2223
2223
ولايات

إنتاج 10 أطنان من البر العماني و10 أطنان من السكر الأحمر

05 فبراير 2021
05 فبراير 2021

إبراهيم الوردي نموذج رائع للشباب العماني الطموح -

بهلا ـ حاوره ـ أحمد بن ثابت المحروقي -

الشاب العماني إبراهيم بن أحمد بن يحيى الوردي من أبناء ولاية بهلا بمحافظة الداخلية ، شاب طموح شمر عن ساعدي الجد واستثمر وجود المزرعة لدى أسرته ، ولم تكن الوظيفة الحكومية أو العمل في القطاع الخاص ضمن اهتماماته وتفكيره بل كانت الزراعة هي هدفه وشغله الشاغل ، فقد تربى وسط مزرعة أبيه ونبش عن أسرار الزراعة وكرم الأرض التي تعطي من يعطيها ويهتم بها .

المزرعة تنتج يوميا نصف طن من الباذنجان وغيرها من المحاصيل -

عمان التقت بالشاب إبراهيم الوردي في مزرعته الكائنة في منطقة بقلات بولاية بهلا والذي أوضح في بداية حديثه : بأن الأرض بها الخير الكثير لمن يوليها الرعاية والاهتمام وهي تكرم من يكرمها وفيها الخير الوفير ، وأشار الوردي قائلا : توجهي بعد الدراسة لم يكن منذ البداية للبحث عن وظيفة حكومية أو وظيفة في القطاع الخاص طموحي أن أعمل في مزرعة آبائي وأجدادي فقد كان العمل المرجح في الزراعة لما فيه من إنتاجية ودخل اقتصادي جيد ، لا ننكر أن الزراعة كانت في المزرعة سابقا بدائية لكن وبحمد الله استطعت أن أدخل عليها تقنيات حديثة زادت من الإنتاجية واعتبرها مشروعا ناجحا ومهما في حياتي وأشجع الشباب للعمل في المجال الزراعي لما له من مردود اقتصادي جيد لمن لديهم الهمة والعزيمة بعيدا عن روتين العمل الممل والمقيد بساعات محددة ، وعن برنامجه اليومي يقول الوردي بأن برنامجه اليومي يبدأ في الصباح الباكر بتناول إفطاره وسط المزرعة يستنشق الهواء العليل الذي يترطب بقطرات الندى التي تكتسي بها أوراق الأشجار بعدها يقوم بتوزيع المهام مع معاونيه من العمال في المزرعة للقيام بأعمال الري و الإشراف على الزراعة الموسمية لزراعة القمح وقصب السكر والثوم والبصل والدنجو وفق برنامج يتغير مع تغير المواسم الزراعية ونوعية المحاصيل التي يتم زراعتها ومراحل الحصاد لهذه المحاصيل .

منذ الطفولة

يقول إبراهيم الوردي : عشقت العمل في المزرعة منذ الطفولة حيث ترعرعت وسط هذه المزرعة فالعمل والهواية في المزرعة منذ أن كنا أطفالا حيث إن بيئتنا كانت في مزرعة وبدأنا مع جدي في الزراعة وبعد من إنهاء دراستي قبل 10 أعوام وجدت المزرعة هي ملاذي الذي ارتاح فيها وأجد بها شغفي لممارسة هواية الزراعة وتطبيق كل ما هو جديد وحديث والسعي نحو التطوير بها ، وهي حرفة أجد فيها شخصيتي وبحمد الله طورت ما فيها ، حيث بدأنا فيها بإدخال آلات جديدة وأنظمة ري حديثة ومزروعات جديدة، كما قمنا بزراعة المساحات الكبيرة وركزنا على المزروعات الموسمية والمزروعات ذات الجدوى الاقتصادية ، واعتبر الزراعة هوايتي المفضلة ولقد أصبحت مهنتي وحرفتي التي تعد مصدر دخل لي ولأسرتي والحمد لله .

منتوجات ذات مردود اقتصادي

إبراهيم الوردي بمزرعته البالغ مساحتها 20 فدانا قال : بأنه ينتج العديد من المحاصيل الزراعية وبكميات وافره تساهم في توفير الامن الغذائي ومن أهم الزراعات لديه زراعة القمح حيث أشار في حديثه قائلا : إنتاج القمح بالمزرعة ولله الحمد وفير حيث من المتوقع هذا العام أن ننتج من المزرعة أكثر من 10 أطنان من القمح (البر العماني) ولدينا أصناف جديدة محسنة للقمح تم استلامها من دائرة الثروة الزراعية والحيوانية منها صنف (226-227 -228-229-230) وأيضا صنف 110 وتمتاز الأصناف بإنتاجيتها العالية والغزيرة ، كما أنني أنتج من الثوم العماني أكثر من 4 أطنان سنويا وننتج الدنجو (الحمص العماني) ما يزيد على طن ويصل إنتاج السكر الأحمر العماني ما يربو على 10 أطنان ، كما ننتج الحلبة العمانية ومختلف الخضار حيث نقوم بزراعة الخضرات كالباذنجان والباميا والفلفل والطمام بكميات كبيرة نزود بها السوق المحلي ، ويصل إنتاج الباذنجان اليومي أكثر من نصف طن نزود به السوق المحلي يوميا . وأما في قسم الشتلات فقمنا بزراعة مختلف الحمضيات حيث بدأ قسم الحمضيات عام 2014 بزراعة 60 شتلة بدعم من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وينتج الحقل سنويا ما يزيد عن طن من الليمون ونصف طن من البرتقال المحلي وغيرها من الحمضيات.

