1562320
1562320
الرياضية

صدارة المجموعة والتأهل للدور الثاني لتصفيات مونديال ٢٠٢٢ مشروع وطموح

26 ديسمبر 2020
26 ديسمبر 2020

حظوظ ومستقبل المنتخب الوطني في المشوار الآسيوي -

كــــــتب: ياسر المنا -

يعد الحديث عن مستقل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وفرص نجاحه في تمثيل السلطنة التمثيل المشرق في الميادين الإقليمية والقارية والدولية بحاجة لقراءة مؤشر مسيرته التي بدأت منذ سنوات طويلة ونتائجه التي حققها ومكاسبه التي حصل عليها من تجارب تمثل له السند والدعم الحقيقي الذي يدعم طموحات جماهيره التي باتت اليوم في تصاعد الأمر الذي يعكس حقيقة وجود تطور ملموس واكتمال القناعات بأن الاحمر يملك القدرات التي تؤهله بأن يكون منافسا قويا يقهر الظروف والمنافسين الأقوياء لبلوغ الغايات الكبيرة.

ويحظى المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بالدعم الرسمي والجماهيري والكل يقف خلفه ويسانده في كل الأحوال وجميع الظروف باعتباره السفير الدائم في جميع محافل الكرة أينما شارك وتواجد. ومرت مسيرة الاحمر عبر أكثر من نصف قرن بالعديد من المحطات والمناسبات ما بين العبور والنجاحات والافراح والاحزان وتبادلت الكثير من الأسماء مقاعد اللاعبين والمدربين والإداريين إلا أن الاسم ظل كما هو بذات البريق واستمرت الأحلام في كامل اليقظة والرغبة بأن يشهد التاريخ القريب تحقيق الإنجاز التاريخي والفريد على صعيد منصة الأمم الآسيوية ونهائيات كأس العالم.

الحلم الأخير هو الذي يشغل الكل ويمثل حلم جميع الأجيال أيقظه مدرب المنتخب الوطني الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش بتأكيده بأنه عازم على جعل الحلم حقيقة. وتعد تصريحات مدرب المنتخب الوطني التي أطلقها في اول ايام تعاقده لقيادة الاحمر وظل يكررها في عدة لقاءات هي أساس الرؤية والنظرة لمستقبل الاحمر والتدقيق في فرص تحقيق النجاحات الكبيرة في تحديات التصفيات الآسيوية التي لا يزال فيها بقية حاسمة ومصيرية تبين ان القادم يحمل البشرى والتباشير ويضع كل مراقب ومتابع لمسيرة المنتخب الوطني أمام تفاصيل جديدة تحدث عن فريق مؤهل لتحقيق الانتصارات والانجازات الفريدة.

تأثير التوقف

توقف نشاط المنتخب الوطني في الفترة الماضية ولم يتسن لجهازه الفني الكرواتي بقيادة برانكو مع مرور قرابة العام على تواجده فرصة كافية للعمل ولم تتجاوز الفترة التي تواجد فيها الجهاز الفني مع اللاعبين في الملعب لمدة شهر واحد فقط، حيث أشرف على ثلاثة تجمعات قصيرة فقط في بداية العام الحالي وفي أيام الفيفا إبان استمرار بطولة دوري عمانتل ليتعطل النشاط وتتوقف الحياة في الملاعب من مارس وحتى أكتوبر الماضي.

حيث طرحنا سؤالا على مدرب المنتخب الوطني برانكو حول مدى تضرر مشوار المنتخب من فترة التوقف الطويلة والتأثيرات السلبية مستقبلا على المسيرة الاستحقاقات المقبلة. وأكد برانكو على أنه لم يكن أبدا يأمل ان يستمر توقف عمله مع المنتخب كل هذه الشهور وان يتعطل برنامج الإعداد الذي، وضعه وينقسم لقسمين قصير المدى خاص بأداء ما تبقى من مباريات في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وامم آسيا والثاني يتعلق بالمشاركة في الدور الثاني من تصفيات كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر.

