1611644
1611644
ولايات

بعد انقطاع دام 15 عاما.. طالب الجابري يعيد الحياة إلى فلج الصعراني ليصبح مزارا سياحيا وتراثيا بالبريمي

26 مارس 2021
26 مارس 2021

طالب الجابري[/caption]

 

البريمي - حميد المنذري -

‪ جاءت فكرة إحياء فلج صعراء والملقب (بالصعراني) بعد انقطاع دام خمسة عشر عاما حيث بدأ العمل لإحياء هذا الفلج قبل 4 سنوات بالتعاون بين الأهالي والجهات الحكومية ذات العلاقة، وبعد العمل المتواصل أصبح الصعراني معلماً سياحياً وتراثياً إلى جانب كونه يقوم بدوره في ري الواحات والمزارع الواقعة في نطاق الفلج... وإليكم تفاصيل فكرة إحياء فلج الصعراني بالبريمي التي يرويها لكم المهندس طالب بن أحمد الجابري مشرف «وكيل» فلج الصعراني

بدأت فكرة إحياء فلج الصعراني بعد انقطاع دام خمسة عشر عاما هو نوع من رد الجميل لهذا الوطن، حيث كان كبار السن قائمين بدورهم وعايشنا تفاصيل هذه الحياة، وراودتنا الأحلام وأصبحت حقيقة على أرض الواقع حيث تمت متابعة أمهات الفلج وأخذ المعلومات، ومحاولة حث المجتمع وكان في البداية نوع من الإحباط حول إحياء فلج الصعراني، وتم التواصل مع المختصين وكان هناك تخوف من جدوى المشروع لأن رد الجهات المختصة بأن الأهالي هم من يجب أن يقوموا ويبادروا بهذا العمل، وأعطونا الضوء الأخضر وبحكم خبرتنا بهذا الفلج تم البدء من أمهات الفلج وتم إحضار المعدات وكشف القناة ومن ثم الاشتغال اليدوي مع أخذ الاحتياطات اللازمة بالتعاون مع الأهالي واستطعنا التعمق وسبر أعماق الفلج ووجدنا مياها كثيرة وبدأ الأهالي يتوافدون للعمل وبدء الحراك المجتمعي بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة للعمل من أجل تحقيق هدف واحد هو إحياء الفلج، حيث تم إيصال الفلج إلى طول 6 كيلومترات من أم الفلج إلى الشريعة.

فرحة الوصول

ويصف الجابري مشاعر الأهالي قائلا: كانت هناك فرحة كبيرة بوصول الصعراني بعد 27 يوما من العمل المتواصل، وبدأ الأهالي في إحياء تراثهم القديم من زراعة النخيل، وزفن الدعون وزراعة الحمضيات وتربية المواشي، وقبل 15عاما كنا نشتري الرطب من خارج الولاية والآن أصبحنا نبيع الرطب ونسوقه من مزارع الصعراني وحققنا اكتفاء ذاتيا من هذا المحصول واستبشر الأهالي خيرا بهذا الإنجاز

الاستفادة من التجربة

وأضاف الجابري أن هذه المبادرة انتقلت إلى أفلاج أخرى داخل وخارج السلطنة وشكل أصحاب الأفلاج فرقا لإحياء أفلاجهم حيث حققت الفكرة قيمة مضافة للأفلاج، حيث تم التفكير فيه ليكون معلما تراثيا وتاريخيا ويقوم بدور مجتمعي، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع الأهالي لعمل بوابة للفلج بحيث يطلع كل زائر وباحث على هندسة الأفلاج في أمهاتها ويتمكن من النزول بكل أريحية وبكل أمن وسلامة وقد حظي الفلج بزيارة آلاف الأشخاص من خارج وداخل السلطنة بعد أن قمنا بتطوير الشريعة وعمل مسابح للأطفال ومجالس للرجال والنساء ومماش وتشجير المنطقة بأنواع من الأشجار من البيئة المحلية ومنها أشجار الحنا والزيتون والليمون والورد وبذلك أصبح «الصعراني» معلما سياحيا آخر زارته الكثير من الوفود.

