المرحلة القادمة مرحلة استثمار في الثقافة.. وقسم خاص بالترجمة في هيكل الوزارة الجديد
وكيل «الثقافة» في جلسة حوارية بجامعة السلطان قابوس:-
تغطية- شذى البلوشية -
أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب أن التاريخ العماني يشكل عمقا يعكس التنوع الجغرافي والثقافي في السلطنة وهو مدخل مهم وأساسي في «رؤية عمان 2040» وتنظر إليه الوزارة في خططها الاستراتيجية باعتباره استثمارا اقتصاديا وفكريا ومعرفيا واجتماعيا.
وتحدث البوسعيدي خلال لقاء مفتوح في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية عن الثقافة بين الواقع والتوجهات المستقبلية، مسلطا الضوء على الخطط الاستراتيجية التي تعمل عليها وزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وفيما يتعلق بالجانب الأدبي قال سعادة وكيل الثقافة: إن كتابة الأدب في السلطنة سواء كان شعرا أم رواية له حضوره الكبير في المشهد الثقافي العماني ويشهد بذلك الجوائر التي حصلها عليها الكاتب العماني سواء على المستوى المحلي أوالإقليمي أوالدولي، وهو نتاج إبداع وجهد كبير، والكاتب العماني متمكن، ووصل إلى الكثير من المحطات التي نفخر بها، ومعارض الكتب تشهد بذلك أيضا.
كما تحدث سعادته حول جانب السياحة والتراث المرتبطة بالثقافة مؤكدا أن السياحة والتراث والتعليم كلها تتقاطع مع قطاع الثقافة، فالثقافة تشمل الإرث المادي وغير المادي، وهذا ما يمكن السياحة والتراث من العمل بالقرب من قطاع الثقافة، وهناك تنسيق مستمر بين القطاعات في العمل.
اتفاقيات وبرامج
من جانب آخر قال سعادته السيد سعيد البوسعيدي: إن اليونيسكو وهي المنظمة المعنية بالثقافة كذراع للأمم المتحدة، لديها مجموعة من الاتفاقيات والبرامج التي تعنى بالثقافة، والسلطنة فاعلة وبقوة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم والمندوبية في باريس على العمل والمشاركة بإيجابية في هذه الاتفاقيات، ولعل أهم اتفاقيتين هما اتفاقية صون التراث غير المادي، واتفاقية تعزيز أشكال التعبير الثقافي، والسلطنة من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقيتين، ونجحت السلطنة في تسجيل العديد من الملفات في ما يخص التراث غير المادي، وفق الشروط والآليات المعتمدة، وأشكال التعبير أيضا هي اتفاقية مهمة وتهتم بالمبدعين والفنانين وانتجاهم الفكري والابداعي، والسلطنة فاعلة فيها بصورة كبيرة.
الفنون العمانية
وتحدث البوسعيدي عن قطاع الفنون الذي هو أحد مكونات الثقافة العمانية وردا على المخاوف التي تراود البعض حول اندثار بعض أنواع الفنون، قال سعادته: «الفنون العمانية لها العديد من المدلولات نتجت عن البيئة الجغرافية وبالتالي لها أصول ولها تاريخ عريق، فيما يخص المحافظة عليها، هذه مفاهيم تختلف وهناك العديد من الدراسات في هذا الجانب، هل ننظر للإنسان كمبدع ومحافظ في المقام الأول، أم هل ننظر للدولة أو المؤسسة كمؤكد الذي يملي على الفنان ما يجب أن يحبه؟
المهم في هذه المرحلة هو التوثيق، وهو موجود في السلطنة، فالمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد، منذ البدايات وهو يؤكد على الحفاظ على الموروث الموسيقي، وهناك مركز عمان للموسيقى التقليدية، والتسجيل في التراث الثقافي غير المادي في اليونيسكو، إضافة إلى العديد من التسجيلات التي تسعى لحفظ هذه الفنون، ولكن ما يهم في هذه المرحلة، هو غرس حب هذه الفنون، وفتح المجال للإبداع فيها والانطلاق من خلالها، ومنح الأجيال القادمة الفرصة أيضا للتعرف عليها، ونحن نسعى لذلك، وهناك برنامج متكامل وهو صون مفردات التراث غير المادي، والعملية التوثيقية تختلف عن عملية الصون، وإذا كنا نتحدث عن العملية التوثيقية فهذا قد تم، أما إذا كنّا نتحدث عن الصون فهو يشمل أطرا تشريعية كاملة وهذا ما نعمل عليه في هذه المرحلة، وجعل هذه الفنون حية وممارسة من قبل الأفراد، وهو ما يبقيها مستمرة».