وتحدث برانكو عن عليهم التعامل مع الظروف بواقعية والاستفادة منها في تكثيف جرعات الإعداد وتعويض ما فات وهذا ما سيتم التركيز عليه في المرحلة المقبلة بالتنسيق مع اللجنة الفنية ورابطة الدوري والمسؤولين في مجلس إدارة اتحاد الكرة الذين يقدمون كل الدعم للمنتخب الوطني في مسيرته. مجمل المستفاد من رؤية برانكو تشير إلى أنه عازم على ان يظهر المنتخب الوطني في عهده في مستوى طيب ويكون قادرا على تحقيق الأحلام والتغلب على الصعوبات والعقبات وسلبيات تعطل برنامج الإعداد.

تفاؤل وحذر

من جانبه يقول مسؤول كبير في مجلس إدارة اتحاد الكرة عن فرص نجاح المنتخب الوطني في المستقبل القريب خاصة في ميدان التصفيات ان التفاؤل موجود وكذلك الحذر وكشف عن أن مجلس الإدارة يثق بصورة كبيرة ان ينجح الطاقم الكرواتي بقيادة برانكو في تحسين صورة الاحمر وتصاعد نتائجه ولذلك هناك توجه متفق عليه بأن يتم تسخير كافة المعينات للجهاز الفني ولاعبي المنتخب الوطني في مشوار التصفيات الآسيوية وتهيئة افضل الاجواء لتحقيق النتائج الإيجابية والمنافسة بقوة على اي فرصة تساعد على كتابة تاريخ جديد في التصفيات الآسيوية.

فارق النقطة

تكشف مسيرة الاحمر في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وأمم آسيا عن ان فرصة الصعود إلى صدارة المجموعة ليس بالأمر الصعب وانتزاعها من أيدي منافسه الأبرز في المجموعة المنتخب القطري صاحب 16 نقطة فيما يملك المنتخب الوطني في رصيده 12 نقطة وتبقت أمامه مواجهات مهمة أبرزها مباراة الإياب امام المنتخب القطري بعد أن كان قد خسر الذهاب بنتيجة هدفين مقابل هدف، وعلى نحو قرار الاتحاد الآسيوي بأن تقام المباريات المتبقية في التصفيات بنظام المجموعات فمن المتوقع أن تستضيف السلطنة ما تبقى من جولات في المجموعة الخامسة التي تضم بجانب منتخبنا كلا من قطر والهند وبنجلاديش وطاجكستان واستضافة المباريات في السلطنة تعد عاملا مساعدا في تحقيق هدف صدارة المجموعة والتأهل مباشرة إلى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

إرث وتاريخ

لم تتبلور الاحلام وعقد الآمال على المنتخب الوطني بأن يقدم مسيرة تبشر بالنجاح في التصفيات الآسيوية الا نتيجة إرث تاريخي مشرف للأحمر ونتائج طيبة وان لم تساعده في تحقيق قمة الحلم الكروي، وشكل الإرث التاريخي والمشوار السابق زادا من الخبرة ومضاعفة الطموحات وكسب جرعات من التمرس والصقل وتطور عقلية اللاعب العماني الذي لفت الانظار في ملاعب الاقليم والقارة.

وعلى صعيد الإرث الآسيوي تواجد المنتخب العُماني للمرة الرابعة في بطولة كأس آسيا من أصل 16 نسخة، وشارك في آخر نهائيات استضافتها الإمارات قبل ثلاثة مواسم وذلك بفضل وجود عناصر جيدة كانت قادرة على تقديم أداء لافت وسطع نجمها في الإمارات عبر التأهل من دور المجموعات. لم يسبق للمنتخب العُماني أن سجل أي إنجاز تاريخي في المنافسة القارية ويتم التعامل مع هذا الإنجاز الأخير باعتباره طفرة وتصاعد يبشر بإمكانية مواصلة الصعود درجات إضافية في سلم النجاح الآسيوي.

