1600610
1600610
العرب والعالم

الصين تبدأ حملة التطعيم ببطء .. وجونسون: إعادة فتح المدارس يظهر «الجهد الوطني» للتغلب على الفيروس

07 مارس 2021
07 مارس 2021

إصابات كورونا في العالم تجاوزت 116.5 مليون.. وإعطاء نحو 300 مليون جرعة لقاح -

عواصم -وكالات: تبدأ حملة التلقيح ببطء في الصين في وقت لا يشعر الصينيون بأي حاجة ملحّة إلى التحصّن ضدّ وباء بات تحت السيطرة في بلدهم، وفي ظل قدرات إنتاجية لا تزال متواضعة و«دبلوماسية لقاح» تتبعها الحكومة مرسلة شحنات من الجرع إلى الخارج.

وبهذه الوتيرة، قد يجد العملاق الآسيوي الدول المتطورة تسبقه إلى تحقيق المناعة الجماعية وإعادة فتح حدودها، ما سيشكل ضربة له بعدما كان في مقدمة السباق لتطوير لقاح ضد الجائحة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيبسوس أن الصينيين من الأكثر رغبة في تلقي اللقاح في العالم (85%)، متقدمين بفارق كبير على الأميركيين (71%) والفرنسيين (57%) والروس (42%)، غير أن التريّث يبقى مسيطرا في الوقت الحاضر.

وقالت شيرلي شي المسؤولة في مجال الموارد البشرية في بكين لوكالة فرانس برس «انتظر أولا لأرى إن كانت هناك تأثيرات جانبية». وتضيف أن «الوباء تحت السيطرة في الصين، ولا أخطط للسفر إلى الخارج؛ لذا لست بحاجة عاجلة إلى لقاح».

ومع تسجيل حالتي وفاة فقط منذ مايو والعودة إلى حياة شبه طبيعية، يقول مدير برنامج آسيا في معهد مونتانيه في باريس ماتيو دوشاتيل إن الإستراتيجية الصينية «فعالة جدا وتعطي المواطنين شعورا بالأمان».

ويضيف «الإحساس بالحاجة العاجلة المخيم في الغرب غير موجود في الصين».

ووزعت الصين حتى الآن أكثر من 52 مليون جرعة، ما يضعها في المرتبة الثانية في العالم بعد الأميركيين على صعيد التلقيح.

غير أن البلد ما زال متخلفا جدا على صعيد نسبة الجرعات الموزعة لكل مائة نسمة، مسجلا أقل من أربعة، بالمقارنة مع 25 للولايات المتحدة و33 للمملكة المتحدة.

وهذا ما قد يبدو مفاجئا في بلد معروف بقدرته على التعبئة، وفرض بصرامة منذ العام الماضي تدابير حجر منزلي وإغلاق وحملات فحوص لكشف الإصابات.

مصدر قلق شديد

وأقر اختصاصي الأمراض المعدية الصيني تشانغ وينهونغ بأن وتيرة التلقيح باتت مصدر «قلق شديد».

وبطء التلقيح قد يؤخر الصين في جهودها لتحقيق المناعة الجماعية، أي حين تصبح نسبة كبيرة من المواطنين محصنة ضد فيروس كورونا، سواء عن طريق الإصابة أو عن طريق التلقيح.

وحدد مقال نشر في نوفمبر في مجلة «ذي لانسيت» الطبية النسبة الضرورية لهذه الغاية ما بين 60 و72% من المواطنين، فيما حددها مدير الوكالة الصينية لحماية الصحة العامة غاو فو الجمعة الماضية ما بين 70 و80%.

وفي مواجهة هذا الفتور النسبي، تحاول الصين التحرك، وهي تأمل في تلقيح 40% من مواطنيها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة بحلول نهاية يونيو، وفق خبير أمراض الجهاز التنفسي تشونغ نانشان، أحد أبرز الأسماء في مكافحة كوفيد-19 في الصين.

وباشرت الصين في الصيف عمليات تلقيح «طارئة» لفئات معرضة للإصابة مثل عناصر الفرق الطبية وموظفي مؤسسات الدولة وطلاب يسافرون إلى الخارج.

ومنذ ديسمبر، تعرض المدن ولجان الأحياء والشركات تدريجيا لقاحات على الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاما.

