74747474
74747474
عمان اليوم

السلطنة تحتفل بيوم المرأة العالمي وسط إنجازات قيادية في العلوم والبحث العلمي

08 مارس 2021
08 مارس 2021

تحت شعار «النساء ودورهن القيادي: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم تسوده كوفيد-19»

نوال الصمصامية - العمانية:-

تُشارك السلطنة دول العالم الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، انطلاقًا من الاهتمام الذي توليه السلطنة بالمرأة في كافة المجالات وإشراكها في خطط وبرامج التنمية والتركيز على جهود دعمها وتمكينها في مختلف القطاعات، وإبراز أدوارها البنّاءة في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والتعليمية والصحية والفنية وغيرها من المجالات، إلى جانب دورها الأساسي في التربية وتعزيز التماسك الأسري والتآلف الاجتماعي.

وتحتفل الأمم المتحدة هذا العام بهذا اليوم تحت شعار «النساء ودورهن القيادي: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم تسوده جائحة كوفيد-19»، ويحتفى بالجهود الهائلة التي تبذلها النساء والفتيات حول العالم في تشكيل مستقبل يتمتع العالم فيه بالمساواة على نحو أكبر، وعملهن على التصدي للجائحة والتعافي منها، كما يسلّط اليوم العالمي للمرأة هذا العام أيضًا الضوء على الفجوات التي لا تزال تتطلب العمل على سدّها.

وقد تجدد الاهتمام السامي الذي حظيت به المرأة العمانية منذ فجر النهضة المباركة، وفي العهد الجديد لتلك النهضة، وأكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - رعايته الكريمة للمرأة من خلال تعزيز إشراكها في مسيرة التنمية الوطنية ودعم دورها وتمكينها في مختلف المجالات.

كما ركزت رؤية عُمان 2040 في محور المرأة على توفير البيئة الملائمة لمشاركتها في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية، بما يعزز وضعها ويمكّنها من المشاركة الفاعلة في جهود التنمية الشاملة والمستدامة التي تمر بها السلطنة، كما تضمنت استراتيجية العمل الاجتماعي (2016-2025) العديد من التوجهات الاستراتيجية بشأن أعمال حقوق الطفل والمرأة والأشخاص ذوي الإعاقة، واعتمدت على مقاربة النوع الاجتماعي في الخطط التنفيذية حيث أضحت هذه الفئات الاجتماعية الأصيلة في المجتمع العُماني جزءًا أساسيًّا من التنمية في البلاد ومرتكزاتها المستقبلية.

وكان تخصيص يوم السابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام يومًا للمرأة العُمانية والذي جاء بأمرٍ سامٍ في عام 2009 في ختام ندوة حولها أقيمت بسيح المكارم بولاية صحار، إيمانا بأهمية دورها الحيوي في المجتمع وترسيخًا لنهج المشاركة الذي سارت على طريقه مسيرة النهضة منذ انطلاقتها، وتكريمًا لها واعتزازًا بإسهاماتها الناصعة والمتواصلة وما حققته من نقلة نوعية وكبيرة في مسيرة تطورها وتمكينها، نتيجة ما منحه إياها المشرّع والقانون من حقوق في مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وقالت معالي ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية في تصريح لــ«$»: يأتي احتفال هذا العام تتويجًا للجهود المتواصلة التي تبذلها المرأة العمانية وحضورها الفاعل في مختلف المجالات، بالإضافة إلى إسهاماتها وإنجازاتها في مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية في مجالات التنمية المستدامة والبحث العلمي والابتكار.

وقد أولى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- اهتماما واضحا بمشاركة المرأة العمانية في التنمية الوطنية ودعم دورها وتمكينها في مختلف المجالات، وهذا ما أكده في الخطاب السامي في 23 فبراير 2020م «إن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون، وأن تعمل مع الرجل جنبا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، مؤكدين على رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية التي لا نحيد عنها ولا نتساهل بشأنها».

وساهمت التشريعات العمانية ذات الصبغة الاجتماعية المتعلقة بالمرأة والمستمدة من أحكام الشريعة السمحة في إعطاء المرأة العمانية كافة حقوقها، مما ساعدها على لعب دورًا مهما في التنمية وعزز دورها الوطني في مختلف ميادين العمل وجاء النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم(6/2021) - القانون الأسمى في السلطنة - والذي يتعين على كافة القوانين والأنظمة أن تصدر بالاتساق مع أحكامه، حيث أفردت أحكامه قدراً كبيراً من العناية للمرأة منها المادة (15) في المبادئ الاجتماعية أكدت على أنَّ «العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة»، وأنّ «الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق الوطنية، وتعمل الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل، وتلتزم برعاية الطفل، والأشخاص ذوي الإعاقة، والشباب والنشء، وذلك على النحو الذي يبينه القانون».

والتزاما بالمواثيق والمعاهدات الدولية انضمت السلطنة إلى عدد من الاتفاقيات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان ومنها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والتي صادقت السلطنة عليها بالمرسوم السلطاني رقم (42 / 2005).

شراكة مستمرة

من جانبها قالت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية: إن «السلطنة أولت اهتمامًا بالغًا بالمرأة العُمانية بكافة جوانب حياتها ككيان إنساني مقدر من خلال الشراكة مع الرجل في مسيرة بناء الوطن، ولقد أكد ذلك حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - عندما أشار إلى أن «شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون، وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، مؤكدين رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية، التي لا مُحيد عنها ولا تساهل بشأنها».

