oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد

20 يناير 2021
20 يناير 2021

نصبت الولايات المتحدة أمس رئيسها الجديد جو بايدن معلنة عن نهاية ولاية دونالد ترامب بعد أربع سنوات كانت حافلة بالكثير من الأحداث المثيرة، التي يختلف المراقبون والمحللون والسياسيون حول تقييمها، إلا أنها تظل واحدة من أكثر لحظات التاريخ الأمريكي المكتنزة بالإثارة والأحداث السريعة والساخنة.

لقد وصل ترامب إلى سدة الحكم بعد أن أقصى منافسته هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي في عام 2016، التي كان من الممكن أن تكون أول سيدة تصل لرئاسة الولايات المتحدة، ومن ثم دخل في فترة حكمه التي عمل خلالها على تشكيل خطاب أخذ في ظاهره طابع الاحتفاء بالمواطن الأمريكي وعظمة أمريكا، في الوقت الذي جاءت فيه خطوات الرئيس المنتهية ولايته في بعض جوانبها مثيرة للاستغراب على المستوى الداخلي والخارجي، كانسحابه من منظمات واتفاقيات وإدارة العلاقة المتأزمة تجاريا مع الصين وملف الاتفاق النووي الإيراني الذي نكص عنه، كذلك لقاءاته مع زعيم كوريا الشمالية التي لم تصل لنتائج نهائية.

من المعلوم للجميع حجم التأثير الأمريكي على العالم سواء في الجانب السياسي بشكل مباشر أو الجوانب الاقتصادية والثقافية والمعرفية الخ، حيث يشكل ذلك البلد محور صناعة السياسات الدولية، وحيث توجد مدينة نيويورك التي تحتوي المنظمة الأممية الأهم في العالم، الأمم المتحدة، وحيث الشركات التقنية والرقمية الهائلة التي تشكل نسق العالم الأكثر حداثة.

هذا التأثير المدرك جعل الكل يتابع الانتخابات الأمريكية الأخيرة بشغف شديد وتلهف لمعرفة النتائج، كذلك كانت الإثارة تأخذ طابعا واضحا في مجمل المشهد، إلى أن وصلت الرحلة إلى مطافها الأخير بفوز مؤكد لبايدن مرشح الحزب الديمقراطي الذي استطاع أن ينهي حلم ترامب بالولاية الثانية، بعكس الصورة المعتادة في أن أغلب الرؤساء يظلون لدورتين متتاليتين.

لابد أن للشعب الأمريكي في المقام الأول تصوره الذاتي وتقييمه للأمور والأوضاع في بلاده، باعتبار أن العملية الديمقراطية هي التي تحدد في الخلاصة من سيحكم البلد لأربع سنوات مقبلة، ومن خلال الاعتبارات الأمريكية والاستقبال العالمي للنتيجة، فإن الولايات المتحدة تدخل الآن مرحلة جديدة ستكون محملة بالملفات التي تنتظر الرئيس الجديد.

ثمة العديد من الأحداث المؤثرة على الفترة المقبلة من تداعيات جائحة كورونا التي لم تنته بعد ولا زالت تؤثر على المشهد العالمي.. الاقتصادي خصوصا والأبعاد الإنسانية عامة..

أيضا سوف تبرز قضايا متقاطعة مع الملف الاقتصادي في مرحلة ما بعد البريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كذلك وضعية الولايات المتحدة في قضايا تتعلق بالمنطقة تحديدا كالقضية الفلسطينية والوصول إلى حل عادل يضمن السلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني الذي تعطل أمريكيا، كما يجب الإشارة إلى ملف الطاقة والنفط بالتحديد الذي تأثرت وضعيته كثيرا في السنوات الأخيرة في الأسواق العالمية، وهناك علاقة الصين وأمريكا وغيرها من الملفات والمسائل المثقلة.

لا شك أن ثمة سنوات أربع قادمة ستكون فيها الكثير من الأحداث التي قد تأتي وفق التوقعات أو تخالفها، في ظل مسؤوليات الرئيس الجديد.