oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

لنسهم في حماية كوكبنا من جائحة «المناخ»

27 فبراير 2021
27 فبراير 2021

يقول الكثير من علماء البيئة: إن جائحة كورونا أقل أثرا على العالم وسكانه إذا ما قورنت «بجائحة المناخ» التي يستمر تأثيرها منذ عقود طويلة ولا حل لها في الأفق القريب على أقل تقدير وفي كل عام يزداد أثرها على الكوكب الصغير.

معتبرين أن اللقاحات التي أنتجتها الإرادة البشرية رغبة في عدم فنائها ستنهي هذا الوباء خلال مدة قصيرة أو على الأقل ستحول المرض من جائحة إلى مرض تحت السيطرة. لكن المشكلة الكبرى تكمن في التغير المناخي الذي لا حلول له في المدى المنظور.

يعتبر البعض أن كبح السلوكيات البشرية الشخصية في التعامل السيئ مع البيئة لا تأثير له مقارنة بما تحدثه المصانع الضخمة خاصة في الدول الصناعية. لكن الحقيقة أن قياس التأثير بفعل الفرد الواحد، رغم أهميته، لا يمكن مقارنته أيضا بقياس سلوكيات مئات الملايين من الأشخاص لأن تأثيرهم في هذه الحالة سيكون كبيرا جدا، بل ومدمرا.

وينعكس التغير المناخي على البيئة ويتسبب في بعض مناطق العالم بحالة من الجفاف الشديد وتغير في أنماط هطول الأمطار، وما يصاحب ذلك من انتشار لبعض الأمراض.

وكل هذا يؤثر بشكل كبير على تدمير البيئة ومكوناتها. وتسهم الأنشطة البشرية في غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي، وهذا الإسهام هو المتسبب الرئيسي بارتفاع درجات الحرارة في العالم وبالتالي التأثير القوي على المناخ وذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر وما يرافق ذلك من فيضانات.

كما يؤثر ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون على المحاصيل الزراعية. وعلى نمو الفطريات والحشائش الضارة. وهذا بدوره يؤثر على الامتداد الغذائي وأمنه في العالم أجمع.

وموضوع ارتفاع درجات الحرارة في العالم يلقي بظلاله المخيفة على العالم، واعتبر 2019 العام الثاني في التاريخ من حيث ارتفاع درجات الحرارة وفق منظمة الأمم المتحدة وكان عام 2016 هو أكثر الأعوام من حيث ارتفاع درجات الحرارة ويرى العلماء أن ذلك بسبب ظاهرة النينيو. وبشكل عام فإن العقد الماضي من هذا القرن هو الأكثر حرارة على الإطلاق، وتقول منظمة الأمم المتحدة إن هذا المسار سيقود حتى نهاية هذا القرن إلى ارتفاع درجات الحرارة بين 3 إلى 5 درجات. وهذا ارتفاع كارثي.

ولن يكون أحد حينها في مأمن من تأثيرات التغير المناخي لذلك لا يمكن أن نستصغر أي مساهمة ولو فردية لحماية كوكبنا من التأثيرات المناخية. وتبذل السلطنة جهودا كبيرة من أجل الإسهام بحماية كوكب الأرض من التأثيرات المناخية وتقليل نسب انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وهذه الإسهامات تحتاج إلى تكاتف الجميع وتقبل بعض الإجراءات التي رآها البعض تضيف تكلفة عليهم خاصة فيما يتعلق باستخدام الأكياس البلاستيكية بأكياس أخرى صديقة للبيئة، لكن هذه المساهمة الطفيفة والتي يمكن أن تقوم بتغيير بعض السلوكيات من شأنها أن تسهم بحماية كوكبنا وحياتنا جميعا من تأثيرات التغيرات المناخية.