محاضرات عن الفلج

وأوضح الجابري أن هذه المبادرة نقلتنا للعالمية حيث شاركنا في ندوات خارجية في الهند والمغرب وكانت لنا مشاركة في أكثر من محفل في مختلف أنحاء السلطنة ونحن راضون عما وصلنا إليه من إنجاز وعندنا الطموح لإحياء واحة البريمي بشكل عام، بحيث يتم إحياء جميع البساتين في الواحة وكذلك إحياء بعض الموروثات القديمة والمنتوجات الحرفية وفتح فرص عمل للمواطنين وتسويق منتجاتهم في هذه المنطقة، ولمسنا اهتماما من الجامعات المحلية بهذا الجوانب.

للحكومة دور

ولا ننسى تعاون المؤسسات الحكومية ودورها في تعزيز وتسهيل دور الأهالي، والآن نحن بصدد إقامة مشروع أنظمة ري حديثة بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وذلك بعمل شبكة ري حديثة في كامل الواحة وصيانة القناة من مركز القناة الناقلة للمياه إلى أمهات الفلج في الشريعة وهناك خطة من وزارة التراث والسياحة لتنفيذ بعض المشروعات وتطويرها.

وأشار الجابري إلى وجود خطة لتطوير الواحة بشكل عام حيث سيتم إحياء المسميات القديمة وعمل المسارات الرياضية لممارسة الرياضة في الطبيعة بعيدا عن الضوضاء بالتنسيق مع وزارة الرياضة والشباب وفريق البريمي الخيري، وتم وضع العلامات اللازمة وتحديد المسار المطلوب وكذلك عمل متحف للفلج وسوق للحرفيين ومطعم للأكلات الشعبية العمانية، ومرافق للسياح بشكل عام، والطموح كبير ومتجدد، وهناك خطة لعمل الفلج الذكي وإدخال التقنيات الحديثة وتركيب حساسات لتوضيح الانهيارات في الفلج وتحديد الانهيارات بدقة للوصول بالسرعة المطلوبة.

دعم الكهرباء

وقال الجابري: نحتاج مزيدا من الدعم وخاصة فيما يتعلق بالكهرباء في الآبار المساعدة حيث أصبحت الفواتير تشكل عبئا على المواطنين حيث أصبحت فاتورة الكهرباء عالية جدا، ولذلك نطالب بتقليل نسبة رسوم فاتورة الكهرباء واستثناء الفلج من فاتورة الكهرباء حيث إن هذا المشروع منفعة عامة ومطالبتنا للجهات الحكومية النظر في هذا الموضوع.

انطباعات

صادف زيارة عمان إلى الموقع تواجد السائحة سوزان من بلجيكا لتروي لنا انطباعها قائلة: زرت السلطنة منذ أربعة عشر عاما وسمعت عن فلج الصعراني، وقد بهرت بما شاهدته من تنظيم وجهود الأهالي في إحياء هذا الفلج العريق ولم أتوقع بداية هذا المشروع لشخص واحد وتفاجأت بالقصة الرائعة في إحياء هذا الفلج وأتمنى أن يكون الكثير من الأفلاج في جميع محافظات السلطنة بهذا التصميم الرائع.

وأضافت أنها تقوم بزيارة المناطق الأثرية في مختلف محافظات السلطنة ولديها اهتمامات خاصة بالتراث في السلطنة.

وتقول فاتن بنت علي الزعابية: إن مشروع فلج الصعراني كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، ونشكر صاحب الفكرة الذي استطاع أن يحول الحلم إلى حقيقة على أرض الواقع حيث قرر بعزيمته وإرادته الاستمرار وبناء هذا الفلج، ويجب على المجتمع تبني مثل هذه الأفكار الرائعة لأن الأفلاج تعد إرثا حضاريا وتراثيا يجب المحافظة عليه، وما يشد الزائر التصاميم القديمة الممزوجة بالطابع الحضاري التي تضفي على المكان المزيد من الجمال.