oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

خيارات الخروج من الوباء

20 مارس 2021
20 مارس 2021

ما زال النور يلوح في آخر نفق وباء فيروس كورونا رغم الأرقام الكبيرة التي تسجل عالميا، ورغم عودة الأرقام إلى الارتفاع محليا، لكن النور ما زال واضحا ويضيء النفق ويمكن أن يعول عليه كثيرا في الوصول إلى بر الأمان. لكن علينا أن نكون أكثر حرصا للتمسك بذلك الضوء الذي لا نريد له أن ينطفئ أبدا، ولا نريد لأمل الوصول إليه أن يخبو ولهذا وذاك شروط لا يمكن تجاوزها. والبشرية التي وصلت إلى مرحلة متقدمة من الصبر ومن التعب لا تريد أن تصل إلى اليأس خاصة وأن النور الواضح في آخر النفق يمكن الوثوق به ليوصلنا إلى المرحلة التي نعود فيها إلى حياتنا الطبيعية.

أثبتت اللقاحات حتى الآن قدرة كبيرة على حماية الناس من الإصابة، وقللت الإصابات الخطرة وكذلك الوفيات كما حصل في الكثير من الدول التي استطاعت تطعيم نسب كبيرة من مواطنيها، كما هو الحال في بريطانيا وأمريكا على سبيل المثال.

وعادت دول من الاتحاد الأوروبي لاستخدام اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد البريطانية بعد أن علقت استخدامه احترازيا لأيام ولكنها تأكدت بعد فحوصات أن لا علاقة له بحدوث تخثر في الدم لدى بعض من استخدم اللقاح.

وإذا كانت حملة اللقاحات ما زالت في بدايتها في العالم أجمع إلا أن هناك طرق حماية علينا أن نبقي عليها حتى نتجاوز هذه المحنة وهي معروفة لدى الجميع وتتمثل في التباعد الجسدي والكمامات التي أثبتت هي الأخرى قدرة كبيرة على حماية الناس من العدوى. وفي السلطنة هناك جهود كبيرة تبذل من أجل تطعيم أكبر عدد من مستحقيه وفق الإجراءات العلمية المتبعة في هذه الظروف ووفق المتوفر من اللقاحات في وقت يتنافس فيه العالم للحصول عليها. وهذا الجهد المبذول يحتاج إلى دعم شعبي عبر مسارين: الأول البقاء على الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها اللجنة العليا والتي يتم مراجعتها وفقا للحالة الوبائية في السلطنة، والثاني المسارعة لأخذ اللقاح للفئات المستهدفة في المرحلة الأولى.

لقد تجاوزنا المراحل الأكثر خطورة من عمر الوباء ونحن اليوم في مرحلة حساسة جدا، إذا تمسكنا فيها بالتعليمات فيمكن أن تخرجنا إلى المرحلة التي ننتظرها جميعا والتي تعود فيها الحياة إلى طبيعتها وإذا استعجلنا ذلك فيمكن أن نبقى لمدة أطول ننتظر الفرج.. وهذا الذي لا يريده أحدنا أبدا.