oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

موجة عاتية من الوباء وأيام صعبة

05 أبريل 2021
05 أبريل 2021

لكل موجة من موجات وباء فيروس كورونا «كوفيد19» منحنى وبائي يقود إلى الذروة، ومرحلة الذروة هي المرحلة التي يُسجل فيها أعلى معدل إصابات في وقت تُجرى فيه فحوصات مخبرية كافية، ثم بعد ذلك يبدأ معدل الإصابات في التراجع التدريجي، قبل أن تبدأ موجة أخرى من موجات الوباء قد تكون أضعف عن الموجة الحالية، وقد تكون أقوى ويحدد ذلك قدرة المجتمع بكل مؤسساته في السيطرة على الوباء ومحاصرته سواء بالإجراءات الاحترازية التي تقرها الدولة أو عبر التطعيمات المضادة للفيروس، كما يحدد ذلك تحور الفيروس وتطوره إلى سلالات قوية أو ضعيفة.

ولا يعرف على وجه التحديد متى يمكن أن نصل في السلطنة إلى ذروة الموجة الحالية، وإن كان يتوقع مبدئيا أن تكون في شهر مايو القادم. وعمليا لا يمكن معرفة وقت الوصول إلى الذروة إلا بعد تجاوزها بأيام. وكشفت النماذج الرياضية التي أعدتها وزارة الصحة في الموجات السابقة من الوباء أن المنحنى الوبائي يتأثر كثيرا بالإجراءات الاحترازية التي تطبقها الدولة لتسطيح المنحنى وعدم صعوده المفاجئ إلى القمة؛ لأن ذلك من شأنه أن يُنْهك المؤسسات الصحية ويجعلها غير قادرة على تقديم خدماتها للمرضى، كما يتأثر بمدى التزام الناس بإجراءات الوقاية.

ويقول المختصون في وزارة الصحة إن الموجة الحالية «الثالثة» من الوباء عاتية جدا وخطرة جدا جدا، والوزارة تسجل أرقاما قياسية يوميا رغم أن المنحنى الوبائي في بدايات صعوده نحو الذروة، ورغم إجراءات إغلاق ومنع للحركة في الفترة المسائية، ورغم أن هناك عددا كبيرا من الذين أصيبوا بالفيروس واكتسبوا مناعة، وممن تلقوا اللقاح واكتسبوا مناعة، ورغم الوعي الذي تشكل لدى المجتمع؛ إلا أن الأرقام قياسية جدا وهذا من شأنه أن يقود، لا قدر الله، إلى خروج الأمر عن السيطرة، وإلى وصول المؤسسات الصحية إلى حالة إنهاك كبرى لا تستطيع معها تقديم خدماتها حتى للحالات الخطرة.

وأمام هذا الأمر الجلل والمرحلة الخطرة من عمر الوباء، فإن الجميع أمام مسؤولية إنسانية ودينية ووطنية للإسهام في الجهد الوطني الذي تبذله كل مؤسسات الدولة من أجل تقليل الخطر ومن أجل الحفاظ على الوعي الذي اكتسبه الناس الذي شكلته المرحلة الماضية من عمر الوباء. كل كلمة أو دعوة ليس لها أساس علمي ومنطقي، ولا تحاجج بالحقائق الدامغة، يمكن أن تكون نتيجتها أرواحا بريئة تزهق، وتضاف إلى ملايين الأرواح التي ذهبت ضحية لهذا الوباء سواء كانت في السلطنة أو في أي مكان من هذا العالم، أو مساهمة في خروج الأوضاع عن السيطرة، كما حدث في بعض الدول رغم إمكانياتها المادية وسمعة مؤسساتها الصحية.

ويمكن أن نقول إننا أمام أخطر 65 يوما من عمر هذه الموجة التي لو تجاوزناها بخسائر أقل فإن المؤسسة الصحية في الدولة يمكن أن تصمد لفترات قادمة، وهذا لن يحدث إلا بوعي الناس والتزامهم وإسهامهم في الجهد الوطني، أمّا الاستهتار فلا محل له أبدا خلال هذه المرحلة وهو جريمة كبرى يعاقب عليها القانون.