د. طاهرة اللواتية
د. طاهرة اللواتية
أعمدة

نبض الدار: رعاية المبدعين والمتفوقين

22 مارس 2021
22 مارس 2021

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

إن المتفوقين والموهوبين في المجالات العلمية والإنسانية المختلفة يعدون الكنز الكبير للبشرية ، وحسب رسم الجرس المقلوب للقدرات والكفايات، فإن نسبة هؤلاء نسبة بسيطة جدا في كل مجتمع إنساني، لذا تعمل الدول المتقدمة على استقطاب هذه الفئة من بلدانها الأصلية بإعطائهم الوظائف المجزية وفرص الدراسة والبحث والجنسية كي تستفيد من قدراتهم العلمية المتميزة ، فأهم ثورة تشهدها البشرية اليوم هي الثورة المعلوماتية، وأهم مصدر لها هم هؤلاء كما أنه أهم مصدر للتفوق العالمي والحفاظ عليه هو امتلاك أكبر قدر من المعرفة والعلم والعمل بهما.

إن وزارة التربية والتعليم تعمل على حصر ورعاية الموهوبين، وتحاول وضعهم في مدارس خاصة، وهو الأمر الذي يجب أن يعزز ويستمر بعد تخرجهم من المدرسة الثانوية، فنحن بحاجة إلى تقنين الآليات والجهات التي يجب أن تتبناهم بعد تخرجهم من المدارس والجامعات، فالمسار الواضح والمقنن لرعايتهم وتبنيهم تجعل مواهبهم تتحول من الكمون إلى الفعل والواقع، وتحقق الاستفادة منهم بطريقة عملية وصحيحة.

هل نملك هذا المسار في رعاية المتفوقين والموهوبين وتبنيهم من أول يوم لاكتشاف مواهبهم وإلى آخر يوم من عمرهم ؟ لا أعتقد بل أرى مغادرة العديد منهم إلى البلاد الأخرى بحثا عن وظيفة واستقرار.

وهذا هو نزيف الأدمغة الذي تعانيه دولنا للأسف ، مع كل إمكانياتنا الهائلة هل نعجز عن احتضان وتبني هذه الفئة القليلة؟ وهل نعجز عن استثمار مواهبهم لصناعة التقدم العلمي وتوفير الأجواء المناسبة لهم ؟ لا أدري، سؤال يرسم الإجابة لتعيين مسار للمتفوقين والموهوبين، إنه سؤال مهم بعد مرور خمسين عاما من النهضة.

فماذا فعلنا لهؤلاء؟ وهل يستحقون أن يصبحوا باحثين عن عمل لسنوات طويلة كي يستطيعوا أن يحققوا حياتهم المهنية والأسرية على الأقل؟ وهل تستحق مواهبهم أن تكلس في شهادة موجودة في درج قصي في بيوتهم، هل سنتبناهم ونسهم في استقرارهم في أعمال تناسب إبداعهم ثم حمايتهم من بعض الأجواء الإقصائية في العمل خوفا من تفوقهم.