٣ق٢ق٣٢
٣ق٢ق٣٢
المنوعات

"مشاقر تعز".. فرقة يمنية تقاوم أوجاع الحرب بالموسيقى

11 أبريل 2021
11 أبريل 2021

صنعاء "د ب أ": في اليمن، تسقط رصاصة هنا ومقذوف هناك منذ سنوات؛ فيما تواصل الفنانة هاجر نعمان وشباب آخرون إطلاق أغان ومقطوعات موسيقية تكافح فيها تداعيات الحرب وأوجاع الصراع المستمر للعام السابع. هاجر نعمان"21 عاما" ولدت ونشأت في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، وتدرس حاليا في المستوى الرابع بقسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة تعز. تعرب عن سعادتها بمشوارها الفني الذي بدأته منذ سنوات، في الوقت الذي تواصل فيه خلق واقع جميل بعيدا عن أوجاع وهموم الحرب.

وفي الوقت الذي اتجه فيه آلاف الشباب اليمنيين إلى جبهات الحرب مع هذا الطرف أو ذاك، واصلت هاجر وزملاء آخرون مشوار الفن والجمال في تعز التي تعرف بأنها عاصمة الثقافة اليمنية، والتي تعد من أكثر المدن كثافة سكانية. بدأت هاجر الدخول في الفن والموسيقى، وعمرها ست سنوات فقط... كانت حينها تلميذة في الصف الأول تتمتع بنشاط كبير في الفرق الفنية والمسرحيات والغناء والاستعراض.

تقول في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إنها دخلت الجانب الفني بسبب الرغبة والشغف الكبير بهذا الجانب منذ الطفولة.

أسست هاجر وأصدقاء لها فرقة "مشاقر تعز"، المكونة من خمسة أشخاص عام 2019. و"مشاقر" كلمة في اللهجة اليمنية مفردها "مشقر" وهو نوع من أنواع الورود يحمل رائحة زكية ومظهرا جذابا، ويهتم به السكان في أرجاء البلاد، خصوصا في تعز.

نشطت هذه الفرقة في ظل الحرب التي تعاني منها اليمن، خصوصا تعز التي تعاني أيضا إلى جانب الصراع حصارا خانفا فرضه الحوثيون عليها منذ بدء النزاع، ما أدى إلى خلق تداعيات إنسانية وصحية أكبر.

تقول هاجر إن: "الفرقة أنتجت فيديوهات وأغاني فنية قصيرة، وشاركت بفعاليات موسيقية في تعز وأماكن أخرى". كان الهدف من وجود الفرقة هو إحياء التراث وصنع كيان خاص بالفرقة الجديدة التي حظيت بجمهور يمني لا بأس به. تعرب هاجر عن فرحتها من نجاح الفرقة كونها حظيت بإعجاب قطاع كبير من الجمهور، حيث انتشرت الفيديوهات الفنية على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، تزامنا مع الظروف الصعبة التي تعاني منها تعز واليمن أجمع.

غنت هاجر العديد من الأغاني اليمنية التراثية التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منها أغان للفنان اليمني الشهير أيوب طارش العبسي /79 عاما/ الذي يعد من أهم المطربين في البلاد، ويحظى بشعبية هائلة.

من بين الدوافع التي جعلت فرقة مشاقر تعز تستمر في كفاحها الفني، هي محاولة نشر السلام وقيمه السامية وصنع واقع ملؤه البسمة والجمال، مقابل المأساة التي تتجرعها البلاد جراء النزاع.

هاجر وفرقتها تملك رسالة سامية تود إيصالها بشكل متكرر، تقول:" نرغب دائما في إيصال السلام وترجمة مشاعرنا عبر الموسيقى... كلما قدمت الرسالة عبر الموسيقى كانت رسالة حب ورسالة سلام ورسالة سامية".

وأضافت:" دورنا نحن أن ننشر السلام والحب، ونروي للعالم أنه ليس في اليمن فقط حرب وقتل ودم، هناك أيضا جمال وتراث وفن وموسيقى جذابة". وأردفت:" نحن في بلاد تحمل عراقة وحضارة وفن وأصالة، وليس الواقع فقط حرب وصراعات، وعلى العالم معرفة هذا".

تحمل فرقة مشاقر في جعبتها خططا وطموحات فنية تسعى إلى تحقيقها مستقبلا، تقول هاجر:" سنواصل نشر التراث اليمني، وبالأخص التعزي... لدينا طموح أن نقيم حفلات راقية خاصة بتراثنا وفننا بكل أرجاء اليمن وخارجه".

تنشر فرقة مشاقر تعز أغانيها وأنشطتها الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكثرها فيسبوك ويوتيوب، كما تقول هاجر. مشوار هذه الفرقة الفنية لا يخلو مع الصعوبات والعوائق في البلد التي تعاني أسوأ الظروف الإنسانية والمعيشية بالعالم، تشير هاجر إلى أنها وزملاءها في الفرقة لم يلاقوا دعما معنويا حقيقيا ولا لفتة ثقافية من كبار المسؤولين في بلادها، أو من المتخصصين بالجانب الفني والتراثي.

وأضافت:" نحتاج لدعم قوي جدًا، فالظروف التي تمر بها تعز تترجم كل شيء"، في إشارة إلى الصعوبات المالية والإنتاجية والمعنوية في ظل استمرار الحرب.

توضح هاجر أن فرقتها وهي شخصيا واجهتا صعوبات كثيرة وانتقادات لاذعة أحيانا، إضافة إلى انتهاكات طالت الحق الفني.

وأردفت:" بعض المؤسسات أخذت اسم فرقتنا بفعاليات عديدة، فيما بعض الشركات نسبت الاسم لها إلى جانب وجود تحريض كبير على الفنانين بالفرقة أدى إلى تأثيرات سلبية على فريقها، لكن تمت مواجهتها ".

وإلى جانب الإعجاب الكبير التي حظيت به الفرقة، هناك أيضا معارضة من قبل البعض في المجتمع اليمني المحافظ، حيث تقول هاجر:"بالنسبة للناس والانتقادات غير البناءة التزمنا أمامها عدم الرد ".

وحول نظرة المجتمع اليمني للفن والموسيقى تختم هاجر بالقول:" ينقسم السكان في بلدي إلى قسمين، هناك مؤيد ومحب للفن ومتذوق له، فيما آخرون يعتبرون الموسيقى عيبا اجتماعيا أو مخالفا للعادات والتقاليد، كما يعتقدون".