وقالت الشابة تشانغ يوتونغ لفرانس برس وهي خارجة من مركز تلقيح في بكين «أعمل في عيادة للأسنان حيث هناك خطر أكبر بالإصابة. نضع كمامات، لكن من الأفضل حتما أن تكون لدينا أجسام مضادة».

وصرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس الأحد أن الصين تخطط أيضا لإقامة «مواقع تطعيم» في الدول المجاورة لتلقيح الصينيين المغتربين الذين يرغبون في القيام بذلك.

وسمحت بكين حتى الآن بأربعة لقاحات، جميعها صينية، غير أن اثنين منها لم يحصلا على الضوء الأخضر من السلطات سوى في نهاية فبراير. وتستثنى شريحة المواطنين في الستين من العمر وما فوق في الوقت الحاضر من عمليات التطعيم من باب الحيطة، إذ لم يعلن مصنعو اللقاحات حتى الآن عن بيانات دقيقة للتجارب السريرية على المسنين.

دبلوماسية اللقاحات

غير أن قدرات الإنتاج تزداد وتأمل السلطات أن تصل إلى ملياري جرعة سنويا في نهاية 2021.

ورأى يانتشونغ هوانغ اختصاصي المسائل الصحية في «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركي للدراسات أن «هذا غير كاف حاليا من حيث القدرات، لتلبية حاجات الصين على صعيد حملة التلقيح ودبلوماسية اللقاحات التي تتبعها في آن».

ويتم إرسال ملايين اللقاحات الصينية إلى الخارج سواء في صفقات بيع أو كهبات، من أجل «مساعدة الأسرة الدولية على التغلب على الوباء» بحسب تأكيدات السلطات.

وتمثل الطلبيات والهبات في الوقت الحاضر حوالى 560 مليون جرحة، وفق أرقام وسائل إعلام رسمية. وتقول الصين إنها تقدم لقاحات مجانا إلى 69 بلدا. لكن هل تكون هذه التضحية مربحة لبكين؟

يحذر يانتشونغ هوانغ من أنه «إذا حققت الدول الأخرى المناعة الجماعية بفضل التلقيح، وأعادت فتح حدودها واستعادت حياة طبيعية» قبل انتهاء حملة التلقيح الصينية، فإن «هذا قد يعطي صورة سيئة عن الصين».

وسعيا لحض الصينيين على تلقي اللقاح، تدرس السلطات مشروع إصدار «جواز سفر لقاحي» يسهل التنقلات إلى مناطق أو بلدان حققت المناعة الجماعية.

كاليدونيا الجديدة : تسجيل أولى الإصابات بكورونا

رصدت تسع إصابات بكوفيد-19 أمس الأحد، هي الأولى في كاليدونيا الجديدة، التي بقيت حتى الآن بمنأى عن الوباء، وتم على الفور فرض تدابير صارمة لمدة أسبوعين في هذه الأراضي الفرنسية الواقعة جنوب المحيط الهادئ.

وتم الكشف عن الإصابات خلال التحقيقات التي أُجريت عقب تسجيل أول إصابة محلية في اليوم السابق في جزر واليس وفوتونا، وهو أرخبيل فرنسي آخر يقع على بعد 2200 كيلومتر شرقًا.

وكانت كاليدونيا الجديدة مع واليس وفوتونا تعدان حتى الآن من بين المناطق القليلة في العالم التي لم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا، ويعود الفضل في ذلك بشكل خاص إلى فرض الحجر لمدة أسبوعين في فنادق مخصصة لهذا الغرض على جميع القادمين. وتم تسجيل الإصابات لدى الوافدين فقط.

وتوجد فقاعة صحية بين المنطقتين بحيث يمكن للمسافرين التنقل بحرية. ولم تتوصل التحقيقات الجارية حاليا إلى معرفة سبب دخول الفيروس إلى واليس وفوتونا.

قال رئيس حكومة كاليدونيا تييري سانتا للصحفيين «تشير العناصر الأولية إلى أن المريض (في واليس وفوتونا) ظهرت عليه الأعراض في منتصف فبراير الماضي وقد يكون أصيب في واليس وفوتونا منذ نهاية يناير».

والمريض، الذي يدير إحدى المدارس، في حالة خطيرة قد تستدعي نقله إلى المستشفى في العاصمة نوميا، بحسب مصادر متطابقة.

