سالم العبدلي
سالم العبدلي
أعمدة

وسائل التواصل الاجتماعي بين الفوائد والمضار

21 مارس 2021
21 مارس 2021

سالم بن سيف العبدلي

كاتب ومحلل اقتصادي

وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تغزو العالم هي نعمة من نعم االله تعالى على الإنسان إذا ما أحسن استغلالها وإدارتها بحكمة، حيث إنها سهلت كثيرا من الأمور وقربت البعيد ووفرت الجهد والوقت والمال، كما أنها ساهمت في وجود منصات مفتوحة لطرح الأفكار وتبادل المعلومات وإبداء الرأي وتوصيل المقترحات إلى جهات الاختصاص بل إنها أصبحت تشكل ضغطا على أصحاب القرار في بعض الأحيان.

وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وتطوير الذات واكتساب المهارات وتقوية العلاقات بين الأهل والأصدقاء من خلال التواصل المباشر وخلال أزمة كورونا والتي مازلنا نعيشها استفاد الجميع خاصة طلبة العلم من هذه الوسائل من خلال التعلم عن بعد ووجود منصات تعليمية افتراضية لم نكن نعرفها أو نستخدمها من قبل.

وأصبح لوسائل التواصل الاجتماعي دور مهم في عقد الاجتماعات الرسمية الافتراضية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي من خلال التواصل المرئي وتحققت الأهداف المرجوة وبالتالي تم توفير الوقت والجهد والمال ونجزم أنه خلال عام 2020 تم توفير آلاف الريالات نتيجة لعدم المشاركة بالحضور الشخصي في الاجتماعات الدورية التي تعقد بين الفينة والأخرى أو الندوات وحلقات العمل وغيرها، فتخيل لو افترضنا مشاركة وفد رسمي مكون من خمسة أفراد في اجتماع خارج السلطنة مدته ثلاثة أيام يا ترى كم سوف يصرف على تذاكر السفر والإقامة وبدلات وتكاليف المشاركة الأخرى؟ وقس على ذلك جميع الفعاليات والمشاركات الأخرى.

وأصبحنا من خلال وسائل التواصل ننجز العديد من الأعمال ونحصل على الخدمات ونحن في مكاننا وإن كنا في السلطنة حتى الآن لم نصل إلى الاستخدام الأمثل للحكومة الإلكترونية، إلا أنه لدينا نماذج جيدة مثل شرطة عمان السلطانية ووزارة العمل ونوعا ما وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إلا أننا نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد من أجل ميكنة وربط جميع المؤسسات الخدمية.

وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون نقمة إذا ما تم إساءة استخدامها فهناك عدد من السلبيات أولها الإدمان عليها على حساب الواجبات والمهام اليومية في الحياة وكذلك العزلة عن المجتمع القريب كالأهل والجيران كما أنها تساهم في الانجراف خلف ثقافات لا تتفق مع تقاليد المجتمع أو نشر بعض الأفكار الهدامة والتخريبية وأحيانا تكون ملتقى لأصحاب الإجرام لتنفيذ مخططاتهم والتشجيع على الكذب والنفاق من خلال تقمص الشخصيات الوهمية، كذلك لها دور في نشر الشائعات والأخبار وخلال الفترة الماضية قدمنا ورقة عمل كانت بعنوان (وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين) عرجنا على جميع هذه الإيجابيات والسلبيات.

ما دفعنا للحديث عن هذا الموضوع والكتابة فيه هو ما نشاهده اليوم من استخدام سيئ لهذه الوسائل من بعض الأشخاص والذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار الغير صحيحة وتشويه المعلومات والحقائق وتضخيم بعض الأمور وترويع المجتمع من بعض، من خلال مقاطع صوتية أو مقاطع مرئية والتي تنتشر بين أفراد المجتمع كالهشيم في النار والظهور أحيانا بطريقة لا أخلاقية ومخلة بالآداب العامة والتي تسيء إلى الذوق العام.

ورغم أن المادة (18) من قانون مكافحة جرائم المعلومات تنص على أنه : (يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن 3 سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف ولا تزيد عن 3 آلاف كل من استخدم الشبكة التقنية المعلومات أو وسائل تقنية المعلومات في تهديد شخص أو ابتزازه....)) الخ.، إلا أن هذا الموضوع يحتاج له قانون أو تشريع خاص فيه بنود واضحة تحدد أخلاقيات استخدام هذه الوسائل والحدود الممكنة والمتاحة لعرض الأفكار والرؤى والتعبير عن الرأي وأن لا يترك الحبل على الغارب لكي لا يتمادى البعض في استخدامها بطرق غير سوية تضر بمصالح المجتمع والوطن.