1580235_228
1580235_228
العرب والعالم

الحرب ترفع نسبة أمية اليمنيين إلى 65%

29 يناير 2021
29 يناير 2021

صنعاء - "عمان" - جمال مجاهد: -

تسبّبت الحرب التي اندلعت أواخر مارس عام 2015 في ارتفاع نسبة الأمية في اليمن من 45% إلى 65%، بما يحمله من آثار سلبية وتداعيات اجتماعية واقتصادية على المجتمع في بلد يصنّف ضمن الأفقر في العالم. وأرجع رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار (التابع لوزارة التربية والتعليم) فؤاد الشامي هذا الارتفاع إلى استمرار الحرب والحظر الجوي والبري والبحري للعام السادس على التوالي، والاستهداف المباشر والممنهج للعملية التعليمية وبنيتها التحتية، وهو ما أدّى إلى تدمير آلاف المدارس ونزوح آلاف الأسر وتردّي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر. ويوضّح في تقرير حديث- اطّلعت عليه "عمان"- أن كل تلك العوامل أسهمت في ارتفاع نسبة التسرّب من المدارس وعمالة الأطفال نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر ما أجبرها على الدفع بأبنائها إلى سوق العمل. ويحذّر الشامي من مخاطر ارتفاع نسبة الأمية على مستقبل اليمن وانعكاساتها السلبية في عرقلة عجلة التنمية في ظل ضعف الوعي بخطورتها والقضاء عليها. ويشدّد على أهمية تضافر وحشد الجهود الرسمية والشعبية للإسهام الفاعل في الحد من الأمية، ودعم وتشجيع المبادرات الطوعية وصولاً للقضاء على الأمية وتحقيق التنمية المستدامة. ويشير الشامي إلى جهود الجهاز الحثيثة لرفع نسبة الدارسين خلال هذا العام إلى 350 ألف طالب وطالبة رغم شحّة الإمكانيات، مبيّناً أن الخطط تسعى للوصول إلى مليون طالب وطالبة بحلول العام 2023. ويرى أن أبرز التحديات والصعاب التي تواجه الجهاز تتمثّل في "شحّة الموارد والإمكانات نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اليمن جرّاء استمرار الحرب والحصار، وكذلك التشتّت السكاني حيث يوجد في اليمن ما يقارب 100 ألف تجمّع سكاني، ما يعيق التوسّع في برامج محو الأمية". وتكشف الإحصاءات الرسمية أن الغارات الجوية التي نفّذتها مقاتلات التحالف العربي والقتال البرّي بين القوات الحكومية وقوات "أنصار الله"، أدّت إلى تدمير 1099 مدرسة ومركز تعليمي. وارتفع عدد الطلبة بمراكز محو الأمية لمرحلتي الأساس والمتابعة خلال العام الدراسي 2019- 2020 إلى 209701 طالب وطالبة منهم 10624 متدرّبة في مراكز التدريب النسوية، مقارنة بـ 146202 طالب وطالبة في العام 2014- 2015، منهم 7161 متدرّبة في مراكز التدريب النسوية. كما ارتفعت الفصول الدراسية لمرحلتي الأساس والمتابعة من 5714 فصلاً دراسياً في 2014- 2015 إلى 10231 فصلاً دراسياً خلال العام 2019- 2020، إذ تم أخيراً افتتاح 180 فصلاً دراسياً جديداً بأمانة العاصمة (صنعاء) وعدد من المحافظات. وتسبّبت الانتهاكات المتزايدة لأطراف النزاع في إلحاق أضرار فادحة بالمدارس والمرافق التعليمة في العام الماضي، إذ تم توثيق ما لا يقل عن 76 واقعة اعتداء على مدارس أو استخدامها لأغراض عسكرية.