واشار هيرفيه جوناثان، المسؤول في واليس وفوتونا لوكالة فرانس برس أمس الأحد إلى أن «الشخص خرج من الحجر قبل عدة أسابيع بعد نتيجة اختبار سلبية. استشار طبيبًا بعد ظهور الأعراض وثبتت إصابته بالفيروس، مما يعني أن الفيروس ينتشر في الجزيرة».

ودعا سانتا «جميع الأشخاص الذين عادوا من واليس وفوتونا (في كاليدونيا الجديدة) منذ 25 يناير إلى عزل أنفسهم والإبلاغ عن أنفسهم عبر الاتصال بالرقم 15» (رقم الطوارئ).

وأعلن سانتا «إغلاقا صارما على السكان اعتبارا من مساء اليوم لمدة أسبوعين بهدف الحد من انتقال الفيروس بينما لا يزال هناك متسع من الوقت».

وسيتم الكشف عن تفاصيل الإغلاق اليوم ، لكن السلطات المحلية أشارت بالفعل إلى أنه سيتم إغلاق جميع المدارس وحظر جميع الأنشطة غير الأساسية.

ومع تلقى 5210 شخصاً الجرعة الأولى من اللقاح و 1603 الجرعتين، تعهد سانتا «بتسريع الحملة، وهي الطريقة الوحيدة لحماية أنفسنا والآخرين».

وأظهر مسح صحي نُشر في عام 2020 أن أكثر من 70% من سكان جزر واليس وفوتونا البالغ عددهم 11 ألفًا، يعانون من فرط السمنة، كما بلغ مرض السكري مستويات قياسية، مما يجعل السكان أكثر عرضة للمعاناة من مضاعفات خطيرة حال إصابتهم بالفيروس.

ألمانيا: أولوية التطعيم للمخالطين

أوصى أخصائي مناعة ألماني بإعطاء أولوية للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد لأية أشخاص حسب عدد المخالطين لهم.

وقال خبير المناعة ميشائل ميير-هرمان من مركز «هلمهولتس» في براونشفايج لصحيفة «تاجس شبيجل» الألمانية في عددها الصادر أمس الأحد أن منح أولوية التطعيم لكل شخص لديه مخالطون كثيرون «سيكون له تأثير كبير».

وأشار إلى أنه من خلال التطعيم للشرائح الأكبر سنا في البداية بين المواطنين انخفض معدل الوفيات بشكل واضح- ولكن هذه الفئة من المواطنين هي مجموعة ذات أقل عدد من المخالطين- لذلك لم يكن لها حتى الآن تأثير كبير على الوباء.

وبسبب انتشار تحور الفيروس «بي7.1.1.» اعتبر الخبير الألماني أجراءات التخفيف التي تم اتخاذ قرار بشأنها لقيود الإغلاق أنها خطيرة، وصرح بأنه يتوقع أن «يزداد عدد الإصابات بشكل انفجاري» مثلما حدث من قبل في أيرلندا وانجلترا والبرتغال والتشيك.

وأضاف أنه علم من المباحثات بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات أنه «لا يمكن القول إن الأوساط السياسية لا تعرف نوعية العواقب التي ستترتب على أية إجراءات يتم اتخاذها».وفي الوقت ذاته صرح جرنوت ماركس، رئيس الاتحاد الألماني متعدد التخصصات لطب الرعاية المركزة وطب الطوارئ، بأنه يعتبر حدوث نهاية قريبة للوباء أمرا واقعيا- إذا التزم الجميع بالقواعد وتسارعت وتيرة تلقي التطعيمات. وقال لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية: «حينئذ سننتصر على الوباء بحلول نهاية سبتمبر القادم... بل ومن الممكن أن نكون وصلنا لهذه المرحلة في منتصف الصيف».وبرر ماركس ذلك بأن بيانات من إسرائيل تشير إلى أن من تلقوا التطعيم لم يعدوا ينقلون العدوى لآخرين، ولكنه شدد على ضرورة عدم إنهاء جميع القيود فيما يتعلق مثلا بإلزام الأفراد بارتداء الكمامات في الأماكن التي يوجد بها أشخاص كثيرون.

