1557252
1557252
العرب والعالم

الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني تجتمع لمحاولة خفض التوتر

16 ديسمبر 2020
16 ديسمبر 2020

روحاني يؤكد: إيران «سعيدة جدا» لنهاية عهد ترامب -

عواصم - (وكالات): اجتمع موقعو الاتفاق النووي الإيراني امس الاربعاء في محاولة لتهدئة الأمور بانتظار إدارة أمريكية جديدة بينما لا تزال طهران تبتعد عن التزاماتها بالنص. هذا الاجتماع الذي كان مقررا في فيينا أساسا، يعقد افتراضيا بسبب وباء كوفيد- 19.

وبدأ عند الساعة 10:00 ت غ بحضور الأطراف الموقعة (الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا وإيران) تحت رعاية الدبلوماسية الألمانية هلغا شميت الأمينة العامة لجهاز التحرك الخارجي الأوروبي.

وكتب السفير الروسي ميخائيل اوليانوف على حسابه على تويتر «المحادثات ستركز على كيفية الحفاظ على الاتفاق النووي وضمان تطبيقه الكامل والمتوازن».

والاتفاق النووي الإيراني تزعزع منذ الانسحاب الأمريكي منه في مايو 2018 والذي كان أبرم في فيينا قبل ثلاث سنوات من ذلك التاريخ وإعادة فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على طهران. ويشهد الملف الايراني تقلبات جديدة منذ اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زاده في نهاية نوفمبر.

وفي الأسابيع الأخيرة، شددت طهران موقفها الى حد انه في مطلع ديسمبر عبرت باريس ولندن وبرلين عن «قلقها العميق» إزاء وضع 3 سلاسل لأجهزة طرد مركزي في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم الرئيسية في وسط إيران. كما تشعر الدول الثلاث بالقلق إزاء تمرير البرلمان الإيراني لقانون مثير للجدل بشأن الملف النووي، والذي إذا تمت المصادقة عليه، فإنه سيعني نهاية الاتفاق على الارجح. وبحسب وسائل الإعلام المحلية فإن النص يطلب من الحكومة اتخاذ خطوات فورية لإنتاج وتخزين «ما لا يقل عن 120 كيلوجراما سنويا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%» ويدعو الى «وقف» عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ودعت روسيا أيضا ايران الى إظهار «مسؤولية» بالحد الأقصى وعدم السقوط في «المزايدات».

إشارات انفتاح

بالنسبة إلى الموقعين على الاتفاق، فإن الرهان بالتالي هو دعوة طهران الى الالتزام بتعهداتها.

وقال دبلوماسي ردا على أسئلة وكالة فرانس برس «هذه مناسبة للطلب من الإيرانيين بصوت عال ان يتوقفوا عن مخالفة الاتفاق» وعدم تفويت فرصة العودة الدبلوماسية مع وصول جو بايدن الى الرئاسة في الولايات المتحدة.

وأضاف المصدر نفسه أن الاجتماع «يأتي في وقت ليس الأفضل» لأنها فترة ترقب من الجانب الأمريكي قبل أسابيع على تنصيب جو بايدن رئيسا.

وأكد الفائز في الانتخابات الأمريكية رغبته في العودة إلى اتفاق فيينا، محذرا من اندلاع سباق لصنع قنبلة ذرية في الشرق الأوسط. لكنه لم يكشف شيئا عن استراتيجيته. وفي خطاب ألقاه الاثنين في برلين، دعا وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الى مواصلة العمل «لإبقاء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) على قيد الحياة».

وأصر قبل أيام قليلة على أن «هذا الاتفاق هو السبيل الوحيد لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية»، قائلا إنه يحضر لاجتماع لوزراء الدول الموقعة «قبل عيد الميلاد»، وأضاف أنه في هذه المرحلة وعلى الرغم من التوترات السياسية فإن «التعاون يسير بشكل طبيعي» على الأرض.

ومن جهته، يكثف الرئيس الإيراني حسن روحاني المعارض لمشروع القانون الذي صوت عليه النواب المحافظون، إشارات الانفتاح الموجهة صوب الحكومة الأمريكية المقبلة.

وقال في الآونة الأخيرة إنه فور رفع العقوبات الاقتصادية «سنعود أيضا إلى جميع الالتزامات التي قطعناها»، داعيا الرئيس الأمريكي المنتخب الى فتح صفحة جديدة عبر العودة الى «الوضع الذي كان سائدا» قبل رئاسة دونالد ترامب الذي قرر الانسحاب من الاتفاق بشكل آحادي. وقد أكد الرئيس الإيراني امس الأربعاء أن بلاده «سعيدة جدا» لقرب انتهاء عهد ترامب الذي اعتمد حيالها سياسة «ضغوط قصوى» وعقوبات اقتصادية قاسية.

من جهته، قال المرشد الإيراني علي خامنئي امس الأربعاء في أول ظهور علني له منذ أسابيع إن العداء الأمريكي للجمهورية الإسلامية سيستمر حتى بعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة.

وقال خامنئي إنه لا يمكن الوثوق في واشنطن، في تصريح ينم عن الحذر تجاه بايدن. وهذه أول مناسبة عامة يظهر فيها خامنئي منذ أن ترددت شائعات عن تدهور صحته في مطلع ديسمبر.

وفي اجتماع مع القائمين على مراسم لإحياء الذكرى الأولى لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في هجوم أمريكي بالعراق، قال خامنئي إن العداء الأمريكي لن يختفي برحيل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.