التقانة الحديثة

وأوضح إبراهيم الوردي قائلا : بأن التقنيات الحديثة تم إدخالها بالمزرعة وبحكم اطلاعنا على المواقع العالمية وفي شبكات التواصل الاجتماعي أدخلنا الري الحديثة بنسبة 90% في أشجار النخيل وفي شتلات الليمون وزراعة القمح وتم التخلص من المراحل القديمة التي كانت تعتمد على الري التقليدي واتجهنا الى التطوير فقبل زراعة أي محصول لا بد من البحث جيدا والاطلاع على خبرات سابقة ومتابعة مدونين لهم باع في هذا المجال لاختصار الوقت والاستفادة من التجارب والإلمام بكل التفاصيل ، كما نقوم بالبحث عن الآفات التي تصيب بعض المحاصيل ولدينا مجموعات بها مهندسون متخصصون ونطرح المشكلة ونجد الحلول ، أما بالنسبة للمعدات الزراعية سيتم دعمنا هذا العام بآلة لحصاد القمح ، ونبحث عن آلية لحصاد السكر قصب السكر حيث لاتزال الطريقة التقليدية في عملية الزراعة والحصاد لهذا المحصول ، أما عن استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة فقد أوضح الوردي بأنه قلل استخدامها حيث تم إدخال الأسمدة العضوية من مزارع مزون للاسماد فلديهم سماد عضوي ، كما نستخدم أسمدة الدواجن والبقر والغنم رغم تكلفتها العالية إلا أنها جنبتنا استخدام المبيدات الحشرية والاسمدة الكيماوية ، وزادت من الإنتاجية وحافظت على التربة من تأثيرات تلك الأسمدة .

تسويق المنتجات

وعن طريقة تسويقه للمنتجات الزراعية قال إبراهيم الوردي : يتم التسويق لهذه المنتجات بطريقة شخصية فالمنتجات الموسمية يتم تسويقها بسهولة خاصة منتوجات السكر الأحمر والقمح، أما الخضار فيتم تسويقها عن طريق محلات بيع الخضار والفواكه بالولاية وأسواق ولايتي بهلا ونزوى والمحلات ، ولا ننكر تأثر التسويق مؤخرا بسبب الجائحة لانتشار فيروس كرونا فعندما يكون هناك سوق حيوي فإنك تستطيع تسويق هذه المنتجات وبها جدوى اقتصادية جيدة لذا فإن التسويق مهم جدا ، ونناشد الجهات المعنية بإيجاد حلول لعملية التسويق حيث تم مناقشة ذلك مع الجهات المعنية على أمل عودة مراكز التسويق الزراعي التي تستلم المنتجات من المزارعين مما يشجعنا على زيادة المنتج ، وتغذية جميع ولايات السلطنة بمختلف المنتوجات الزراعية ولذلك دور كبير في إنجاح المزارع والاستمرار في حرفة الزراعة وباعتبارها مصدر دخل وذا مردود اقتصادي جيد ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي.

الإرشاد والتوجيه

أشاد المزارع إبراهيم الوردي بدور دائرة التنمية الزراعية بالولاية ومتابعتها المستمرة وزيارتها المتواصلة للمزراع، وقال : بأن المختصين بالدائرة وهم من قام بحثنا على زراعة أصناف القمح المختلفة وتم تقديم الدعم اللازم من التقاوي والبذور واختيار الأصناف الجديدة التي تزرع للمرة الأولى في السلطنة ، كما نشيد بدورهم في الإشراف على زراعة المحاصيل منذ استصلاح الأرض والزراعة وعملية الحصاد .

نقلة نوعية

وفي ختام حديثه (لـ$) قال الوردي : أشكر صحيفة عمان لإتاحتها هذه الفرصة العظيمة للتحدث ومشاركتها في تشجيع الشباب العماني ، ونعدكم بأننا بإذن الله ساعون للتطوير وعمل نقلة نوعية من الزراعة التقليدية الى الزراعة الحديثة و إدخال زراعات جديدة وإدخال البيوت المحمية بشكل مختلف واستخدام الزراعة المائية وزراعة الطوابق لتقليل المساحات وتقليل التكلفة مع الانتاجية العالية ، وأناشد الجهات المعنية لتحقيق حلمي بالحصول على أرض زراعية بمساحة كبيرة عن طريق الانتفاع وسأعمل جهدي بها على إدخال تقنيات حديثة بها والتوسع بالزراعة فيها بشكل أكبر للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي .