1588508_228
1588508_228
العرب والعالم

"عقدة الذنب" تطارد المكسيكيين جزاء الوفيات التي كان من الممكن تجنبها

15 فبراير 2021
15 فبراير 2021

مكسيكو-(أ ف ب) - أدى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بعد احتفالات نهاية العام إلى تزايد عدد المكسيكيين الذين يعانون الشعور بالذنب أو الاستياء من الوفيات التي كان من الممكن تجنبها. ومن بين هؤلاء مدرّسة متقاعدة أصيبت شقيقتها بالفيروس بعد إقامتها حفلة صغيرة لمناسبة العام الجديد. ويعتقد أفراد العائلة أن شخصا جازف وانضم إلى الحفلة قبل صدور نتيجة اختبار كوفيد-19 أجراه لاشتباهه بأنه مصاب بالفيروس، نقل لها العدوى. وقالت المرأة التي طلبت عدم كشف اسمها "لم يكن هذا الشخص يريد البقاء وحيدا لذلك لم يقل أي شيء وأصاب الجميع" بالفيروس. وكما هي الحال في كثير من الأحيان، سرعان ما بدأ تبادل الاتهامات بالمسؤولية. وأضافت المرأة "أقول لابنة شقيقتي ألا تحقد. لن يعيد شيء والدتها". دفعت المكسيك ثمنا باهظا في الأرواح إثر التجمعات التي أقامتها العائلات والأصدقاء خلال عيدي الميلاد ورأس السنة رغم مناشدات السلطات بتجنب الذهاب إلى الحفلات والبقاء في المنزل. وبلغ عدد الوفيات بالوباء ذروته في يناير منذ بدء انتشار الفيروس، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى احتفالات نهاية العام. والمكسيك من بين أكثر البلدان تضررا بالوباء مع تسجيلها ما يقرب من 174 ألف وفاة وحوالى مليوني إصابة. "توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين " وقالت المعالجة النفسية فرانشيسكا كارينياتو إن الإصابات والوفيات أثارت تساؤلات واتهامات متبادلة، وبحثا عن المسؤول. وأوضحت "عندما تكون هناك خسارة، يكون من الصعب على الأسرة عدم توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين أو إلى أنفسهم". وأضافت "الشعور بالذنب ثقيل جدا، لكنه لا يساعد في عملية الحداد". في 28 ديسمبر، توفي المغني وكاتب الأغاني المكسيكي أرماندو مانزانيرو بالفيروس بعد التقاطه العدوى في حفلة عيد ميلاده الـ86. وهو كان مصابا بمرض السكري. وقال ابنه خوان بابلو مانزانيرو لصحيفة "ريفورما" "أرى صورة لـ30 شخصا من دون كمامات وأقول "يا له من تصرف غير مسؤول". الجميع هناك أصيب بكوفيد. وتوصي كارينياتو بعدم فقدان المنظور في الحالات التي يكون فيها الفيروس مجرد "محفز" للوفاة بسبب الشيخوخة أو الأمراض المزمنة. "شعرت بالغضب" دمّر الذنب عاملة منزلية بعدما نقلت العدوى إلى 5من أفراد الأسرة التي كانت تعمل لديها. وهي أصيبت بالفيروس أثناء زيارتها والدها المريض خلال اجازة رأس السنة. وقالت بينيلوبي غوتييريث ربة عملها وهي محامية تبلغ من العمر 36 عاما "أعلم أن الأمر لم يكن مقصودا، فأنت في بعض الأحيان لا تعرف حتى كيف تصاب به، لكن نعم، شعرت بالغضب. فقد كنت تحدثت معها كثيرا عن كوفيد". وأضافت هذه المحامية التي أدخلت المستشفى مع والدتها لمدة أسبوع "لقد دفعت لها مبلغا إضافيا حتى لا تستخدم وسائل النقل العام. وقلت لها ألا تأتي إذا أصيبت هي أو أي فرد من أسرتها بالمرض، وسأستمر في الدفع لها". وما زالت عائلة أخرى تسأل نفسها هل فعلت الصواب بنقل قريبة مصابة بالفيروس إلى مستشفى عام مكتظ حيث أمضت شهرا قبل أن تتوفى. وقال أحد أفراد الأسرة "لقد تفاقم وضعها بسبب عدوى انتقلت إليها في المستشفى. يتساءل شقيقي: "ماذا لو ذهبت إلى طبيبها المعتاد؟ ". وأوضحت كارينياتو أن التحدث عن الخسارة مع الأصدقاء أو العائلة أو المعالج النفسي يساعد في تخفيف الشعور بالذنب. وأضافت "إنه منفذ. يسمح لنا بالتواصل مع المشاعر والقرارات التي تم اتخاذها. وفكرة العلاج، من خلال طرح الأسئلة عليهم، هي أن الشخص يمكنه العثور على إجابات".