1620850_201
1620850_201
الاقتصادية

هل يساهم كورونا في التقليل من استهلاك الأغذية في رمضان؟

12 أبريل 2021
12 أبريل 2021

في ظل منع التجمعات والتقليل من الزيارات -

السعدي: أتوقع زيادة الاستهلاك لمكوث الناس فترة أطول في المنازل وغياب الأنشطة الرياضية

المزينية: هذه فرصة لتبني عادات صحية واقتصادية أفضل خاصة في ظل غياب وجود التجمعات

البطاشي: لا يختلف الأمر كثيرًا عن باقي أشهر العام، عدا أننا نقوم بشراء بعض الأطعمة الإضافية لتشجيع الصغار على الصيام

البدوية: رمضان لا يعد استثناءً ولا سببًا لزيادة الصرف على الأطعمة وهدرها كما نرى كل عام

كتبت - رحمة الكلبانية -

مائدة طويلة ممتدة يزيد فيها عدد الأطباق على أفراد العائلة الجالسين حولها، هكذا تصور بعض القنوات التلفزيونية مظاهر شهر رمضان، في حين تتنافس برامج الطبخ في تقديم الوصفات المختلفة، وتزداد العروض التسويقية على المنتجات الغذائية قبل وخلال الشهر الفضيل، وغيرها من العادات والصور النمطية التي جعلت إنفاق الدول العربية خلال رمضان يرتفع بنسبة 50% وفقًا لبعض الدراسات، وخاصة في منطقة الخليج العربي. وتقول منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو): إن الفرد في هذه المنطقة من العالم يهدر متوسط 250 كيلوجرامًا سنويًا من الغذاء، وإن هذا الهدر يزيد في رمضان ليصل إلى 350 كيلوجراما.

وفي استطلاع أجرته "عمان الاقتصادي" لتقصي عادات المستهلكين في رمضان الذي يأتي في ظروف استثنائية هذا العام، أكد المشاركون أن رمضان ينبغي أن يكون فرصة للتقليل من استهلاك الطعام وتبني عادات غذائية واستهلاكية جديدة خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا والقرارات الصادرة بمنع التجول بعد ساعات معينة من المساء، الأمر الذي سيقلل من الزيارات العائلية والولائم الجماعية. كما رأى المشاركون أن التكدس والازدحام الذي تشهده الأسواق قبيل حلول شهر رمضان، وفي أيامه الأولى يعد أمرًا غير منطقي في ظل توفر السلع بشكل وافر في جميع منافذ البيع المنتشرة في السلطنة.

ولضمان توافر السلع وعدم استغلال قدوم الشهر الفضيل من قبل البعض لزيادة الأسعار فقد تقوم هيئة حماية المستهلك بعمل زيارات مستمرة للمراكز التجارية بهدف التأكد من السلع وتنوعها ومراقبة الأسعار بالإضافة إلى التأكد من التزامها بكافة الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كوفيد 19؛ حفاظًا على سلامة الجميع.

استهلاك غير مبرر

وعبر سيف بن سالم السعدي عن استنكاره للعادات الرمضانية التي تدعو لزيادة الاستهلاك والإسراف في الوجبات والأطعمة، وقال: من الغريب أن يزيد استهلاك الطعام في الشهر الذي ينبغي فيه للناس أن تقلل منه!. ألاحظ قيام بعض الأشخاص بشراء مستلزمات وأغذية تفوق حاجتهم بكثير بحجة تنويع الأطباق على السفرة وهي ثقافة خاطئة يجب على المجتمع تغييرها. كما أتوقع أن يزداد استهلاك الناس للأطعمة هذا العام بشكل أكبر نظرًا لمكوثهم في المنازل لوقت أطول بسبب الإغلاق ومنع التجول وعدم وجود أنشطة رياضية يمارسونها كما اعتادوا في بقية السنوات.

وقال: تستعد عائلتي لاستقبال الشهر الفضيل كما تستعد لشهور السنة الأخرى، حيث نشتري مستلزماتنا الأساسية من الأغذية كل 40 يوما، ونحرص على التخطيط لها مسبقًا حتى لا نضطر أن نخرج للأسواق بكثرة.

تخطيط مسبق وترى نادية المزينية أن التخطيط الواضح للاحتياجات الرمضانية يعد أمرًا مهمًا للاقتصاد وعدم صرف مبالغ إضافية وغير محسوبة خلال الشهر، وقالت عن تجربتها الشخصية: التبضع لرمضان لا يختلف كثيرًا عن بقية شهور العام، خاصة وأن عائلتي صغيرة وتتكون من ثلاثة أفراد، إلا أنني أحرض على وضع قائمة بأهم السلع الضرورية التي سأحتاج إليها خلال الشهر حتى أتجنب الذهاب إلى الأسواق بكثرة خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، كما أنني أحرص في كل عام أن أتسوق قبل حلول شهر رمضان بأسبوع على الأقل تجنبًا للازدحام.

وعند سؤالها عن تأثير الجائحة على استهلاكها وعائلتها خلال رمضان، قالت: أعتقد أن هذه فرصة جميلة لنتعود ويتعود المجتمع بشكل عام على تبني عادات أكثر صحية خلال شهر رمضان وفي ظل غياب وجود التجمعات الكبيرة والحاجة للمجاملة على حساب الصحة.

زيادة محسوبة

وعند سؤال موسى البطاشي عن عاداته وعائلته الاستهلاكية في رمضان، قال: أقطن بجوار أخي ونخطط لشراء المستلزمات التي نحتاج إليها سوية، وفي رمضان لا يختلف الأمر كثيرًا عن باقي أشهر العام، إلا أننا نقوم بشراء بعض الأطعمة والمستلزمات الإضافية بشكل معقول لتشجيع الأطفال والصغار على الصيام. وأرى أن في ظل تقليل التجمعات في هذا العام بسبب الظروف التي فرضتها علينا جائحة كورونا فإن الاستهلاك سيقل بلا شك.

ولم يلحظ البطاشي فروقا تذكر في أسعار المنتجات قبيل الشهر الفضيل، عدا الارتفاع الطفيف في بعض أسعار الفاكهة من قبل المحلات التجارية، وأوصى بمتابعتها بشكل مستمر لعدم استغلال الأوضاع الراهنة في زيادة الأسعار حتى لا يضطر الناس للتهافت في شراء العروض من منافذ تسويقية محددة.

رمضان ليس استثناء

ومن جانبها، أكدت هناء البدوية أن شهر رمضان لا يعد استثناءً ولا سببًا لزيادة الصرف على الأطعمة وهدرها كما نرى كل عام، وقالت: إن المبالغة في إعداد موائد ممتدة وأطباق منوعة ليس من العادات الصحية ولا من الفضائل التي يدعو إليها الشهر الكريم. بل يجب على الناس في هذا الشهر أن يزيد تقديرها لهذه النعمة وعدم هدرها.

وحول عاداتها الاستهلاكية في رمضان، قالت البدوية: أجلس مع عائلتي لوضع قائمة بأهم المستلزمات التي سنحتاج لها خلال شهر كامل، ثم نقوم بشراء ما نحتاجه ضمن عبوات الجملة للتوفير قدر المستطاع. وأعتقد أن استهلاكنا للغذاء في هذا العام سيقل بشكل أكبر بلا شك مع تقليل التجمعات العائلية.

تحديد الاحتياجات

ويقول خميس بن علي البلوشي: إن منظر السلة الممتلئة بمستلزمات غذائية تفوق عدد أفراد الأسرة أمرٌ مزعج، خاصة عندما ندرك أن مصيرها الهدر، فعندما تشتري العائلات دون تخطيط مسبق وفوق حاجتها فهي أيضًا تكبد على نفسها مبالغ إضافية من الممكن استغلالها في شراء ضروريات أخرى، كما تساهم في هدر الطعام، وزيادة الازدحام في المحلات التجارية في الوقت الذي يجب فيه أن نقلل من ذلك نظرًا للظروف الصحية التي يمر بها العالم. وأضاف: أشتري وعائلتي الضروري فقط بل وأن استهلاكنا يقل بشكل ملحوظ خلال الشهر الفضيل، ولا نرى ضرورة في تكديس وشراء الكثير من البضائع في ظل توفرها بأسعار مستقرة طوال الشهر.