1565751
1565751
العرب والعالم

الحكومة الألمانية منقسمة حول تجهيز الجيش بطائرات «مسيرة مسلحة»

01 يناير 2021
01 يناير 2021

برلين-(أ ف ب) - هل ينبغي تجهيز الجيش الألماني بطائرات مسيّرة قاتلة ؟ مسألة ينقسم حولها الائتلاف الحاكم برئاسة أنجيلا ميركل قبل أقل من عام من الانتخابات، مثيرة استياء الحلف الأطلسي. طرحت المسألة في بادئ الأمر مع توقيع عقد في 2018 مع شركة آي إيه آي الإسرائيلية لاستئجار خمس طائرات بدون طيار من طراز «هيرون تي بي»، في حين أن اتفاق الائتلاف الذي تم بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي (محافظ) والحزب الاشتراكي الديمقراطي ينص على طرح المسألة للتصويت في البرلمان قبل أي تسليح محتمل لهذه الطائرات المسيرة.

ولم تستخدم ألمانيا حتى الآن سوى طائرات استطلاع مسيرة في مالي وأفغانستان. ويحظى تسليح هذه الطائرات بدون طيار بتأييد المحافظين وقسم من الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين واليمين المتطرف، في حين يعارضه الخضر واليسار المتطرف والجناح اليساري من الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وشهدت القضية تطورا ملفتا في 15 ديسمبر حين عارض أحد قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي نوربرت فالتر بوريانس وزعيم كتلة الحزب رولف موتزينيش تسليح الطائرات المسيرة الإسرائيلية.

«القتل بواسطة عصا تحكم»

وتم إرجاء تصويت مرتقب في مجلس النواب حول الموضوع حتى إشعار آخر وجمد مشروع قانون ينص على تخصيص 25 مليون يورو قدمه وزير المالية أولاف شولتز، مرشح الاشتراكيين الديمقراطيين للمستشارية.

وأوضح فالتر بوريانس أن «الحدود بين الدفاع عن حياة جنودنا والقتل بواسطة عصا تحكم رقيقة جدا».

غير أن مدير مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن فولفغانغ إيشينغر نقض هذا التبرير قائلا «ما الذي يفعله طيار (طائرة مطاردة) غير القتل بواسطة عصا تحكم، بالضغط على زر عن مسافة 50 كيلومترا من دون أن يرى الهدف، وإطلاق صاروخ جو أرض؟» من جهته، يدعو موتزينيش إلى إقامة نقاش أخلاقي واسع النطاق لا يقتصر على أوساط المعنيين في هذا المجال، حول هذا «القتل الآلي التنفيذ» الذي يعارضه «نصف الألمان» على حد قوله.

وأوضح «يزعجني أن يقتصر الرأي عمليا على العسكريين وقادة الجيش والدفاع، من دون أن يشمل مرة أطباء أو ممثلين عن الكنيسة».

وترافق الجدل حول النص مع توتر داخل الائتلاف الحاكم حول المسائل العسكرية. وتشكل مهمة البعثات العسكرية الألمانية موضوعا في غاية الحساسية نظرا إلى مسؤولية البلد في الحرب العالمية الثانية.

وتثير هذه العرقلة انتقادات حتى داخل صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأدت إلى استقالة الناطق باسم الحزب للمسائل الدفاعية فريتز فيلغناروي غداة الفيتو الذي فرضه حزبه.

أما المحافظون، فيبدون استياء شديدا متّهمين شركاءهم في الائتلاف المتراجعين في استطلاعات الرأي، بالانحراف يسارا «لإيجاد شركاء جدد يشكلون معهم تحالفا» انتخابيا مثل دعاة حماية البيئة، على حدّ قول خبير المسائل الدفاعية في الاتحاد المسيحي الديمقراطي هينينغ أوته.

«جبن»

ووصل الأمر بوزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارنباور المؤيدة بشدة لتسليح الطائرات بدون طيار، إلى حد اتهام الاشتراكيين الديمقراطيين بـ«الجبن».

وقالت الوزيرة التي اعتبرت لفترة الخليفة الطبيعية لميركل التي تتخلى عن رئاسة الاتحاد المسيحي الديمقراطي في يناير «وضعنا مبادئ عملانية تنص على أنه لا يمكن للجيش الألماني استخدام الطائرات المسيرة المسلحة إلا بشكل دفاعي، أي لحماية عناصره».

ودخل الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ على خط الجدل حول تسليح الطائرات المسيرة، وهو ما سبقته إليه العديد من الدول الموقعة للمعاهدة مثل فرنسا وتركيا.