am17
am17
أعمدة

نوافذ :ماء .. الكورونا .. !

08 فبراير 2021
08 فبراير 2021

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

حاولت جاهدًا أن أفهم سببًا واحدًا يجعل كل المعنيين من 3 جهات يتغاضون عن ظاهرة الوافدين الذين يوجدون منذ صيف العام الماضي حتى يومنا، يبيعون الماء للمارة تحت جسور الخوض والموالح والعذيبة والغبرة والخوير، يقفون بجانب إشارات المرور معظم ساعات اليوم في المواقع الخمسة طالما أن إشارة المرور خضراء، ويتحركون بسرعة بين المركبات المتوقفة عندما تكون الإشارة حمراء ليصلوا إلى أغلب السيارات المتوقفة معظم ساعات اليوم..

وحتى أسهم في تنبيه بعض المعنيين في الجهات الثلاث المعنية بالأمر، رغم انتشار عناصرها وموظفيها ومراقبيها على مدار الساعة في هذه الأماكن، اتصلت هاتفيًا بأحد قياداتهم وأفادني أنهم غير مسؤولين عن هذه الظاهرة.

فتأكدت أن الجهتين الأخريين ستقولان الكلام نفسه، إذن، كان هذا موقف الجهة الأولى وهي الأهم فيهما وتُعنى بكل شاردة وواردة في الطريق.

لماذا هذه الظاهرة خطرة علينا؟

ليس لأننا ضد أي من البشر في البحث عن لقمة عيشه، سواء كان مواطنًا أو وافدًا، لكننا ضد من سمح لهم بالانتشار في هذه الأماكن، دون أي ترخيص، يعني أنهم فوق كل القوانين، والإجراءات التي تنفذها الدولة في ممارسة التجارة على الآخرين تحت اعتبار أنهم «مساكين»، ولأنهم غير مرخصين بذلك، وهنا وددت أن أنبه إلى أنهم لايقدمون الماء لأولئك المارة لوجه الله، بل بمقابل مادي.

وليس لأنه لا توجد في بعضهم رحمة بالمحتاجين والمعوزين إذا أردنا أن نصنفهم هكذا، وليس لأننا في زمن عادي ودولة ينعدم فيها النظام والانضباطية.. لا أبدا؛ لأن الغالبية من الناس تدرك أن وجودها يشكل خطرًا صحيًا عاليًا على كل واحد فينا، في زمن الكورونا الذي أصبح انتقاله إلى الآخر أسرع بمرات عن السابق، هذا الوافد قد يكون مصابا به دون أن تعلم أو يعلم، ومن ثم ينتقل الفيروس إليك يا من فتحت له نافذة سيارتك وناديت عليه، أو ضعفت عاطفتك تحت طائلة إلحاحه عندما وجدته يقف بجانبك، فأردت أن تساعده، لكنها قد تكون مساعدة الندامة وطريقك إلى «مغادرة» الحياة.

ثم كيف يمكن شراء زجاجات ماء لا نعلم مدى صلاحيتها!؟

يعني قد تكون تالفة بسبب تعرضها فترات لأشعة الشمس داخل علبها البلاستيكية، مما أدى إلى تحلل بعض عناصر مكونات البلاستيك في الماء مع مرور الوقت ليصبح غير صالح صحيًا.

كما أن هناك خطرًا ثالثًا وهو إرباك حركة السير في موقع التقاطعات، وقد تتعرض هذه القوى العاملة للدهس لتقع مشكلة أخرى، قد يسلمون منها مرة وعشر مرات، لكن الحضور الدائم لهم يرفع نسبة تعرضهم للخطر بشكل أكبر وقد تزهق روح أحدهم في غفلة من قبل أحد قائدي المركبات دون قصد.

بعضهم يا للأسف غير مدرك خطورة بائعي الماء في هذه المناطق ولا أعلم إن كان المعنيون في الجهات الثلاث لديهم علم أم لا بهذه الظاهرة، التي مضت عليها شهور أمام مرأى ومسمع منهم، ولا نزال ننتظر أن تتحرك قناعتهم بوجود خطر ما يحدق بنا دون مبرر.

وكأن من يملك التغيير من المسؤولين لا يدرك أن هناك فئات من أبناء هذا الوطن يسهرون الليل من أجل أن نقلل من عدد الإصابات التي تتزايد يوما بعد آخر، ونفرض ونطبق إجراءات احترازية عالية من أجل سلامة الجميع، ونتحسس كل صباح الأرقام الصادرة لعلها تكون أقل من أمسها لنبعث بعضا من الأمل في نفوسنا، وأن جهودنا تأتي أكُلها.

لكن السؤال كيف ستأتي أكُلها؟

ونحن نشرع أبواب الفوضى أمام جهود وزارة الصحة!!