oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

نحن بحاجة للقراءة .. رغم الجائحة

21 فبراير 2021
21 فبراير 2021

يغيب معرض مسقط الدولي للكتاب هذا العام عن توقيته المعتاد في الأسبوع الأخير من شهر فبراير بسب ظروف الجائحة التي ما زالت تلقي بظلالها على العالم أجمع.

وشأن معرض مسقط في ذلك شأن الكثير من معارض الكتب في العالم التي تأثرت مواعيدها بسبب الجائحة، بل إن هذا الأمر قلل نسبة الكتب التي تطبعها دور النشر العربية عن المعدل المعتاد على اعتبار أن المنفذ الأهم لتسويق الكتاب الورقي كان معارض الكتب التي تقام طوال العالم في مختلف المدن العربية، وعدم انتظام إقامتها منذ العام الماضي أثّر على تسويق الكتاب وفق الوضع الطبيعي الذي كان سائدًا وبالتالي أثّر اقتصاديًا على دور النشر، ولكن هل تتوقف القراءة أو يفتر حماس الناس لها؟.

من نافل القول إن القراءة حياة أخرى ومفتاح لآفاق المستقبل، ونحن اليوم في أمّس الحاجة لها لأننا نعيش في لحظات صعبة وملتبسة من عمر هذه البشرية، والعلم وحده الذي يملك القدرة على إخراجنا من عنق الزجاجة الذي وضعتنا الجائحة فيه.

وفي الحقيقة ليست الجائحة وحدها التي تفرض علينا إعطاء القراءة أهمية أكبر من ذي قبل وإن كانت قد ضاعفت تلك الأهمية وفتحت باب التفكير فيها، وإلا فإن وضع الإنسان في هذا العالم المتحول لا يمكن أن يستقيم بعيدًا عن المعرفة، ولا يمكن لخيارات الحياة أن تنجح إذا بقينا في مربعاتها الأولى.

على سبيل المثال فإن الدول التي تملك رصيدًا معرفيًا لم تبق مكتوفة الأيدي عندما حلّ الوباء ولكنها سخّرت المعرفة والعلم في البحث عن مخارج إما عبر تصنيع لقاحات وإما عبر استخدام التقنية في التقليل من آثار الجائحة، فيما بقيت الدول البعيدة عن العلم والمعرفة تنتظر الحلول التي تقدم لها والتي قد لا تتوافق مع احتياجاتها أو ليست ضمن إمكانياتها أصلًا.

وإذا كانت معارض الكتب قد توقفت فإن الكتاب الإلكتروني حاضر بقوة وتلقى دفعة معنوية كبيرة خلال الجائحة، كما أن وسائل النقل الحديثة أتاحت إمكانية الحصول على أي كتاب صادر في أي مكان في العالم خلال أيام بسيطة ناهيك عن ظهور بعض متاجر بيع الكتب في عمان تهتم بالحصول على جديد الكتب العربية والأجنبية، ولذلك لم يعد معرض الكتاب وحده، على أهميته وريادته ودوره التنويري، المنفذ الوحيد للحصول على الكتاب الذي يعني المعرفة ويعني حياة أخرى.

فإذا كانت الدعوة للقراءة من منبعها الأساسي وهو الكتاب تنشر خلال معارض الكتب فإننا نجعل الدعوة مفتوحة هنا في كل وقت وكل حين بل نؤكد على أن الحاجة لها تتضاعف مرات ومرات مع شعورنا بأن الحياة تتعقد أكثر وأكثر ما يبرز حاجتنا الماسة لعقول مستنيرة قادرة على فهم تشابكات الحياة وقادرة على فك ذلك الاشتباك بمعايير علمية تنقذنا من مآزقنا الحياتية.