1574591_228
1574591_228
العرب والعالم

د. زاهر اليوسفي: الحل السياسي مجمد، والعمليات العسكرية قد تعود، والوساطة الروسية مستمرة

18 يناير 2021
18 يناير 2021

ترقب وانتظار يسود المشهد العام في سوريا -

دمشق – عُمان – بسام جميدة: يسود الترقب والانتظار المشهد العام في سوريا على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، ففي ظل الجمود الذي يخيم على العملية السياسية والحل الذي يرتقبه السوريون لتصبح البلاد في حالة الهدوء والاستقرار، تعود العمليات الحربية التي توقفت لأشهر على مختلف الجبهات، بشكل متقطع على شكل مناوشات وهجمات متفرقة غادرة من قبل المجموعات المسلحة خصوصا على امتداد البادية السورية نجم عنها خسائر في صفوف أفراد الجيش السوري، وتطلب على اثرها الرد المباشر ودك مصادر النيران، وما بين العمليتين السياسية والعسكرية، يرضخ المواطن السوري تحت ظل حصار اقتصادي مقيت فرضته عليه ظروف الحرب والولايات المتحدة تحت غطاء قانون قيصر، فأصبحت حياته جحيما لا يطاق بسبب الغلاء الفاحش ومتطلبات المعيشة والدخل الشهري المتردي الذي لا يؤمن له كفاف عشرة أيام من الشهر، انعكس سلبا على الحياة الاجتماعية التي باتت هي الأخرى ما بين مد وجزر حتى ضمن أفراد العائلة الواحدة، بسبب العجز وقلة الحيلة في تأمين المتطلبات اليومية من خبز وغذاء ودواء ونقص في الكهرباء والمحروقات ووسائل التدفئة وبرد قارس لا يرحم. ومن اجل قراءة المشهد السوري في ظل الأوضاع الحالية والتطورات المقبلة حربيا وسياسيا.. وآفاق الحل المقبل التقت "عُمان" بالدكتور زاهر اليوسفي عضو سابق في مجلس الشعب الذي قال، أن الوضع الاقتصادي اليوم موضع اهتمام الجميع، لأن الحالة المعيشية وصلت إلى الحد اللامعقول، ولم يعد بمقدور المواطن السوري الموازنة بين دخله ومتطلبات معيشته، والحكومة تبذل أقصى، ولكن يبدو أن الحصار الجائر أقوى من جهودها بالرغم من الوعود بتحسن الأوضاع قريبا. أما الحل السياسي فيبد وأنه مجمد حاليا بالرغم من الاجتماعات واللقاءات والتصريحات الكثيرة لجميع الأطراف، ويبدو أن الجميع ينتظر استلام القيادة الجديدة في الولايات المتحدة التي ربما يكون لها رأي مخالف للإدارة السابقة، وفيما يخص الوضع العسكري حاليا لا يزال على حاله، لاقتراب الاستحقاق الرئاسي في يوليو المقبل، ومع زيادة الاعتداءات من قبل المسلحين في الشمال والاغتيالات في الجنوب، وعودة النشاط الداعشي في البادية، فباعتقادي أننا سنرى في المستقبل القريب عودة النشاط إلى العمليات العسكرية للقضاء على ما تبقى من البؤر الإرهابية، وقد بدأت بالفعل عمليات تمشيط للبادية من قبل الجيش السوري وبدعم جوي من الحلفاء للقضاء على بؤر داعش التي عادت مؤخرا للعمل. وحول الوضع في شرق الفرات الذي تهيمن عليه الفصائل الكردية "قسد" يقول اليوسفي، شرق الفرات بين فكي كماشة، الانفصاليين الأكراد "قسد" المدعومة من القوات الامريكية، ومجموعات مسلحة معارضة اخرى مدعومة من تركيا، وفي ظل الوساطة الروسية المستمرة بين الدولة السورية و"قسد" أرى أن المشهد سيتغير في المستقبل القريب خاصة إذا قررت الإدارة الأمريكية الجديدة سحب قواتها من المنطقة والتخلي عن الأكراد الذين طالما تخلى عنهم داعموهم سابقا في الوقت المستقطع وتركوهم في مهب، أما القوات التركية فأرى أنها ستنسحب فور دخول الجيش السوري إلى هناك والاطمئنان من "الخطر الكردي" المزعوم. وحول موقف الحلفاء روسيا وايران والبقية مع سوريا يقول اليوسفي، باختصار أن موقف الحلفاء دائما يعكس المصلحة الخاصة للحليف التي تتقدم على مصلحتنا الوطنية مع تقديري للدعم الذي يقدمه الحلفاء.