878
878
عمان اليوم

أدباء وإعلاميون عمانيون يحثّون على أخذ اللقاح ضـد «كوفيـد 19» للعـودة إلى الحيـاة الطبيعيـة

19 مارس 2021
19 مارس 2021

معا لكسر حاجز التردد من أجل الحفاظ على مجتمعنا -

استطلاع ـ فاطمة الإسماعيلية -

أنظار العالم كلها كانت متجهة نحو تصنيع اللقاح – ضد فيروس كورونا كوفيد 19- وبالرغم من الأبحاث والدراسات الكثيرة التي أثبتت فعاليته ومأمونيته ودوره ( بنسبة كبيرة) للتقليل من حدة الإصابة بمضاعفات المرض ، إلا أن التردد والقلق كانا ومازال ملازمين لبعض الفئات منذ انطلاق الحملة الوطنية للتحصين في 27 من ديسمبر من العام المنصرم ، وهذا بلا شك قد يكون أمرا طبيعيا ، ولكن ومع مرور الأيام و مع توفر اللقاحات أكثر – واتساع فئات الأفراد المستحقين وبالتدريج - أصبح لزاما علينا أن نكسر حاجز التردد ، من أجل أن نحافط على مجتمعنا سليما متعافيا حتى تبقى منظومتنا الصحية متعافية ويتنسى الاهتمام ببقية المرضى .وفي هذه المساحة أخذنا رأي الأدباء والكتاب والشعراء باعتبارهم أكثر الفئات الذين تلامس كلماتهم الوجدان والعقول ، ماذا قالوا عن هذه الجائحة وكيف توجهوا بكلماتهم إلى المجتمع لأخذ التطعيمات لتحقيق واقع صحي آمن من فيروس كوفيد 19 وجيناته المتحورة .

ساعدوا وطنكم وساعدوا أنفسكم

قالت الشاعرة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية : هناك للأسف من يعارض ويرفض أخذ اللقاح المضاد لمرض فيروس كورونا المعروف بلقاح كوفيد 19، أحبتي ، لعلكم على حق في ترددكم وقلقكم من أخذ اللقاح .. ولا ألومكم مطلقا في هذا الخوف والتردد فأغلى ما يمتلكه الإنسان هو صحته ... لكن هل تعتقدون أن الدول ستكلف نفسها ملايين الدولارات لشراء هذا اللقاح إلا لمصلحة أوطانهم وأبنائهم والحفاظ على أرواحهم ؟ ولا تنسون أن الثروة البشرية هي أهم الثروات في أي وطن ، ولذا تتسابق الحكومات صحيا للمحافظة على أرواح مواطنيها .

وتضيف الفارسية : أحبتي .. نحن فقط لو رجعنا للماضي القريب لوجدنا أن البشرية تغلبت على كثير من الأوبئة .. وتعافت منها بل وتم القضاء نهائيا على بعضها، ففي عام 1980 أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه تم القضاء على مرض الجدري تماماً.

وذلك بعدما تم توفير تطعيمٍ جيد له ، إذن التطعيمات هي الوقاية والعلاج الناجع للتخلص من الأوبئة ، فقد خففت التطعيمات من حدة انتشار بكتيريا مرض الكوليرا ، وفيروس الإيدز الذي يسببه فيروس مرض نقص المناعة ،

ولا ننسى أعزائي أن هذه سنن الله ، فقد مرّ على الناس مرض أخطر من كورونا وهو الانفلونزا الاسبانية إذ يقال إن وباء الإنفلونزا الذي تفشى في عام 1918 قد أودى بحياة ما يتراوح بين 40 و50 مليونا وهو المرض الأشد فتكا بالبشرية كما قيل إلى الآن وقد خفت حدته بعدما اكتشف اللقاح والتطعيم ضده .

والسؤال يا إخوتي لماذا أخذنا التطعيمات المختلفة من قبل للقضاء على كثير من الفيروسات والأوبئة بدون تردد وجئنا الآن مع تقدم العلم والطب الكبير لنشكك ونرفض التطعيم واللقاح الحقيقة لا أعتقد هناك سبب أكثر وضوحا من وجود وسائل التواصل الاجتماعية وخاصة ما يردنا كل ساعة على الواتساب من تشكيك وتحذيرات في ظاهرها علمية وفي باطنها أكاذيب وطلبا للشهرة من المتحدثين.

