salem
salem
أعمدة

نوافذ :عام يختزل الأمل

11 يناير 2021
11 يناير 2021

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

مضى عام من النهضة المتجددة ومازلنا نشعر بآلام فراق السلطان الخالد، الذي مضت ذكرى رحيله ببعض من الألم من وجْدِ فراقه، إلا أن الرجاء فيمن أوصى به سلطانا يخلفه وعلى مسيرته ونهجه ماضيا في نهضة متجددة.

اليوم نعيش سنوات النهضة المتجددة التي تكمل ما قبلها، تكمل نصف قرن من الجد والاجتهاد والعمل المتواصل، من أجل عمان التي تحدت الصعاب في مسارات التنمية، واستطاعت أن تتفوق في ميادينها وأن تجعل منها دولة متكاملة التنمية، امتدت في السهول والهضاب والأودية والجبال وفي الساحل والداخل.

وبسلطانها هيثم تواصل مسيرة العطاء بروح وثابة جلية عبر خططها التنموية الأخرى التي تمتد إلى عام ٢٠٤٠ م، في مرحلة يراد لها أن تكون أشمل من سابقتها تحقق قفزة عصرية متنوعة، تستطيع أن تعتمد على ذاتها ومواردها المتعددة ويمكنها أن تكون أكثر قدرة على اكتشاف نفسها من خلال تعدد مصادرها لتبني مشاريعها التي ستسهم في عطاء أكبر وإنتاج أوفر وإضافة تصنع فارقا في المسيرة.

عام مضى يفصل بين مرحلتين؛ الأولى انتهت عند رحيل السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ، وعام بدأ منذ اليوم الأول لتولي جلالة السلطان هيثم لمقاليد الحكم في البلاد صباح يوم الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠، ليكون عام التحضير لانطلاق العمل الفعلي لرؤية عمان ٢٠٤٠، وخلالها حددت مسارات العمل في شتى المناحي والتي أكد جلالة السلطان عليها في خطاباته الثلاثة التي ألقاها في المناسبات الثلاث..

مع بداية العام الحالي دشنا فعليا رؤية عمان التي يراد لها أن تحقق مقاصدها خلال الأربعين عاما المقبلة، عبر مراحل زمنية خمسية، تشبه إلى حد بعيد تلك الخطة الخمسية الأولى التي انطلقت في مطلع عام ١٩٧٦م. والتي أسست لعمان الدولة والكيان، لكن الوقت يختلف وطبيعة الحياة تغيرت على مستوى الفرد، فما بالك على مستوى المجتمع بين ذينِك الزمنين، لذلك فإن الحاجة إلى تنفيذ مضامينها ضرورة ومراجعتها وتقييمها من الأولويات، حتى نستطيع أن نحدد ماذا تحقق من كل خطة خمسية مقبلة. المرحلة المقبلة مهمة في مسيرة السلطنة وتكمن أهميتها في أنها تواجه تحديات جسام، لابد من تطويعها وترويضها في الوقت ذاته، وعهدي أن العمانيين يعشقون الصعاب، فكما كانوا في العهود الغابرة أمة مؤثرة في العالم مساهمة في صناعة الحضارة الإنسانية، فإنهم قادرون على تكرار ذلك في العصر الراهن، وقادرون على قيادة نهضة أخرى تحت قيادة سلطان البلاد الذي يراهن على هممهم وإمكانياتهم، التي يراها قادرة على ترجمة أحلامنا إلى واقع، فالمرحلة المقبلة لا تقبل إلا النجاح والتفوق فقط.