1588597_228
1588597_228
الاقتصادية

تراجع المعروض قد يدفع أسعار النفط إلى 70 دولارا منتصف العام الجاري

15 فبراير 2021
15 فبراير 2021

العجز المتوقع في الأسواق يقترب من مليون برميل يوميا -

سعر نفط عمان يقفز 2.7 دولار .. والأسعار العالمية تتجاوز ذروة 13 شهرا -

بيانات جديدة تكشف عن وجود عجز 2.3 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من 2020 -

سوق النفط حاليا مدفوعة بالعجز الناجم عن إجراءات منتجي "أوبك بلس" وحمى المضاربين -

خروج شركات النفط الصخري الأمريكية من السوق .. وعودتها يحتاج إلى 9 أشهر لتحقيق إنتاج مستدام -

كتب - زكريا فكري -

«وكالات»: حققت أسعار النفط أمس قفزة سواء على مستوى نفط عمان أو برنت أو خام غرب تكساس، ليبلغ ذروة 13 شهرا بفعل تداعيات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى آمال بأن تحفيز أمريكي وتخفيف إجراءات العزل العام سيغذيان الطلب على الوقود. وكان سعر نفط عُمان تسليم شهر أبريل القادم قد بلغ أمس 62.54 دولار أمريكي. وشهد سعر نفط عُمان الاثنين ارتفاعا بلغ 2.68 دولار أمريكي مقارنة بسعر الجمعة الماضي الذي بلغ 59.86 دولار أمريكي. وارتفعت أسعار النفط أمس لأعلى مستوياتها خلال 13 شهرًا ليصعد خام برنت 1.02 دولار وبما يعادل 1.6% إلى 63.45 دولار للبرميل، بعد أن بلغ أعلى مستوى خلال الجلسة 63.76 دولار وهو الأعلى منذ 22 يناير 2020. وربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.28 دولار، بما يعادل 2.2% إلى 60.75 دولار للبرميل، لتلامس 60.95 دولار وهو أعلى مستوياتها منذ 8 من يناير، وكانت أسعار النفط قد كسبت 5% الأسبوع الماضي. ويرى خبراء أن صعود الأسعار يظل مدفوعا بتنامي الآمال بأن تحفيزًا أمريكيًا وتخفيف إجراءات العزل العام سيعززان الاقتصاد والطلب على الوقود، وأن خام غرب تكساس ربما يتراجع بفعل جني الأرباح بعد أن بلغ مستوى 60 دولارًا، أيضا تخيم الظروف الجيوسياسية التي تحيط بالمنطقة خاصة أزمة اليمن على أسعار النفط وتدفعها للصعود من وقت لآخر كلما احتدمت تداعيات الأزمة. وصعدت أسعار النفط على مدى الأسابيع الأخيرة بعد أن شح الإمدادات، إضافة إلى تخفيضات الإنتاج التي تقوم بها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون حلفاء في مجموعة أوبك بلس. وقد انعكس ارتفاع أسعار النفط على أسواق الأسهم العالمية، فارتفعت أمس الأسهم الآسيوية إلى مستويات قياسية، وعزز من ذلك عمليات توزيع ناجحة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عالميا، مما حفز الآمال في تعاف اقتصادي سريع في ظل دعم مالي جديد من واشنطن. وقال محللون أمس: إن أسعار الخام قد تتجه إلى 70 دولارًا للبرميل في ظل معروض نقدي منخفض التكلفة مع تيسير مالي في أنحاء العالم وتوزيع سريع للقاحات وشح الإمدادات من أوبك بلس ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة. وكانت التوقعات والتحليلات قد أقرت ارتفاعا في أسعار النفط خلال الشهور القادمة ومنها توقعات بنك الاستثمار الأمريكي «غولدمان ساكس» الذي توقع أن تصعد أسعار النفط إلى 65 دولارًا للبرميل بحلول يوليو المقبل، وذلك في ظل شح إمدادات الخام في السوق وانتعاش بطيء للطلب على الخام. وقال البنك: إن بيانات أظهرت وجود عجز بلغ 2.3 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من عام 2020، على خلفية ارتفاع الطلب وتراجع الإمدادات من منتجين خارج مجموعة «أوبك بلس». وتوقع البنك عجزا مقداره 900 ألف برميل يوميا في النصف الأول من 2021، وهو مستوى أعلى من توقعاته السابقة عند 500 ألف برميل يوميا. وقال البنك: إن هذا قد يساعد في رفع خام القياس «برنت» إلى 65 دولارًا للبرميل بحلول يوليو المقبل. وتوقع البنك ارتفاع الطلب 5.3 مليون برميل يوميا في الأشهر الستة حتى يوليو المقبل، انخفاضا من 6.8 مليون برميل يوميا في توقعاته السابقة. وكانت المملكة العربية السعودية قد تعهدت بتنفيذ تخفيضات إضافية طوعية لإنتاج النفط في فبراير ومارس 2020، في حين اتفق أغلب أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاءها في إطار مجموعة «أوبك بلس» على الإبقاء على الإنتاج ثابتا. ويتوقع خبراء مختصون أن تبقى أسعار النفط في مستوى 55 إلى 60 دولارًا للبرميل لمدة عامين على الأقل. ويرى محللون أن ما يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع ليس ما ينتظر من اللقاحات، بل إجراءات أوبك بلس التي وضعت السوق في حالة عجز ولكن بشكل مستقر ومنظم. وكان الارتفاع السريع في سعر خام برنت متجاورا حد 60 دولارًا للبرميل في بداية عام 2021، قد فاق كل التوقعات. ويرى محللون في بنك أوف أمريكا أن كل شيء سيعتمد على قرار أوبك بلس في مارس القادم، لكن حتى إذا اتفقوا على زيادة الإمدادات بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا بداية من أبريل، فأن السوق ستظل تعاني من نقص المعروض، حيث إنه خلال الأيام الأيام القادمة لن يكون لأحد قدرات إضافية، باستثناء دول أوبك بلس لزيادة إنتاج النفط. ويعد عجز العرض المستمر على مدار العام، بمثابة خط الأساس للتنبؤات لدول أوبك بلس، وبحسب الاجتماع الوزاري لأوبك بلس في 3 فبراير الجاري، تتوقع الدول الأعضاء أن يتجاوز الطلب ما هو معروض حتى أثناء مواجهة زيادة إنتاج النفط خلال شهري أبريل ويونيو. ويتراوح نطاق العجز المتوقع بين 0.3 مليون برميل يوميًا إلى 1.1 مليون برميل يوميا في المتوسط ​​لهذا العام. ويرى الخبراء أن سوق النفط حاليا مدفوعة بالعجز الناجم عن إجراءات منتجي أوبك بلس وحمى المضاربين، ومع ذلك، يرى أن هذا ليس فقط تهديدًا للانتعاش السريع لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة ولكن أيضا بالنسبة لأوبك بلس ذاتها. من جانب آخر فإن شركات النفط الصخري الأمريكية ستحتاج إلى ما لا يقل عن 7 إلى 9 أشهر لتحقيق انتعاش مستدام في الإنتاج، على الرغم من إحياء عمليات الحفر في الولايات المتحدة، مع عدم وجود حاجة في المستقبل القريب لتوقع زيادة خطيرة في الإنتاج من الصخر الزيتي.