A medical worker demonstrates a vial with Sputnik V (Gam-COVID-Vac) vaccine during the vaccination against the coronavirus disease (COVID-19) at a clinic in Minsk
A medical worker demonstrates a vial with Sputnik V (Gam-COVID-Vac) vaccine during the vaccination against the coronavirus disease (COVID-19) at a clinic in Minsk
العرب والعالم

الصحة العالمية:الفيروس يتفشى بسهولة ويفتك بالبشر ومن الضروري "الاستعداد لما هو أسوأ"

29 ديسمبر 2020
29 ديسمبر 2020

عواصم - وكالات: ومع أن فيروس كورونا المستجد أحدث تغييرات جذرية في حياة المواطنين وفي الاقتصاد العالمي إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت الاثنين أن جائحات أسوأ قد تكون بانتظار العالم وحثت الدول المختلفة إلى التحضر بجدية لها. وقال مايكل راين مسؤول حالات الطوارئ في المنظمة خلال إحاطة إعلامية في ذكرى مرور سنة على تبلغ المنظمة للمرة الأولى بانتشار الفيروس الجديد في الصين "هذا جرس انذار. هذه الجائحة شديدة الحدة. وقد تفشت سريعا في مختلف أنحاء العالم وقد بلغت كل أصقاع الأرض، لكنها ليست بالضرورة الأسوأ". وأقر بأن الفيروس "يتفشى بسهولة كبيرة ويفتك بالبشر" لكنه شدد على أن "معدل وفياته منخفض نسبيا مقارنة بأمراض جديدة أخرى". وأكد ضرورة "الاستعداد في المستقبل لما قد يكون أسوأ". وفي حين سجل تقدم علمي هائل لدرس الفيروس وتطوير اللقاحات بسرعة قياسية، نبه كبير المستشارين في المنظمة بروس إيلارد إلى أن العالم لا يزال بعيدا من الجاهزية لمكافحة جائحات مستقبلية. وقال "نحن في الموجة الثانية والثالثة من هذا الفيروس ولا زلنا غير جاهزين وغير قادرين على إدارتها". وأكد أنه "رغم أننا أكثر جاهزية، لسنا جاهزين تماما (للجائحة) الحالية، ونحن أقل جاهزية لتلك المقبلة".

جنوب افريقيا

تشدد الاجراءات من جهة اخرى، منعت دولة جنوب إفريقيا بيع المشروبات الكحولية وفرضت وضع الكمامات في الأماكن العامة اعتبارا من الثلاثاء بعد ارتفاع كبير في الإصابات بكوفيد-19 فيما تجتهد دول كثيرة عبر العالم لاحتواء الزيادة الكبيرة في الإصابات مع حلول فصل الشتاء، ما رفع إجمالي الحالات المسجلة في العالم إلى 81 مليونا تقريبا فيما تتسارع حملات التلقيح في أميركا الشمالية وأوروبا. وأعلن الرئيس الجنوب الإفريقي سيريل رامابوزا الاثنين منع بيع المشروبات الكحولية وفرض وضع الكمامات في الأماكن العامة بعدما أصبحت جنوب إفريقيا أول بلد إفريقي يسجل مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد. وأوضح رامابوزا "لقد تراخينا ونحن ندفع الثمن الآن" محملا مسؤولية انتشار الوباء بهذه الكثرة إلى مناسبات اجتماعية كبيرة و"غياب تام للحذر خلال فترة الأعياد".

وقال إن البيانات تظهر أن "استهلاكا مفرطا للكحول" يؤدي إلى حالات تستدعي الدخول إلى المستشفيات ما يتسبب "بضغط لا طائل منه" على المنشآت الصحية العامة. وأرغم الارتفاع الكبير في الإصابات سلطات ريو دي جانيرو البرازيلية إلى منع الوصول إلى الشواطئ في 31 ديسمبر للحيلولة دون حصول تجمعات بمناسبة رأس السنة. التجارب البشرية على اللقاح الايراني ذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء أن إيران بدأت أول حقن بشري في إطار المرحلة الأولى من الاختبارات السريرية للقاح محلي لكوفيد-19 تقول طهران إنه قد يساعدها في التغلب على الجائحة رغم العقوبات الأمريكية التي تحد من قدرتها على استيراد اللقاحات.

وقالت لجنة تنفيذ أمر الإمام (سيتاد) الحكومية العملاقة التي يشرف عليها الرئيس الإيراني إن إنتاج اللقاح الذي طورته إحدى شركاتها، وهي شركة شفا فارمد، قد يصل إلى 12 مليون جرعة شهريا بعد ستة أشهر من انتهاء تجارب ناجحة عليه. وكان أول من تطوعوا بتلقي اللقاح مسؤولون بلجنة تنفيذ أمر الإمام وابنة رئيس اللجنة في محاولة فيما يبدو لتعزيز الثقة في اللقاح. وقال وزير الصحة سعيد نمكي وفقا لما نقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية "الرسالة وراء ذلك أننا لا نرى أنفسنا بمعزل عن الناس.. فأحضرنا أهلنا أولا لاختبار هذا اللقاح".

وإيران هي أكثر دول الشرق الأوسط تضررا من جائحة فيروس كورونا. وهي تشكو من أن قدرتها على شراء اللقاحات تأثرت بالعقوبات المالية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها بعد انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. والمواد الغذائية والأدوية معفاة من العقوبات لكن البنوك تتجنب تمويل الصفقات الإيرانية لتفادي أي عقوبات. وقالت طهران الأسبوع الماضي إنها حصلت على موافقة من السلطات الأمريكية على شراء اللقاحات من تحالف كوفاكس الذي تقوده منظمة الصحة العالمية. وكانت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية قد قالت إنها تعتزم من جانبها استيراد لقاح صيني. رفض الحصول على اللقاح وفي إسبانيا حيث سجلت 50 ألف حالة وفاة، قالت وزارة الصحة إن الحكومة ستضع سجلا بالأشخاص الذين يرفضون الحصول على اللقاح على أن تتشاركه مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وبوشرت حملات التلقيح في إسبانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي خلال اجازة نهاية الأسبوع المنصرم.