أحبتي : ساعدوا وطنكم وساعدوا أنفسكم للقضاء على هذا الفيروس ، وإلا لأصبحنا فريسة لانتشار المرض وتزايده وارتفاع مؤشر الزيادة في الإصابات والوفيات ، ولعشنا مدة طويله أسرى الخوف والقلق والحظر والشلل الاجتماعي ، ولا يمكن أن تعود الحياة إلى مسارها الطبيعي وسابق عهدها . لأننا أسارى الوهم والاشاعات والأكاذيب ، أيعقل أن العلم يقول بشراكم جاءكم الدواء ، ونحن نقول بدون دليل علمي ولا منطقي لا نريده ، هذه مؤامرة لتدميرنا ... !

ولنا في العقول الثاقبة أُسوة

وأشار الكاتب والشاعر سيف الرحبي : يواجه بلدنا سلطنة عمان كجزء من المجتمعات البشرية والإنسانية جائحة الوباء المستجد (كوفيد19) ، منذ بداياتها المباغتة على نحو صاعق. وفي سبيل ذلك استنفرت الدولة كافة إمكاناتها ومؤسساتها من أعلى الهرم القيادي، حين تشكلت بأمر سامٍ اللجنة العليا تحت رئاسة معالي السيد/حمود بن فيصل وزير الداخلية التي تقودُ غمار هذه المواجهة الضارية مع هذا الفيروس المجهري المنتشر كونياً على نحو غير مسبوق وكما اتضح من الأحداث المتلاحقة .

في هذا السياق من المواجهة محلياً وعالمياً أصيبت الدول والبلدان المختلفة غنيها ومتوسطها وفقيرها بتصدعاتٍ وجروحٍ كثيرة في الاقتصادِ والتنمية وفي الاجتماع وأنماط السلوك. أي أن هذه الجائحة أثخنت العالم وطوحّت به سريعاً في البحث عن حلول ناجعةٍ وعميقة تستطيعُ من خلالها العودة إلى مجريات حياتها الطبيعية التي فقدتها مؤقتاً.

وطبعاً كما أن التجارب السابقة التي تراكمت عبر الأجيال ومحطات البحث والمعرفة يكون الدواء والترياق أو اللقاح المضاد هو الهدف المنشود لدرء هذا الخطر الكاسح.

كما أنه ليس هناك مجال لأي نوع من التصورات الخُرافية البديلة إلا الأخذ بأسبابِ هذه الاكتشافات الطبية والعلمية لمواجهة هكذا خطر، ولنا في سماحة المفتي العام للسلطنة وغيره من العقول الثاقبة والرشيدة أُسوة حسنة .وكما أثبتت التجارب عبر التاريخ.

وأضاف : أتمنى من الأخوة المضي قُدماً في أخذ اللقاح وترك الأوهام والإشاعات التي ينسجها خيال مريض على الأرجح.

وبهذا سيكون هذا التكاتف الوطني والأخلاقي والإنساني بين الدول الراعية لمجتمعاتها نحو برِ السلامةِ والأمان.

وفي هذه العجالة لا يفوتني توجيه الإشادة والدعم المعنوي للطواقم الطبية بكل فاعلياتها ومستوياتها وهي تسهرُ بالخطوط الأمامية لهذه المواجهة الصعبة التي نحلم بنهايتها القريبة.

حتى نسلم ويسلم مجتمعنا

وذكر الإعلامي خالد الزدجالي : أرجو ممن تنطبق عليه شروط أخذ اللقاح في هذه المرحلة بأن يبادر إلى أخذه فى أسرع وقت ممكن وأن يشجع أهله على ذلك ، حتى نسلم ويسلم مجتمعنا ونعود تدريجيًا إلى وضعنا الطبيعي ، وأنا شخصيا قد أخذت بحمد الله الجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا على أن أخذ الجرعة الثانية فى الفترة القادمة ، وقد مضىٰ على أخذ الجرعة الأولى من اللقاح ما يقارب الثلاثة أسابيع ولم أشعر بشيء يذكر غير الأعراض البسيطة المتوقعة كحمىٰ خفيفة ووجع بسيط في مكان أخذ اللقاح، يجب علينا أن نتكاتف وألا نلتفت إلى أي إشاعة أو أي مشكك في اللقاح ، فاللقاحات على مدىٰ التاريخ ساهمت فى اختفاء أو التقليل من الكثير من الأمراض المعروفة في ذلك الوقت ، فسارع وكن سببًا فى تعافي مجتمعك ووطنك .