التوجهات المستقبلية
وحول استراتيجية وزارة الثقافة والرياضة والشباب قال سعادة الوكيل: «استراتيجية الوزارة لم يتم العمل عليها الآن فقط، وإنما منذ 15 سنة تقريبا، والكثير من المتابعين عملوا عليها ووضعوا دراسات لها، والوزارة في هذه المرحلة وضعت في الاعتبار رؤية عمان 2040، من خلال استراتيجية ثقافية تعنى بأهداف الرؤية، وتم وضع مشروعات وخطة تنفيذية بالاشتراك مع المجتمع والقطاعات المختلفة».
وفي سؤال الدكتور علي الريامي رئيس قسم التاريخ بالجامعة حول دعم الثقافة والحراك الثقافي في المحافظات والولايات، ورؤية الوزارة في هذا الجانب، أجاب عن السؤال سعادة السيد بقوله: «في الواقع الوزارة من السابق تقيم مهرجاناتها في مختلف الولايات، ومركز عمان للموسيقى التقليدية يصل إلى الفنانين بصورة دقيقة، وهناك فعاليات تقام، وفي الفترة القادمة من خلال الخطط هناك الكثير من الفعاليات موجهه للمحافظات، وسنكون حاضرين وسنصل للمهتم والمثقف، ومن خلال جمعيات المجتمع المدني أيضا لهم أدوار قد تصل الوزارة من خلالهم إلى مختلف الولايات».
معرض مسقط للكتاب
وردا على مداخلة الدكتور سعيد السيابي قال البوسعيدي إن اللجنة الرئيسية للمعرض لم تجتمع حتى الآن، ولذلك قرار إقامة المعرض من عدمه مرهونة بالظروف الصحية وبحركة الطيران والشحن وكذلك السماح بالتجمعات وهذا كله محل دراسة.
وقال عبدالرزاق الربيعي في مداخلته: إن المهتمين بالمسرح يتساءلون حول مصير مهرجان المسرح العماني هل سيقام في موعده أم سيتم تأجيله، إضافة إلى سؤاله حول مصير الملتقى الأدبي، والمنتدى الأدبي فكان رد البوسعيدي عليه بالقول: «بالنسبة لمهرجان المسرح، والملتقى الأدبي فهما حاضران في استراتيجية الوزارة، وسيتم الإعلان عن موعديهما لاحقا ليتم التجهيز والتحضير لهما، ونحن نعي أهمية هذه المهرجانات والملتقيات وما حققته، أما ما يتعلق بالمنتدى الأدبي قد نراه بحلة جديدة ولكن ما يمارسه من أدوار كمنتدى أدبي ستكون حاضرة بإذن الله، والبرامج أيضا ستكون حاضرة من خلال الدوائر التي ستكون تتبعه».
وحول الاستثمار في الثقافة قال سعادة السيد سعيد البوسعيدي: إنه لا يريد استباق الأحداث، ولكنه يؤكد أن هناك العديد من المشروعات التي سترى النور، وكلها ذات طابع مختلف وتعنى بالجانب الثقافي وتمس الابتكار والتصنيع الثقافي، وإدارة منشآت ثقافية من شباب متمكن، وتوفير فرص استثمار لهم وعمل من خلال المشروعات، ونعي تماما أنها هي ما ستبقي قطاع الثقافة في ظل المتغيرات المختلفة، وهو ما نسعى إليه في التنمية المستدامة في قطاع الثقافة، وكل هذه الأشياء حاضرة في الاستراتيجية.
الترجمة .. وأدب الطفل
وحول سؤال الدكتور عبد الجبار الشريعي: «أين تقع الترجمة في الخارطة الثقافية لسلطنة عمان؟» أجاب البوسعيدي بقوله: «الهيكل الوزاري في شكله الجديد سوف يحتوي على قسم متخصص في الترجمة، ونعي تماما أهمية الترجمة في الجانب الثقافي، والتقارب الثقافي الذي يوفره بين المجتمعات المختلفة، وبالنسبة لمشروع وطني حول الترجمة أعتقد أن هذا الأمر قد طرح في السابق، وسيتم العمل على هذا الأمر دون شك في المرحلة القادمة، أما حاليا فلا يوجد حقيقة مشروع متخصص بالترجمة. أما بالنسبة لمركز الترجمة والتعريب لدول مجلس التعاون سيكون مقره في السلطنة، ولكن إلى الآن أدواره معنية بدول المجلس وسيكون معنيا بالتعريب أكثر، ولكن يمكننا القول: إن العمل على الترجمة بجانبها الأدبي الثقافي سنبدأ به - بإذن الله - من خلال مركز عمان للحضارات وهو ما سنشهده في الهيكلة الجديدة».
وفيما يتعلق بقطاع الثقافة للطفل توجهت الدكتورة كاملة الهنائية بالسؤال إلى سعادة السيد حول ذلك فقال: «إن هذا الثقافة الموجهة للطفل هي في عين الاعتبار ووضعت ضمن استراتيجية عمل الوزارة، وسيكون لها قسم في هيكلة الوزارة ولها برامج دون شك».