وأوضحت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن «السلطنة تواصل جهودها لتطوير واقع المرأة العُمانية بما يكفل مشاركتها الفاعلة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعامة، وتشارك المرأة العُمانية الرجل في تمثيل دولتها في المحافل الدولية، حيث أثبتت جدارتها منذ بداية مسيرة النهضة الحديثة للسلطنة، فقد كانت السلطنة من الدول السبّاقة في تمكين المرأة على المستوى الإقليمي والدولي حيث كانت الدولة الأولى التي عيّنت امرأة لتمثيلها في الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، ودخلت المرأة العُمانية في السلك الدبلوماسي في عام 1975م، كما تم تعيين أول امرأة عُمانية لتولي منصب سفير في عام 1999، وتم تعيين امرأة عُمانية بمنصب سفيرة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2005م لتصبح أول سفيرة لدولة عربية في أمريكا، كما تمثل المرأة العُمانية السلطنة في عدد من المنظمات الدولية منها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو)، ومندوبية السلطنة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة المرأة العربية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكو)».

وأضافت: إن «السلطنة تؤكد التزامها بعدد من المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بالمرأة منها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) حيث توجهت وزارة التنمية الاجتماعية من خلال الخطة التنفيذية لاستراتيجية العمل الاجتماعي نحو إدماج منظور النوع الاجتماعي من خلال بناء وتطوير قدراتها المؤسسية في تحليل النوع الاجتماعي، والعمل على إدماجه في إطار المتابعة والتقييم من خلال نتائج ومؤشرات وبيانات وتقارير مستجيبة للنوع الاجتماعي، وتنسجم هذه الاستراتيجية مع الرؤية المستقبلية «عُمان 2040».

إنجازات ومناصب

وتشير الإحصائيات إلى تحقيق الإناث معدلات عالية في العديد من المجالات، ومن بينها تجاوز نسبتها لـ33% من إجمالي عدد العُمانيين المشتغلين في القطاعين العام والخاص في بداية النصف الثاني من العام الماضي 2020، وفي مجال الالتحاق بالتعليم بلغ معدل الالتحاق الإجمالي للإناث في الصفوف من 10 إلى 12 في العام الدراسي 2018/ 2019 96.5%، وارتفع متوسط العمر المتوقع للحياة للإناث عند الولادة حيث وصل في عام 2019 إلى 79.2 سنة، وهي من النسب العالية في منطقة الشرق الأوسط.

وقد حققت المرأة العُمانية إنجازات على المستويين الإقليمي والدولي، وتوجت الطالبة زهرة العبرية من تقنية نزوى خلال العام الحالي بالمركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة هواوي العالية للتكنولوجيا، وتوجت الكاتبة خديجة المفرجية بجائزة الشارقة في مجال أدب الطفل، وفازت الشاعرة رقية الحارثية بالمركز الأول بجائزة الشارقة في مجال الشعر عن ديوانها «قلب آيل للخضرة»، وفي عام 2013، اختيرت البروفيسورة العمانية سلمى بنت محمد الكندية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية للدخول في قاعة النساء المشاهير في العلوم لمنطقة الشرق الأوسط، اعترافًا بإنجازاتها وجهودها في مجال العلوم، وفي تحفيز الشابات على دراسة العلوم وممارسة المهن في هذا المجال.

وفي عام 2017 حصلت الكندية على جائزة (إنجاز الحياة) من مؤسسة فينس الدولية في الهند تقديرًا لإسهاماتها في مجال علوم الكيمياء، وقرَّرتْ هيئة مهرجان جائزة «ميدالية العنقاء الذهبية الدولية للمرأة المتميزة» منح جائزتها في الدورة الرابعة العراق-أستراليا 2015-2018، للكاتبة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، وفازت الكاتبة العُمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2019 عن روايتها «سيدات القمر كأول خليجية تفوز بهذه الجائزة».

كما تقلدت المرأة العمانية مناصب قيادية في مجال العلوم والبحث العلمي في السلطنة، وفازت ثلاث نساء عُمانيات بجائزة لوريال باريس اليونسكو للنساء في مجال العلوم، التي ترعاها منظمة اليونسكو، لإسهاماتهن وإنجازاتهن في مواجهة التحديات العالمية، كتفشي الأمراض المختلفة، وتدهور التنوع البيولوجي والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي وغيرها من المجالات العلمية. وفي إنجاز آخر للمرأة العُمانية عملت الدكتورة منى بنت محمد الحبسية مع الفريق البحثي للبروفيسور الياباني تاسوكو هونجو الذي فاز بجائزة نوبل للطب لعام 2018، حيث عملت في الجزء المتعلق بالسرطان وهو الجزء الحائز على الجائزة ويختص بعلاج السرطان عن طريق تحفيز جهاز المناعة.

مساهمة فعّالة

وأشارت سعاد بنت سرور البلوشية، أخصائية إعلام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى أن المساهمة بالنهوض بالبحث العلمي والابتكار وتطوير الأفكار أحد أبرز المجالات التي تشارك فيها المرأة، فتفعيل دور البحث العلمي في حل التحديات والصعوبات التي تواجه الفرد والأسرة والمجتمع، والنهوض بقضايا المرأة والطفل عبر تسليط الضوء عليها في البرامج البحثية المختلفة، وزيادة الرصيد المعرفي فيما يتعلق بتطوير قدرات المرأة العُمانية وتمكينها على كافة الأصعدة، يعتبر مصدرًا مهمًا من مصادر تنمية المجتمع وفي مقدمته المرأة.

وأضافت: إن الاحتياج اليومي لقدرات المرأة العُمانية في إنجاز الدراسات والبحوث العلمية، والتركيز على الإبداع والابتكار للنهوض بالمجتمع، حاجة ماسة تتوافق مع الثراء العلمي والمعرفي الذي هو في ارتفاع مستمر نظرًا للاهتمام والرعاية التي توليها الحكومة للمرأة.