إصابة 116.5 مليون شخص

أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم تجاوزت 116.5 مليون حتى صباح أمس الأحد، فيما وصل عدد جرعات اللقاحات التي جرى إعطاؤها حول العالم إلى نحو 300 مليون.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية، عند الساعة 0600 بتوقيت جرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 116 مليونا و 501 ألف حالة.

كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز65.8 مليون، فيما وصل إجمالي الوفيات إلى مليونين و 588 ألف حالة.

وفيما يتعلق بإعطاء اللقاحات، أظهرت البيانات المجمعة لوكالة «بلومبرج» للأنباء أنه جرى إعطاء نحو 300 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس حول العالم.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا وألمانيا وكولومبيا والأرجنتين والمكسيك وبولندا وإيران وجنوب أفريقيا.

كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.

وتتصدر الولايات المتحدة كذلك دول العالم من حيث عدد الجرعات التي تم اعطاؤها، تليها الصين ثم دول الاتحاد الأوروبي مجمعة ثم المملكة المتحدة. ولا تعكس عدد الجرعات الموزعة نسبة الملقحين بين السكان بالنظر لتباين الدول من حيث عدد السكان.

تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من الجهات التي توفر بيانات مجمعة لإصابات كورونا حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.

نيوزيلندا: تخفيف القيود في أوكلاند

خففت نيوزلندا الأحد القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا في أكبر مدينة في البلاد بعد إغلاق دام أسبوعا.

ويمكن في مدينة أوكلاند، التي يبلغ تعداد سكانها 1.6مليون نسمة، إعادة فتح أبواب المدارس والشركات، ويمكن للسكان الانتقال بين المناطق ويمكنهم حضور التجمعات التي تصل إلى 100 شخص، بعد أن كان العدد المسموح هو 10 اشخاص.

وقالت وزارة الصحة في بيان لها اليوم: «في حين أنه من المشجع رؤية يوم آخر دون أي حالات مجتمعية، يجب علينا جميعا أن نظل يقظين ونواصل القيام بدورنا».

وسيتم تطبيق القيود المخففة لمدة خمسة أيام على الأقل قبل إعادة تقييمها.

وتم رفع معظم القيود المفروضة بسبب كوفيد19- في باقي أنحاء نيوزيلندا أمس الأحد، على الرغم من أن السكان مازالوا مطالبين بارتداء كمامات الوجه في وسائل النقل العام.

واضطرت أوكلاند إلى العودة إلى حالة الإغلاق بعد اكتشاف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في 27 فبراير.في ذلك الوقت، لم يتمكن مسؤولو الصحة من ربطها بأي حالة أخرى في البلاد.

وسجلت نيوزيلندا 2043 حالة إصابة بكوفيد19-، من بينها 72 حالة نشطة، وما مجموعه 26 حالة وفاة.

جونسون: فتح المدارس يظهر الجهد الوطني

ثمن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «الجهود الوطنية الحقيقية للتغلب على فيروس كورونا المستجد »، مع اقتراب المرحلة الأولى من تخفيف القيود المفروضة بسبب انتشار الجائحة.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي ايه ميديا» أنه من المقرر أن يعود الطلاب في جميع أنحاء إنجلترا إلى الفصول الدراسية الاثنين في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة طريق جونسون لرفع القيود.

وقال جونسون: «إن إعادة فتح المدارس يظهر الجهد الوطني الحقيقي للتغلب على هذا الفيروس»، مضيفا «بسبب تصميم كل فرد في هذا البلد يمكننا أن نبدأ في الاقتراب أكثر من الإحساس بالحياة الطبيعية- ومن الصواب أن تكون الخطوة الأولى هي إعادة شبابنا إلى الفصول الدراسية».

وحث جونسون المواطنين على التمسك بالقواعد في الوقت الذي تفكر فيه الحكومة في الحفاظ على خططها «الحذرة» لرفع التدابير.

وتنص خارطة طريق رئيس الوزراء على أنه من المقرر أن يكون الجزء الثاني من المرحلة الأولى، الذي سيسمح فيه بالتجمعات في الهواء الطلق لستة أشخاص أو أسرتين، في 29 مارس.وقد تفتح المتاجر بحلول 12 أبريل ويمكن رفع جميع القيود بحلول 21 يونيو.