ما لا يمكن إصلاحه
أصدر الورداني مع بداية عام ٢٠٢٠م مجموعته القصصية الجديدة “ما لا يمكن إصلاحه”، اقتنيت الكتاب في زيارتي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مطلع ذلك العام، وقبل جائحة كورونا، مدفوعة أولا بإعجابي بالكاتب وتجربته في الكتابة، وبالعنوان الذي وإن كان متشائمًا، إلا أنه يثير الفضول حول هذا الذي لا يمكن إصلاحه في عالم يكاد يكون خربًا في كل شيء، وعندما بدأت بالقراءة، شعرت مع أول ثلاثة قصص قرأتها، بنوع من الغربة، كأنَّ شيئًا يحول بيني وبين ما كتبه هيثم، كاد النفور أن يتسلل لعلاقتي مع هذه الكتابة، إلا أنني اكتشفت ومع مواصلة القراءة، أن مصدر ذلك النفور كان الخوف، إذا تظهر مصائر الشخصيات في هذه القصص، مبتورة، شيءٌ ما معلق في الهواء، قلاقل لا حد لها، رغم هدوء الكتابة والأحداث، كانت الشخصيات طوال الوقت تختفي تدريجيًا، يطمسها العالم المادي الذي تعيش فيه، والخذلان من الثورة، من الأمل، من الحب، إن شكل الخسارة التي تحصل عليه شخصيات هذه المجموعة، هو الانفصال، في لحظة زمنية كاذبة، تمنحك وهم الاستمرار، وهم أن شيئًا ما ينتظرك، أننا على وشك الوقوف على هاوية، نطل منها على الأعماق السحيقة للحياة، والمعنى وكل تلك الكلمات الكليشهية، فيما يبدو أننا ننسى أو نتجاهل أن المحك هو الآخر هو منحة الحياة لنا، وإن غاب، وهو يفعل مع الناس العاديين، فإنه يعلقهم بأجسادهم الأثيرية بخيط شفاف هو والهواء واحد.