oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

السلالة الجديدة من كورونا

21 ديسمبر 2020
21 ديسمبر 2020

مع ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا واتجاه العديد من دول العالم إلى اتخاذ الحذر خشية أن تتكرر بعض التجارب السابقة التي انعكست بشكل سلبي في موجة انتشار المرض الأولى في الصين قبل عام، فإن ثمة توجسًا يطبق على العالم، مع التحدي المستمر لهذا الوباء، الذي يُظن بأن اللقاحات سوف تكون هي طريق الخلاص النهائي منه.

يشار إلى ذلك وما سبق أن أكدت عليه منظمة الصحة العالمية أن اللقاح لا يعني نهاية الوباء، ما يدل على أن النقطة المركزية في هذه المعادلة كلها هي مسألة الالتزام والتباعد الجسدي الذي يجب أن يتواصل مع الحفاظ التام على كل الشروط الصحية الواجب اتباعها لتفادي الإصابة بالفيروس.

جراء ذلك الوضع المستجد أصبحت بريطانيا شبه معزولة خوفًا من تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا، حيث انعكس ذلك الأمر على الحياة سريعًا وفي ارتباط بريطانيا مع دول العالم، أيضًا تجلت المخاوف بالنسبة للعائلات والشركات، ويأتي ذلك في ظل تحذير واضح من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من أن السلالة الجديدة شديدة العدوى من الفيروس تمثل خطرًا على بلاده.

إزاء كل هذه الظروف بالنظر إلى تجربة الصين السابقة وتعامل كثير من دول العالم بإهمال مع الأمر إلى أن ضربها الفيروس، فإن الوضع الآن يتطلب الحذر الفعلي من الجميع، بحيث لا تتكرر مشاهد سبق أن حصلت، إذ يجب على الدول الاستفادة من التجربة الماضية، وألا يتم الركون على اللقاحات أو غيرها من الحلول فحسب، فالحديث عن سلالة جديدة يعني بلا شك متغيرات ننتظر أن تكشف عنها جهات الاختصاص ومنظمة الصحة العالمية بوجه خاص باعتبارها الجهة الموجهة في هذا الإطار على المستوى العالمي. من ناحية اقتصادية فقد بدأت السلالة الجديدة تُلقي بالتداعيات مباشرة على الأسواق العالمية، حيث بدأ الأثر كما تجلى في أسعار النفط التي انخفضت حوالي ثلاثة بالمائة أمس، بعد الانتشار السريع للسلالة الجديدة من فيروس كورونا، لا سيما بعد أن تسببت في إغلاق أغلب مناطق بريطانيا ونتج عن ذلك مخاوف حيال بطء تعافي الطلب على الوقود وسط تشديد القيود في القارة الأوروبية.

يبقى موضوع الوباء والجائحة الصحية قضية مربكة تتطلب المزيد من الصبر، فقد أخذ الناس عامًا كاملًا وهم يصبرون ويمارسون الحياة وفق شروط مستجدة غير معتادة، صحيح أن ذلك أفرز تقاليد جديدة غير مسبوقة بعضها إيجابي، لكن بشكل عام فإن ثمة ضررًا كبيرًا وقع على النواحي الاقتصادي وفي التعليم وكثير من قطاعات الحياة، وحتى لا نجد أنفسنا نعاني مجددًا سواء كنا أفرادًا أو مجتمعات أو دولا، فالأحرى بنا أن نواصل الالتزام التام بالقواعد الصحية والتشديد فيها، لا سيما أن هذه السلالة الجديدة الأسرع انتشارًا يعتقد العلماء بأن الفيروس ينتقل فيها أسرع بنسبة 70 بالمائة، وهذا ما أدى لردة الفعل الملموسة من بريطانيا ودول أخرى في العالم.