وتخشى السلطات من أن يعيق التردد في الحصول على اللقاح بسبب حملات التضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جهود مكافحة المرض. وأعلنت بيلاروس الثلاثاء بدء حملة التلقيح مع تلقيها أول شحنة من اللقاح الروسي "سبوتينك-في" موضحة ان "العاملين في حقل الرعاية الطبية والمعلمين والاستاذة والخبراء الذين هم على تواصل كبير مع الناس بحكم عملهم، سيكونون أول الحاصلين على اللقاح". من جهة أخرى قالت السلطات الصحية الألمانية الثلاثاء ان السلالة الجديدة للفيروس رصدت في شمال البلاد اعتبارا من نوفمبر لدى مريض. وقالت وزارة الصحة في ساكسونيا السفلى هذه السلاسة "مسؤولة عن جزء كبير من الإصابات المسجلة في جنوب إنكلترا. وفيما شفيت زوجته التي أصيبت أيضا بالسلالة نفسها توفي المريض "السمين جدا" ويعاني من امراض اخرى نهاية نوفمبر. من جانب آخر، توقع إندونيسيا اتفاقيات لشراء لقاحات كورونا مع شركتي "فايزر" و"أسترازينيكا"، حيث تستعد لتفشي الفيروس بعد اجازة نهاية العام. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن وزير الصحة بودي جونادي صادقين قوله في إفادة صحفية إن الحكومة سوف توقع اتفاقا مع شركة فايزر في الأسبوع الأول من يناير للحصول على 50 مليون جرعة من اللقاح، بعد أن وقعت شركة "بي.تي. بيو فارما" الحكومية المنتجة للقاحات صفقة منفصلة بكمية مماثلة مع شركة أسترازينيكا هذا الأسبوع. وسوف تشمل كلا الصفقتين خيار شراء 50 مليون جرعة إضافية من كل شركة. ووقعت الدولة، التي تعاني من أسوأ تفشي لفيروس كورونا في جنوب شرق آسيا، صفقات متعددة مع موردي اللقاحات، بما في ذلك مع شركة "سينوفاك بيوتك ليمتد" الصينية التي شحنت بالفعل 1.3 مليون جرعة في أوائل ديسمبر.

وعلى صعيد آخر، بدأت أيسلندا الثلاثاء توزيع أول جرعات اللقاح ضد فيروس كورونا، حيث تلقى أربعة من أفراد فرق الرعاية الصحية اللقاح خلال بث مباشر. وأصبح الأربعة العاملون في الخطوط الأمامية - ثلاث نساء ورجل - أول من تم تطعيمهم بلقاح من جرعتين طورته شركة بيونتك الألمانية وعملاقة الأدوية الأمريكي فايزر. وقالت ممرضة العناية المركزة كريستين جونارسدوتير، وهي أحد الأشخاص الأربعة، إن التطعيم يمثل نورا في الظلام. ونقلت هيئة الإذاعة الأيسلندية وغيرها من وسائل الإعلام عملية التطعيم على الهواء مباشرة. وتم إرسال الدفعة الأولى من اللقاح إلى أيسلندا، والتي تضم نحو 10 آلاف جرعة لقاح، الاثنين. وسجلت الدولة التي يقطنها نحو 365 ألف نسمة إجمالي 28 حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا وإجمالي 5700 إصابة بالفيروس.

"مخاوف في محلها "

وتعزز الأرقام والميول المسجلة عبر العالم المخاوف من انتشار الوباء في صورة موجات متتالية، ففي كوريا الجنوبية التي شكلت نموذجا في إدارتها الناجحة للموجة الأولى من الوباء، سجلت الثلاثاء أعلى حصيلة وفيات يومية منذ بدء الجائحة مع مواجهتها الموجة الثالثة من الفيروس. اما الهند ثاني أكثر دول العالم تضررا على صعيد الإصابات المسجلة، أعلن رصد السلاسة الجيدة من الفيروس لكن المسؤولين أكدوا أن التوجيهات الوطنية بشأن الجائحة لم تتغير. وفي المانيا، أعلن معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الفيروسات الثلاثاء أن عدد الأشخاص الذين أخذوا الجرعة الأولى من تطعيم كورونا حتى الاثنين، وصل إلى 41 ألف و962 شخصا. وأوضح المعهد أن مقدار الارتفاع المسجل في عدد الأشخاص الذين أخذوا التطعيم الاثنين مقارنة باليوم السابق عليه بلغ 19 ألف و84 شخصا. ونوه المعهد إلى أن هذا العدد لا يعبر فعليا عن عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم في يوم واحد بل إنه من الممكن أن يتضمن تسجيلات لاحقة. ولم يذكر المعهد بعد معدل التطعيم (أي عدد من أخذوا التطعيم قياسا إلى عدد السكان)، وقالت زوزانه جلاسماخر، المتحدثة باسم المعهد إن عدد من أخذوا التطعيم لا يزال ضئيلا للغاية. ويجري الآن تسجيل التطعيمات الخاصة بالجرعة الأولى، ومن المنتظر إعطاء جرعة ثانية بعد مضي نحو ثلاثة أسابيع حتى يمكن تحقيق التلقيح الكامل. ومن غير الممكن افتراض أن كل من أخذوا التطعيم محميون بشكل مؤكد من الإصابة بمرض كوفيد 19.