1561199
1561199
العرب والعالم

التوقيع على إعلان تعاون ثلاثي بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل

23 ديسمبر 2020
23 ديسمبر 2020

واشنطن تعتزم فتح قنصلية بمدينة «الداخلة» بالصحراء الغربية -

الرباط -أ ف ب: وُقّع أمس الأول بالرباط على إعلان ثلاثيّ بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل يؤكّد التعاون في مجالات عدّة، وذلك في ختام أوّل زيارة يجريها وفد إسرائيلي أمريكي إلى المملكة منذ إعلانها استئناف علاقاتها مع إسرائيل بوساطة أمريكية.

وأكّد الإعلان الذي تلاه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على الترخيص للرحلات الجوّية المباشرة بين المغرب وإسرائيل، و«الاستئناف الفوري للاتصالات الكاملة» بين مسؤولي البلدين. كما نص على تشجيع «ومواصلة التعاون» في مجالات اقتصاديّة عدّة، مع التوقيع على أربع اتفاقيات بين المغرب وإسرائيل تهمّ الطيران المدني وتدبير المياه والتأشيرات الدبلوماسية وتشجيع الاستثمار والتجارة بين البلدين.

توازيًا، وقّع المغرب والولايات المتحدة مذكّرة تفاهم حول دعم مالي وتقني أمريكي بقيمة 3 مليارات دولار لمشاريع تُقام بالمغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء بتنسيق مع شركاء مغاربة.

وكان المغرب أعلن في 10 ديسمبر استئناف علاقاته مع إسرائيل، في موازاة إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو).

عقب هذا الإعلان، وصلت عصر الثلاثاء إلى مطار الرباط سلا أوّل رحلة تجارية مباشرة آتية من إسرائيل، كان على متنها وفد أمريكي إسرائيلي برئاسة مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي مائير بن شبات.

ووقّع المسؤولان الأمريكي والإسرائيلي ورئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني على الإعلان الثلاثي إثر اجتماع مع الملك محمد السادس.

وجدّد الأخير خلال الاجتماع تأكيد موقف المغرب «الثابت بشأن القضية الفلسطينية، والقائم على حل الدولتين»، مشددا على أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية، بحسب بيان للديوان الملكي.

كما أشار البيان إلى «التزام جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة».

وأصبح المغرب رابع دولة عربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل في الآونة الأخيرة برعاية ترامب. وسبق للمملكة إقامة علاقات مع إسرائيل حيث يعيش نحو 700 ألف شخص من أصول مغربية، من خلال مكتبي اتصال في البلدين عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام عام 1993.

لكنّ المغرب قطع هذه العلاقات رسميا إثر الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وتقرّرت إعادة فتح هذا المكتب في المغرب في غضون أسبوعين حسب ما أعلن وزير الخارجية المغربي الثلاثاء. وإذا كان الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية خلّف ارتياحا وترحيبا واسعين في المغرب، فإن استئناف العلاقات مع إسرائيل أثار ردود فعل متباينة، بين مرحّب ومندّد، في بلد تعد فيه القضية الفلسطينية «قضية وطنية» إلى جانب قضية الصحراء الغربية. وأعرب نحو ثلاثين حزبا وجمعية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، من التيارين اليساري والإسلامي، في بيان الثلاثاء عن «رفضها لأي زيارة يقوم بها جاريد كوشنير لبلادنا، ولتدنيس أرض وطننا المطهرة».

من جانب آخر أكد الإعلان الثلاثي على «تثمين» الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وعزم الولايات المتحدة على فتح قنصلية بمدينة الداخلة «من أجل تعزيز فرص الاقتصاد والاستثمار لفائدة المنطقة». وقال كوشنر عقب تلاوة نص الإعلان، «باعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، يُعبّر الرئيس ترامب عن رفضه استمرار الوضع القائم والذي لا يستفيد منه أي طرف، مفسحا الطريق لحل دائم يحظى بالقبول المتبادل».

وأضاف «كل الإدارات الأمريكية منذ عهد كلينتون دعمت مخطط الحكم الذاتي» الذي يقترحه المغرب لحل النزاع، بينما تطالب جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر باستقلال الصحراء الغربية. وكانت الجبهة قد نددت بالقرار الأمريكي.