Untitled-2
Untitled-2
الثقافة

أنفرد بمنتجات سعفية نوعية تمزج بين الماضي والحاضر

31 ديسمبر 2020
31 ديسمبر 2020

الحرفي محمد بني عرابة:-

كتبت - سارة الجراح -

الحرف التقليدية اليدوية من الحرف التي أولتها الحكومة اهتمامًا كبيرًا، وتعتبر السلطنة من الدول المنافسة في مثل هذه الصناعات، وصناعة الحرف لا يراها متقنها كمهنة تعود له بمدخول مادي فقط، بل في نظره هي هواية وفن وإبداع يحاول أن يطور منها حتى وأن أخذت منه وقتًا أو جهدًا، وهذا هو الحال مع بعض الحرفيين بالسلطنة الذين قاموا بتطوير صناعتهم الحرفية وأضافوا لها لمسات تلامس الماضي والحاضر.

التقينا بالحرفي محمد بن سالم بن خميس بني عرابة، حرفي ومدرب في حرفة السعفيات ليوضح قائلًا: «بداياتي كانت عام 1994 حيث كنت أتابع الوالد - رحمه الله- وهو يشتغل على السعف التقليدي، ومنها حاولت تقليده في كيفية وطريقة بناء السفة، أو السف، وكنت أتابعه نظريا إلى أن توفقت وتعلمت بناء السف ثم واجهتني صعوبة في تشكيل المنتج وهو أصعب مرحلة، وبعد معاناة واجتهاد وإصرار على التعلم أتقنت الحرفة وطورت السعف التقليدي من منتجات بسيطة ومعروفة إلى أكثر من 50 منتجًا متنوعًا، وأدخلت في «السفة» الألوان و الصوف أيضًا، وبعض النسيج، ثم ابتكرت تصاميم مختلفة وفي منتجات مستحدثة وأصبح عليها إقبال وتميز، ومن ثم اتجهت إلى السعف المطور وهنا جاء الإبداع في التصاميم والإتقان وجودة المنتج، ولله الحمد أصبحت أنفرد بمنتجات نوعية».

وتابع الحرفي محمد قائلا: «العائد المادي من حرفة السعف لا بأس به، ولكن هناك عوامل وعوائق حقيقية تواجه الحرفي منها قلة الدعم، وضعف تسويق المنتج العماني، وكذلك المعارض الداخلية ضعيفة جدا، وبالإضافة إلى عدم وضع ضوابط للمنتجات البديلة القادمة من الخارج.

كل هذا أضر بالحرفة ونأمل أن تتحسن الأوضاع قريبًا لوضع آليات جديدة وأفكار تسويقية تخدم الحرفي والحرفة».

ومن حيث الإقبال قال محمد: «الإقبال ضعيف جدًا ولا توجد منافذ تسويقية ومعارض مستدامة أو سوق ثابت للحرفي أو قرية حرفية، وهذا إن وجد سيحسن من الوضع، ويكثر التشجيع ويزيد من العطاءات من قبل الحرفيين، فهذا تراثنا وحضارتنا وتاريخنا ونسعى لكي نرتقي به ونحافظ على هذا الإرث التاريخي الجميل».

وتحدث بني عرابة عن الترويج لمنتجاته قائلا: «الترويج عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي بشكل عام، وأنا أرى أن الترويج المباشر أكثر فاعلية وأكثر تأثيرًا من خلال المعارض والملتقيات والتجمعات الحرفية والمشاغل والفعاليات المتنوعة، فهذا يعطي حيوية ونشاطًا وتفاعلًا مع الناس وبطريقة مباشرة».

واختتم بني عرابة حديثه قائلًا: «تجهيز المنتجات السعفية يأخذ حيزًا كبيرًا من الوقت، والمنتجات تختلف من منتج لآخر، فبعض منها يأخذ 7 أيام للمنتج الواحد، ومنها أكثر من ذلك، وبعضها الآخر يأخذ من ساعة إلى 3 ساعات تقريبا، والعمل الحرفي عمل يحتاج إلى صبر واجتهاد وسعة بال ونفس طويل، ونأمل من المشتري أن يراعي صعوبة العمل الحرفي أو اليدوي، فهو متعب جسديا وصحيا فنحن مستمرون والعمل متواصل ونأمل أن تكون هناك معاملة ورؤية خاصة للحرفيين بما لديهم من قدرات وإمكانيات سخرناها لكي نرتقي ونحافظ على تراثنا».