oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التنمية المستدامة .. و 4 محاور تكاملية في الخطة الخمسية العاشرة

03 يناير 2021
03 يناير 2021

تأتي الخطة الخمسية العاشرة التي تستمر من العام الجاري إلى 2025 لتدشن مرحلة جديدة من مراحل التنمية العمانية الشاملة والمستدامة، وفق الأهداف الوطنية التي تمت صياغتها في المشروع العماني عبر مسار النماء المتصل على مدار عقود، الذي رسخت له الجوانب العملية والأداء المرحلي بالتكيف مع ظروف كل فترة، باعتبار أن خصائص التنمية وحاجياتها وتطبيقاتها لا بد أنها حتى لو ظلت تقوم على أسس ثابتة إلا أنها ذات تغير بناء على المستجدات التي تطرحها كل مرحلة جديدة.

أيضًا فإن صياغة الخطة الجديدة، العاشرة، تأخذ من صلب الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» باعتبار أنها تؤسس للبناء والمرتكز لعقدين مقبلين في النهضة العمانية المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - حيث الاعتماد الكبير على الإنسان والطاقات البشرية في تحريك مجمل قطاعات الحياة والإنتاج، في سبيل رسم المستقبل المشرق للأجيال الصاعدة وتهيئة الدرب لقيام حراك تنموي يتمتع بسمات حديثة تتقاطع مع متطلبات الحداثة والعولمة والآليات العصرية المستجدة من أدوات التقانة والذكاء الاصطناعي وغيرها.

لقد سبق البدءَ في تنفيذ هذه الخطة عمل كبير وجبار في العام الماضي تمت من خلاله إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة ومأسسة العديد من القطاعات والعمل على تسريع برامج التنويع الاقتصادي وترشيد الموارد المالية، كذلك الاستفادة من الظروف التي وضعت فيها الجائحة الصحية كل دول العالم لتتم إعادة التفكير في الكثير من مركبات الحياة الحديثة وأنماط وطرق الإنتاج والتعلم والتفاعل البشري، حيث ينعكس ذلك على خطوات البناء الاقتصادي والمعرفي والحياة عامة.

ثمة محاور مدركة للخطة الخمسية هي أربعة مرتكزات أساسية: المجتمع والإنسان والإبداع «مجتمع إنسانه مبدع»، والمحور الثاني يتعلق بالاقتصاد والبيئة التنافسية «اقتصاد بيئته تنافسية»، والمحور الثالث البيئة والموارد «بيئة مواردها مستدامة»، أما المرتكز الرابع فهو «دولة أجهزتها مسؤولة» يركز على التشريع والقضاء والحوكمة.

كل هذه المحاور تتلاقى وتعمل في إطار تشابكي بحيث لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، بحيث تقود معًا إلى صناعة المستقبل المرتجى، الذي يتكاتف عليه الجميع بالعمل المستمر والإصرار على تجاوز التحديات والسير باتجاه طريق النهضة المتجددة.

لا بد من الإشارة في ظل هذه الأهداف والمرتكزات إلى الشباب ودورهم كشريحة حيوية في عملية التنمية الشاملة المنشودة في ظل المضي في تحقيق الأهداف التنموية في الخطة الخمسية العاشرة ومجمل تصور الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، فالشباب والمرأة كذلك، هما مساهمان أساسيان في جوهر عملية البناء المستدام والتطوير المستمر لأجل الحياة الأفضل في المرحلة الحالية والمستقبلية.