لا تلتفتوا للإشاعات

و حول حالة الشلل التي ألمّت بالعالم قال المخرج سعيد بن موسى الزدجالي : بالرغم من حالة الشلل التي ألمّت بالعالم جراء جائحة كورونا كوفيد 19 ومعاناة الأفراد والمجتمعات والدولة ؛ الا أنه ولله الحمد السلطنة في مصاف الدول التي حاولت السيطرة على المرض ، ونسأل الله تعالى أن يتلاشى المرض بتوفر اللقاحات ، ونتمنى من الأفراد والمجتمع أن لا يلتفتوا للإشاعات وأن يسارعوا في أخذ اللقاح .وبالرغم من الربكة التي أحدثها الفيروس ، وما خلّفه من مشكلات اقتصادية واجتماعية ، لكن بنظري هناك جُملة من الأمور التي يمكن أن ننظر إليها بطريقة إيجابية ، مثل الإجراءات الاحترازية الصحية التي أصبحت ثقافة عامة – وأنا شخصيا – أشجع جدا لبس الكِمامة حتى لأطول فترة ممكنة .

كما ساعدت الجائحة في القضاء على بعض العادات التي يكثر فيها التلامس سواء بالقبلات أو الأحضان والتي تسهل انتقال بعض الفيروسات المعدية بشكل عام ، والتقليل من التجمعات الكبيرة جدا خاصة في الأفراح والأتراح .

الثقة بالإجراءات الصحية

وذكر الإعلامي يوسف الهوتي : مع توفر الكميات اللازمة من اللقاحات لمواجهة كوفيد 19 للفئات المحددة بالمرحلة الأولى ، أصبح لازما على كل مواطن ومقيم من الفئات المستهدفة الإسراع لتحصين أنفسهم وتجنيب عائلاتهم خطر الإصابة بفيروس كورونا ، وما نلاحظه هو عزوف بعض المواطنين للحصول على اللقاح يقابله إقبال واضح من المقيمين الذين أستفادوا من الكميات التي تلقتها السلطنة خلال الأسابيع الماضية وهو الأمر الذي يترك علامة استفهام حقيقية حول الأسباب التي تجعل المواطن يعزف عن تلقي اللقاح وهو يعلم بأن ذلك قد يعرضه في أي وقت لا سمح الله للإصابة بالفيروس القاتل ، وربما نقله للمرض إلى أبنائه وأسرته وأقربائه ومحبيه والمجتمع كافة وبذلك يكون قد تحمل ذنبا عظيما في حال إدخال أحد هؤلاء إلى العناية المركزة ولا سمح الله أفضى ذلك إلى الوفاة ، فهل هذا ما نريده لبلادنا ومجتمعنا ؟

وأكد الهوتي : يجب على الجميع أخذ الأمر بجدية وعلينا الوثوق بإجراءاتنا الصحية التي تدعم وبقوة أخذ اللقاح والعمل على إخراج المجتمع من هذه الجائحة المميتة ، والتي أهلكت الاقتصاد وعطلت مصالح العباد .

شخصيا أرى بأنه في حال استمرار عزوف المستهدفين من كبار السن عن أخذ اللقاح أصبح من الواجب الانتقال إلى خطوة أخرى أكثر حزما وهي تطعيم كافة موظفي القطاعين العام والخاص وفق آلية الأكبر سنا وصولا إلى فئة الشباب ، ثم الانتقال إلى طلبة الجامعات والكليات والمدارس حسب الأعمار من الأكبر إلى الأصغر وكذا الحال بالنسبة لمنتسبي قواتنا المسلحة والشرطة وجميع الفئات الأمنية في البلاد .

وأما عن «التطعيم» فحدّث

الكاتب محمد بن سيف الرحبي قال عن اللقاح : لم يكن في حسباني أن أقترب هكذا من اللقاحات المعلن عنها لمحاصرة المدعو، سيئ الذكر، كوفيد التاسع عشر، ولضعف علاقة ذاكرتي مع الأسماء لم أحفظ إلا كلمة أكسفورد مما تتداوله وسائل الإعلام، وشتى وسائطه، التقليدية أو المعاصرة، حتى إذا وجدتني أمرّ بالقرب من مركز صحّي اقترح صاحبي، ويا لغرابة مصادفات القدر، أن ندخل، لعلّنا نستكشف حظّنا، وننال بركة أحد هذه التطعيمات فنقر هذا الكوفيد، في نسخته الأصلية أو المتحوّرة، مع أن العمر لم يبلغ الستين بعد، حسب متطلبات بروتوكول التطعيم، والجسد ما زال ينبض بالصحة.

قبل ذلك وعلى مدار أسابيع يصلني، ولا أقول أتابع، ما يقال عن هذه اللقاحات، وعن المؤامرات الكونية المدسوسة وراءها عنوة، فبدا لي أننا نقبل في سائر تفاصيل حياتنا بمنتجات العلم، وهي تكاد تفيض من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وشمائلنا، بينما ننتقي فيما يخصّ مخرجات مختبرات عالمية بذلت فيها أموال هائلة وجهود عظيمة.. لنتبع الجهل!!