مسيرة آسيوية

سيرة المنتخب الوطني التاريخية بشأن مشاركاته الآسيوية كشفته انه لم يتواجد في مسرح بطولة كأس آسيا في السنوات الممتدة بين 1956 حتى عام 2000، وشارك لأول مرة في البطولة الآسيوية بنسختها السابعة في الصين عام 2000، وخرج سريعاً من دور المجموعات بعد أن حقق فوزاً وتعادلاً وخسارة. وبعد ذلك شارك المنتخب الوطني للمرة الثانية توالياً في نسخة التنظيم المشترك عام 2007 وودع من دور المجموعات أيضاً. وبعد مشاركتين متتاليتين لم يوفق المنتخب في التأهل إلى نسخة قطر عام 2011، ليعود في نسخة أستراليا عام 2015 وأيضاً يُودع من الدور الأول بعد أن تعرض لخسارتين مقابل تعادل يتيم. وفي الجانب الآخر من مسيرة للمنتخب الوطني المهمة كانت في مشواره الخليجي الذي بلف 22 مشاركة تمثل مجمل رصيده في بطولة كأس الخليج لم يفز باللقب سوى مرتين آخرها 2017 ليكون هو حامل اللقب، وشارك في خليجي 24 للدفاع عنه بقيادة الهولندي كومان ولكنه لم يوفق في ذلك.

وسبق أن حقق المنتخب أول لقب له في بطولة كأس الخليج العربي عام 2009، بعد العديد من المشاركات غير المرضية لطموحهم بدأها بالمشاركة الأولى عام 1974، في ثالث البطولات واكتفى المنتخب العماني بالخروج من دور المجموعات، واستمر المنتخب الوطني على هذا الحال في 6 مناسبات أخرى، تخللتها استضافته للبطولة في عام 1984، إلا أنه لم ينجح في تجاوز الدور الأول. وفي مسابقة 1990، تمكن من اجتياز الدور الأول واقترب كثيرًا من الوصول للمباراة النهائية، إلا أنه احتل المركز الرابع، في البطولة التي أقيمت في الكويت حينها.

عقب ذلك عاد المنتخب للخروج من الدور الأول مجددًا في ثلاث مناسبات جديدة، حتى عند استضافته مجددًا للمسابقة في 1996، قبل أن يحتل المركز الرابع في بطولة 1998 التي أقيمت في البحرين. في عام 2002 وعلى الأراضي السعودية، خرج من دور المجموعات، ليحتل المركز الرابع مجددًا في بطولة 2003 في الكويت. وتمكن المنتخب الوطني في بطولتي عام 2004 و2007 أن يحتل المركز الثاني في المسابقتين اللتين أقيمتها في قطر والكويت، ووضح على اللاعبين الجيل القوي الذي بات مؤهلًا للفوز بالبطولة.

ألقاب خليجية

واستطاع منتخبنا تحقيق أول انجاز في مسابقة كأس الخليج عام 2009 والتي أقيمت بالسلطنة، وعقب التتويج باللقب حينما توج باللقب على حساب منتخب السعودية، بركلات الجزاء الترجيحية 6 - 5، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، بعدها عاد المنتخب الوطني لنقطة الصفر مجددًا، وودع بطولتي 2010 و2013 من دور المجموعات، واحتل المركز الرابع في نسخة عام 2014. واستفاد من تلك العثرات في حصد اللقب الثاني له في بطولة كأس الخليج العربي عام 2017 حينما توج باللقب على حساب منتخب الإمارات، بركلات الجزاء الترجيحية 5 - 4، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، إلا أنه خرج من البطولة في خليجي 24 والتي اقيمت بقطر عام 2019.

هذا الإرث التاريخي يوضح بجلاء أن الإخفاق في كثير من الأحيان لم يحبط مسيرة الاحمر أو يحول دونه والعودة إلى التألق مجددا وتقديم مستويات فنية اقوى وافضل وهذا ظل مصدر الإلهام عند الجميع بأن المنتخب الوطني يستطيع أن يمضي بعزم قوي وروح قتالية عالية ويحقق كل ما تصبو له جماهيره من حلم وان اقترن بالبطولة الأولى في العالم التي يطلق عليها المونديال. ويؤمن المسؤولون في مجلس إدارة اتحاد الكرة بأن الميل يبدأ بخطوة ومهما كان المشوار صعبا وطويلا سيظل الطموح كبيرا بأن تبلغ مسيرة للمنتخب الوطني النهائيات السعيدة.