأتفق مع الجميع بأنه أصابنا الملل وبعض من اليأس وعدم القدرة على أن نستعيد كامل حريتنا في حركتنا اليومية؛ وتعطلت مصالح الكثير، لكننا سنتجاوز ذلك بقدرتنا على التماسك وتفهم الوضع، لا أحد يريد أن يُفرض إجراء ما لم يكن ضروريا جدا، فصبرا جميلا حتى نعبر هذه العاصفة الهوجاء.