ويضيف: أحاول قدر إمكاني في الجلسات إبداء رأيي، مدافعا عمّا يقوله العلم، وأن كورونا قتلت من قتلت وأصابتنا بما أصابتنا، بينما تكفي إشاعة واحدة عن لقاح لتتفشّى بسرعة، وكأن هناك من يفرح لخطأ العلم، مطالبا فيروس كورونا باجتياح المزيد!

كأن الصور القادمة من مقبرة العامرات، وهي تفتح لحودها لمزيد من الضحايا، ليست إلا مشاهد مجتزأة من عمل درامي لتعرضه الشاشة الصغيرة، وأن المغمورين بأجهزة التنفس في المستشفيات ذهبوا طوعا لتجربتها، أو ضمن برنامج «الكاميرا الخفية».. وأن الذين يتحدثون عن أنهم «رأوا الموت بين أعينهم» وهم لا يتوقعون بقاءهم أحياء حتى مطلع الفجر، مجرد «حكواتية» يروون سيرة بشر عاشوا قبل قرن من الزمان.

هذا الرعب لم يلامس قلوب الكثيرين للأسف.. وهم يتجولون بدون كمامات واقية، وهم يتجمّعون في سهرات عائلية، أو يقيمون المناسبات، في المنازل أو المزارع!!

كأنما على الحكومة أن تتدبر موضوعها مع هذا الوباء، و « نحن ما يلنا خص»، وعليها أن تتحمل الانتقادات كونها لم تفعل ما يكفي لتحمينا، دورها الحماية!

ويردف قائلا: دخلت إلى المركز الصحّي، وخلال ربع ساعة خرجت بثقة أكبر في أنني فعلت شيئا لحماية نفسي، ومجتمعي، شيء بسيط لكنه كبير ضمن المجموع، لم أجد من المضاعفات أكثر مما قد يعانيه طفل أخذ «التحصين» في أشهره الأولى، كوضع طبيعي يجابه به الجسم ما يواجهه من مؤثرات خارجية.

اللقاح حياة

وذكر الكاتب الدكتور سعيد بن محمد السيابي: أخذك للقاء يمنح جسمك الحماية المطلوبة. ملايين حول العالم أخذوا اللقاح وفي عمان وصلنا لقرابة 90 ألفا والعدد في ازدياد لكل من يعيش على أرض السلطنة. عمان نحو التعافي بكم ونحن بخير باللقاح المجاني والمضمون في الحماية بفضل الله وبجهود المخلصين في وزارة الصحة.

فرج « اللقاح» بعد شدّة « كورونا»

وقال الشاعر عبدالرزّاق الربيعي حول الجائحة واللقاح : في الشهور الأولى من تفشّي الجائحة، كانت أنظار العالم تتّجه نحو مختبرات صنع الأدوية، وعقول العلماء المشتغلين بها لإنتاج اللقاح، وبعد جهود مضنية، وتجارب طبّقوها على مئات المتطوّعين، نجح العلم، وحقّقهم العلماء مبتغاهم، وأسعدوا البشرية عندما أذاعوا خبر توصّلهم لإنتاج اللقاح، وعلى الفور، سارعت السلطنة إلى الحصول عليه، لتكون الدولة العربية السادسة التي تتخذ الخطوة ذاتها، بدعم وتوجيهات جلالة السلطان المعظم «حفظه الله ورعاه»، وعلى المستوى العالمي كان ترتيب السلطنة من بين ٤٢ دولة حصلت على اللقاح، كما أعلن معالي وزير الصحة د.أحمد السعيدي، في ١٣ يناير الماضي، ومع وصول اللقاح تردّدت شائعات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جعلت شريحة كبيرة من المجتمع تتردّد في التطعيم ضد «كورونا»، لأسباب غير منطقيّة، ومن المؤسف إنّني، حين توجّهت لأحد المراكز الصحية للتطعيم، فوجئت بأن معظم الذين حضروا للتطعيم كانوا من الأجانب، أمّا المواطنون، فما زالوا يتحفّظون على اللقاح، في الوقت الذي يحلم مواطنو دول عديدة بوصول اللقاح بلدانهم ، ومرّ على أخذي اللقاح أكثر من عشرة أيّام، وكلّ الذي أحسست له إنني صرت أكثر اطمئنانا منذ تفشّي الجائحة فكان « الفَرَج بعد شدّة» ، ولنتمثل قول الشاعر:

عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيهِ

يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