الـطـريـق إلـى مـسـنـدم

تكتسب محافظة مسندم خصوصية كبيرة لاعتبارات عدة ليس آخرها على سبيل المثال إنها تطل على أحد أهم المعابر المائية في العالم، وهو مضيق هرمز الذي تعبر منه النسبة الأكبر من طاقة العالم. وهو المضيق الذي يشكل هاجسًا أمنيًا ليس إقليميًا فقط، ولكن دوليًا لاعتبار أن كمية الطاقة التي تمر عبره تدخل ضمن الأمن القومي للكثير من دول العالم، ودول العالم العظمى بشكل خاص. وتولي القيادة الحكيمة في البلاد هذه المحافظة الكثير من الأهمية وتضعها ضمن أولوية مشاريعها التنموية. والمحافظة رغم التحديات الجغرافية التي تحيط بها إلا أنها حظيت كغيرها من محافظات السلطنة بتنمية كبيرة جعلت كل الخدمات الحديثة متوفرة فيها.

وكان من بين المشاريع التي ينتظرها أبناء محافظة مسندم وينتظرها الجميع الشارع الذي يربط ولاية دبا بولاية خصب مرورًا بليما، وهو شارع يمر بجبال وعرة شديدة التضاريس، وتكلفته المالية باهظة جدًا. وكان أمر تنفيذه في هذه الظروف الاقتصادية والمالية التي يمر بها العالم أمرًا صعبًا إلا أن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أعزّ الله سلطانه- أمر بالمضي قدمًا نحو تنفيذ المشروع. في دلالة واضحة على أن المشاريع التي من شأنها أن تذلل الصعاب أمام المواطنين لها الأولوية القصوى رغم التحديات.

وقبل أشهر وجه جلالته -حفظه الله- بتطوير ميناء الصيد في ولاية دبا بمبلغ 40 مليون ريال.

وفي الحقيقة إن هذه المشاريع ستخدم الحركة التنموية في المحافظة وتسهل حركة الاستثمار فيها التي كانت قد لقيت عنايةً كبيرةً من قبل الحكومة، حيث حصلت الاستثمارات السياحية في المحافظة على الكثير من الإعفاءات والاستثناءات التي شملت إعفاءات من الرسوم التحصيلية والرسوم الجمركية ومن الضرائب قبل وأثناء وبعد إنشاء أي مشروع سياحي يقع في المحافظة.

ومحافظة مسندم حباها الله بالكثير من المقومات السياحية التي تستحق أن تستغل على نحو استثماري يخرجها من الاجتهادات الفردية إلى الاستثمار المنظم. فالطبيعة الجيولوجية في المحافظة ساحرة، ويمكن استغلالها في إنشاء مشاريع سياحية عالمية ذات عائد كبير. والناظر لصور المحافظة الجوية يسهل عليه تشخيص نوعية الاستثمارات السياحية التي يمكن أن تنجح فيها. من بين تلك المشاريع الاستثمار في الفنادق والمنتجعات السياحية المتكاملة التي لها مواقع خيالية في المحافظة تجعلها تطل على المحيط وعلى الجزر الصغيرة في بحر عمان. كما يمكن الاستثمار في سياحة المغامرات البحرية أو الجبلية. ومعروف أن المحافظة جاذبة للسياحة الشتوية في وقت يبحث فيه سكان العالم الشمالي عن ناطق دافئة ولكن في الوقت نفسه مغرية لقضاء أيام عند حافة الخليج.