1603226
1603226
الملف السياسي

الأمل والخوف سيّدا المشهد بعد عـام على الوبـاء

11 مارس 2021
11 مارس 2021

صادف امس الخميس مرور سنة على إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 وباء عالميا، في وقت ما زال كثيرون حول العالم يخضعون لقيود مشددة وسط غياب أي مسار واضح باتّجاه عودة الحياة إلى طبيعتها رغم فسحة الأمل التي توفرها اللقاحات.

وانعكست ضخامة التحدي العالمي المستمر في تحذير أطلقه المجلس الدولي للممرضين من أن هجرة جماعية تلوح في الأفق للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين أصيبوا بصدمة جراء الوباء.

وقال هوارد كاتون الرئيس التنفيذي للمجلس للصحفيين «لقد وصلوا إلى نقطة قدموا فيها كل ما في وسعهم».

وفيما يتم تخفيف القيود في أجزاء كثيرة من العالم، ما زالت هناك بؤر يستمر فيها الوباء بالانتشار مثل البرازيل التي سجّلت حصيلة يومية قياسية من الوفيات بلغت 2286 مدفوعة بانتشار نسخ متحورة من فيروس كورونا أشد عدوى.

وقال أديلسون مينيزيس (40 عاما) من امام أحد مستشفيات ساو باولو، كبرى المدن البرازيلية، حيث أغلقت كل الشركات والمتاجر غير الأساسية لمكافحة انتشار الوباء «لقد استغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن يتحرك السياسيون... ندفع نحن الفقراء ثمن ذلك».

وعلى الصعيد الاقتصادي، أقر الكونغرس الأمريكي حزمة إنعاش بقيمة 1,9 تريليون دولار قال الرئيس جو بايدن إنها ستمنح العائلات الأمريكية التي تعاني «فرصة للقتال».

ومنذ ظهوره في الصين نهاية عام 2019، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 2,6 مليون شخص وفرض قيودا غير مسبوقة على الحركة ما أدى إلى انكماش الاقتصادات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا أن كوفيد-19 أصبح جائحة في 11 مارس 2020 بعدما بدأت أعداد المصابين ترتفع وتنتشر في كل أنحاء آسيا وأوروبا.

وفي ذلك الوقت، كان قد تم تسجيل حوالي 4600 وفاة رسميا في أنحاء العالم.

لكن مع بداية الشعور بالآثار المباشرة للوباء في الولايات المتحدة، قلل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أهمية التهديد الذي يمثله كوفيد-19. وقال ترامب للأمريكيين «لن يكون للفيروس فرصة للتغلب علينا».

وتحوّلت الولايات المتحدة إلى أكثر الدول تضررا وتجاوز عدد الوفيات فيها جرّاء الجائحة 528 ألفا.

«حرب»

وكانت الدفاعات الوحيدة ضد الفيروس قبل عام وضع الكمامات والحد من اختلاط الناس ببعضهم بعضًا.

وتوقفت حركة الطيران العالمي وفرضت الحكومات قيودا مشددة على المواطنين ما أجبر المليارات على الخضوع لشكل من أشكال الإغلاق بينما ساد الخوف.

وقالت كورين كرينكر رئيسة شبكة مستشفيات في شرق فرنسا لوكالة فرانس برس في 11 مارس 2020 «نحن على شفير حرب»، بينما بدأت أعداد المرضى والوفيات ترتفع.

وفي الوقت نفسه، أطلقت الحكومات والعلماء سباقا لإنتاج لقاحات مع إجراء عمليات بحث وتطوير بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.

واليوم، يتوفر العديد من اللقاحات من بينها تلك التي تم تطويرها في الصين وروسيا والهند. وأعطيت أكثر من 300 مليون جرعة من اللقاحات في 140 بلدا وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.

انقسامات في النفوذ والثورة

لكن إطلاق اللقاحات العالمية عرّى كذلك الفوارق الكبيرة في النفوذ والثروة. وأحرزت الدول الغنية تقدما كبيرا على صعيد حملات التلقيح الشاملة فيما لا يزال المليارات في الدول الفقيرة ينتظرون تلقي جرعاتهم.

وتعزز أمل الدول الفقيرة من خلال إطلاق عمليات تسليم للقاحات ضمن آلية «كوفاكس» المدعومة من منظمة الصحة العالمية وتهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

ويعتبر نجاح لقاحي أسترازينيكا/اكسفورد وجونسون اند جونسون سببا إضافيا للتفاؤل نظرا إلى سهولة نقلهما وتخزينهما مقارنة بلقاحي فايرز/بايونتيك وموديرنا اللذين يتطلبان ثلاجات فائقة البرودة.

وتعرض الاتحاد الأوروبي لانتقادات بسبب بطء حملات اللقاحات ألقى باللوم فيه على مشكلات في الإمداد والإنتاج.

وقال الاتحاد الأوروبي امس الخميس إنه سيمدد حتى نهاية يونيو آليته لمراقبة صادرات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من الاتحاد الأوروبي.

ضوء في نهاية النفق

اكتسبت جهود التطعيم الأمريكية زخما في الأسابيع الأخيرة فيما تعهد بايدن تزويد بلاده جرعات كافية في غضون أشهر لجميع الأمريكيين.

كذلك، صوّتت إدارته لإقرار حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة من المتوقع أن يوقعها بايدن اليوم الجمعة.

ومن المقرر أن يلقي بايدن كلمة متلفزة في وقت ذروة المشاهدة سيقدم فيها رؤية متفائلة لبلده والعالم.

أف ب