565665
565665
الملف السياسي

ما وراء مظاهرات مزارعي الهند

28 يناير 2021
28 يناير 2021

يعتصم مزارعون هنود منذ أشهر في خيام على أطراف نيودلهي احتجاجا على إصلاحات تطال قطاعهم، وقد عاث آلاف منهم خرابا في العاصمة في تصعيد كبير للأزمة بينهم وبين الحكومة. ما القوانين وأسباب الخلاف حولها والخيارات المطروحة أمام رئيس الحكومة ناريندرا مودي في أصعب تحد له منذ توليه السلطة عام 2014؟

- ما وضع قطاع الزراعة في الهند؟

قطاع الزراعة في الهند كبير ويعاني من مشكلات. فهو مورد الرزق لقرابة 70% من السكان البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة، ويمثل نحو 15% من الاقتصاد البالغ حجمه 2,7 تريليون دولار.

و«الثورة الخضراء» التي اندلعت في السبعينيات حولت الهند من بلد يعاني من نقص متكرر في المواد الغذائية إلى بلد لديه فائض، بل من كبار المصدّرين. ولكن منذ العقود القليلة الماضية، لم تسجل مداخيل المزارع تقدما يذكر وبات القطاع بحاجة ماسة للاستثمار والتحديث.

وأكثر من 85% من المزارعين يملكون أقل من هكتارين من الأرض، وأقل من واحد بين مائة مزارع يملك أكثر من 10 هكتارات، بحسب مسح لوزارة الزراعة في 2015-2016.

- ما وعود مودي؟

كثيرا ما قدمت الحكومات الهندية وعودا كبيرة للمزارعين، فهم خزان أصوات مهم في الانتخابات. وتعهد مودي بزيادة عائداتهم بمقدار الضعف بحلول 2022.

وفي سبتمبر أقر البرلمان ثلاثة قوانين تسمح للمزارعين بالبيع لأي مشتر يختارونه، وليس لسماسرة مقابل عمولة في أسواق تسيطر عليها الحكومة. وأنشأت تلك الأسواق في الخمسينيات الماضية لوقف استغلال المزارعين ودفع سعر دعم أدنى لبعض المنتجات.

وأدى هذا النظام لقيام المزارعين أحيانا بزراعة محاصيل لا تتوافق مع الظروف المناخية المحلية، مثل عطش الأرز في البنجاب، كما يمكن أن يمثل أرضا خصبة للفساد.

لكن العديد من المزارعين يعتبرون سعر دعم أدنى كشبكة أمان حيوية، ويخشون من عدم تمكنهم من التنافس مع مزارع كبيرة ومن الحصول على أسعار متدنية من شركات كبرى.

- ماذا يمكن لمودي القيام به؟

أثار مودي انتقادات غاضبة من قبل، ككارثة سحب أوراق نقدية من التداول في 2016 مثلا، لكن شعبيته لم تتزعزع وأعيد انتخابه بعدما حقق فوزا ساحقا في 2019.

ومنذ أواخر 2019، خرجت تظاهرات على مدى أشهر احتجاجا على قانون للجنسية مثير للجدل تسبب بأعمال شغب طائفية في نيودلهي في فبراير 2020 قضى فيها أكثر من 50 شخصا.

وتصوير المزارعين على أنهم «مناهضون للقومية» كما حصل في تظاهرات 2019، يمكن أن تكون له ردود فعل عكسية كونهم يحظون بدعم واسع بين الهنود. وتجاهل مطالبهم يتعارض أيضا مع الصورة التي رسمها مودي لنفسه على أنه نصير الفقراء.

- ماذا عن المزارعين؟

يواجه مودي خصما قويا يتمثل بالمزارعين الذين يقيمون في خيام على أطراف نيودلهي منذ أواخر نوفمبر من العام الماضي، رغم ليالي الشتاء الباردة.

وقد أسسوا مدارس لأبنائهم وصحيفة خاصة بهم وفرق لشبكات التواصل الاجتماعي وخدمات طبية، بل حتى ماكينات تدليك للأرجل المتعبة. لكن أعمال الشغب فاجأت نقابات المزارعين التي كانت قد وعدت الشرطة بأن تلتزم التظاهرات بقوافل الجرارات بالطرق المتفق عليها، وقد نأت بنفسها عن أعمال العنف.

وقال المحلل السياسي بارسا فينكاتشوار راو ومقره نيودلهي «في الوقت الحاضر تضرر المزارعون بسبب الأحداث التي وقعت أمس»، وأضاف «الحكومة قد ترغب في الاستفادة من الوضع والرد على المزارعين بطريقة أو بأخرى. وفي ما يتعلق بالرأي العام فقد أضرت أعمال العنف بقضيتهم».

(أ ف ب)